لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 290 - الجزء 5

  والجمع مَواقِر؛ وأَما قول قُطْبَة بن الخضراء من بني القَيْنِ:

  لمن ظُعُنٌ تَطالَعُ من سِتارِ ... مع الإِشْراقِ، كالنَّخْلِ الوِقارِ

  قال ابن سيده: ما أَدري ما واحده، قال: ولعله قَدَّرَ نخلة واقِراً أَو وَقِيراً فجاء به عليه.

  واسْتَوْقَرَ وِقْرَه طعاماً: أَخذه.

  واسْتَوْقَرَ إِذا حَمَلَ حِمْلًا ثقيلًا.

  واسْتَوْقَرَتِ الإِبلُ: سمنت وحملت الشُّحُوم؛ قال:

  كأَنها من بُدُنٍ واسْتِيقارْ ... دَبَّتْ عليها عَرِماتُ الأَنْبارْ

  وقوله ø: فالحاملاتِ وِقْراً، يعني السحاب يحمل الماء الذي أَوْقَرها.

  والوَقار: الحلم والرَّزَانة؛ وَقَرَ يَقِرُ وَقاراً ووَقارَةً ووَقَرَ قِرَةً وتَوَقَّرَ واتَّقَرَ: تَرَزَّنَ.

  وفي الحديث: لم يَسْبِقْكم أَبو بكر بكثرة صوم ولا صلاة ولكنه بشيء وَقَرَ في القلب، وفي رواية: لِسِرٍّ وقَرَ في صدره أَي سكن فيه وثبت من الوَقارِ والحلم والرزانة، وقد وَقَرَ يَقِرُ وَقاراً؛ والتَّيْقُور: فَيْعُول منه، وقيل: لغة في التَّوْقِير، قال: والتيقور الوَقارُ وأَصله وَيْقُور، قلبت الواو تاء؛ قال العجاج:

  فإِن يكن أَمْسى البِلى تَيْقُوري

  أَي أَمسى وَقاري، ويروى:

  فإِن أَكن أُمْسي البِلى تَيْقُوري

  وفي يكن على هذا ضمير الشأْن والحديث، والتاء فيه مبدلة من واو، قيل: كان في الأَصل وَيْقُوراً فأَبدل الواو تاء حمله على فَيْعُول، ويقال حمله على تفعول، مثل التَّذْنُوب ونحوه، فكره الواو مع الواو، فأَبدلها تاء لئلا يشتبه بفَوْعُول فيخالف البناء، أَلا ترى أَنهم أَبدلوا الواو حين أَعربوا فقالوا نَيْروزٌ؟ ورجل وَقارٌ ووَقُورٌ ووَقَرٌ⁣(⁣١)؛ قال العجاج يمدح عمر بن عبيد الله بن مَعمَر:

  هذا أَوانُ الجِدِّ، إِذ جَدَّ عُمَرْ ... وصَرَّحَ ابنُ مَعْمَرٍ لمن ذَمَرْ

  منها:

  بِكُلّ أَخلاق الشُّجاعِ قد مَهَرْ ... ثَبْتٌ، إِذا ما صِيحَ بالقوم وَقَرْ⁣(⁣٢)

  قوله ثبت أَي هو ثبت الجنان في الحرب وموضع الخوف.

  ووَقَرَ الرجل من الوَقار يَقِرُ، فهو وَقُورٌ، ووَقُرَ يَوْقُرُ، ومَرَةٌ وَقُورٌ.

  ووَقَرَ وَقْراً: جلس.

  وقوله تعالى: وقِرْنَ في بيوتكن، قيل: هو من الوَقارِ، وقيل: هو من الجلوس، وقد قلنا إِنه من باب قَرَّ يَقِرُّ ويَقَرُّ، وعللناه في موضعه من المضاعف.

  الأَصمعي: يقال وَقَرَ يَقِرُ وَقاراً إِذا سكن.

  قال الأَزهري: والأَمْرُ قِرْ، ومنه قوله تعالى: وقِرْنَ في بيوتكن.

  قال: ووَقُرَ يَوْقُرُ والأَمر منه اوْقُرْ، وقرئ: وقَرْنَ، بالفتح، فهذا من القَرار كأَنه يريد اقْرَرْنَ، فتحذف الراء الأُولى للتخفيف وتلقى فتحتها على القاف، ويستغنى عن الأَلف بحركة ما بعدها، ويحتمل قراءة من قرأَ بالكسر أَيضاً أَن يكون من اقْرِرْنَ، بكسر الراء، على هذا كما قرئ فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ، بفح الظاء


(١) قوله [ووقر] في القاموس أنه بضم القاف.

(٢) قوله [ثبت إذا ما صيح الخ] استشهد به الجوهري على أن وقر فيه فعل حيث قال ووقر الرجل إذا ثبت يقر وقاراً وقرة فهو وقور، قال العجاج: [ثبت إذا ما صيح بالقوم وقر].