لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 299 - الجزء 1

  بِلَحْمِهما وشَعَرهِما، صِفةٌ غالِبةٌ، والجمع حَواجِبُ؛ وقيل: الحاجِبُ الشعَرُ النابِتُ على العَظْم، سُمِّي بذلك لأَنه يَحْجُب عن العين شُعاع الشمس.

  قال اللحياني: هو مُذكَّر لا غيرُ، وحكى: إنه لَمُزَجَّجُ الحَواجِبِ، كأَنهم جعلوا كل جزءٍ منه حاجِباً.

  قال: وكذلك يقال في كل ذِي حاجِب.

  قال أَبو زيد: في الجَبِينِ الحاجِبانِ، وهما مَنْبِتُ شعَر الحاجِبَين من العَظْم.

  وحاجِبُ الأَمِير: معروف، وجمعه حُجَّابٌ.

  وحَجَبَ الحاجِبُ يَحْجُبُ حَجْباً.

  والحِجابةُ: وِلايةُ الحاجِبِ.

  واسْتَحجَبَه: ولَّاه الحِجْبَة⁣(⁣١).

  والمَحْجُوبُ: الضَّرِيرُ.

  وحاجِبُ الشمس: ناحيةٌ منها.

  قال:

  ترَاءَتْ لنا كالشَّمْسِ، تحْتَ غَمامةٍ ... بدَا حاجِبٌ منها وضَنَّتْ بِحاجِبِ

  وحَواجِبُ الشمس: نَواحِيها.

  الأَزهري: حاجِبُ الشمس: قَرْنُها، وهو ناحِيةٌ من قُرْصِها حِينَ تَبْدَأُ في الطُّلُوع، يقال: بَدا حاجِبُ الشمسِ والقمرِ.

  وأَنشد الأَزهري للغنوي⁣(⁣٢):

  إذا ما غَضِبْنا غَضْبةً مُضَرِيَّةً ... هَتَكْنا حِجابَ الشمسِ أَو مَطَرَتْ دَما

  قال: حِجابُها ضَوؤُها ههنا.

  وقولُه في حديثِ الصلاةِ: حِين توارَتْ بالحِجابِ.

  الحِجابُ ههنا: الأُفُقُ؛ يريد: حين غابتِ الشمسُ في الأُفُق واسْتَتَرَتْ به؛ ومنه قوله تعالى: حتى توَارَتْ بالحِجابِ.

  وحاجِبُ كل شيءٍ: حَرْفُه.

  وذكر الأَصْمعِي أَنَّ امْرأَةَّ قَدَّمَتْ إلى رجل خُبزَةً أَو قُرْصَةً فجَعلَ يأكُلُ من وَسَطِها، فقالت له: كُلْ من حَواجِبِها أَي مِن حُرُوفِها.

  والحِجابُ: ما أَشْرَفَ مِن الجبل.

  وقال غيرُه: الحِجابُ: مُنْقَطَعُ الجَرَّةِ.

  قال أَبو ذُؤَيْب:

  فَشَرِبْنَ ثم سَمِعْنَ حِسّاً، دونَه ... شَرَفُ الحِجابِ ورَيْبُ قَرْعٍ يُقْرَعُ

  وقِيل: إنما يُريد حِجابَ الصائِدِ، لأَنه لا بُدَّ له أَن يَسْتَتر بشيءٍ.

  ويقال: احْتَجَبَتِ الحامِلُ من يومِ تاسِعها، وبيَومٍ من تاسعها، يقال ذلك للمرأَةِ الحامِلِ، إذا مَضَى يومٌ من تاسِعها، يقولون: أَصْبَحَتْ مُحْتَجِبةً بيومٍ من تاسعها، هذا كلام العرب.

  وفي حديث أَبي ذر: أَنَّ النبي، ، قال: إن اللَّه يَغْفِرُ للعبد ما لم يَقَع الحِجابُ.

  قيل: يا رسولَ اللَّه، وما الحِجابُ؟ قال: أَن تَمُوتَ النفْسُ، وهي مُشْرِكةٌ، كأَنها حُجِبَتْ بالمَوْت عن الإِيمان.

  قال أَبو عَمرو وشمر: حديثُ أَبي ذرّ يَدُل على أَنه لا ذَنْبَ يَحْجُبُ عن العَبْدِ الرحمةَ، فيما دون الشِّرْكِ.

  وقال ابن شميل، في حديث ابن مسعود، ¥: مَنِ اطَّلعَ الحِجابَ واقَعَ ما وراءَه، أَي إذا مات الإِنسانُ واقَعَ ما وراءَ الحجابَينِ حِجابِ الجَنَّةِ وحجابِ النَّارِ، لأَنهما قد خَفِيَا.

  وقيل: اطِّلاعُ الحِجاب: مَدُّ الرأْس، لأَن المُطالِعَ يمُدُّ رأْسَه يَنْظُر مِن وراءِ الحجابِ، وهو السِّتْرُ.

  والحَجَبةُ، بالتحريك: رأْسُ الوَرِكِ.

  والحَجَبَتانِ:


(١) قوله [ولاه الحجبة] كذا ضبط في بعض نسخ الصحاح.

(٢) هذا البيت لبشار بن برد لا للغنوي.