[فصل الهاء]
  تَلْقَى الإِوَزِّينَ في أَكْنافِ دَارَتِها ... فَوْضَى، وبَيْنَ يديها التِّينُ مَنْثُورُ
  أَي أَن هذه المرأَة تَحَضَّرَتْ فالإِوَزُّ في دارتها تأْكل التين، وإِنما جعل ذلك علامة التَّحَضُّر لأَن التين إِنما يكون بالأَرياف وهناك تأْكله الإِوَزُّ.
  وقال بعضهم: إِن قال قائل: ما بالُهم قالوا في جمع إِوَزَّة إِوَزُّونَ، بالواو والنون، وإِنما يفعل ذلك في المحذوف نحو ظُبَة وثُبَةٍ، وليست إِوَزَّةٌ مما حذف شيء من أُصوله ولا هو بمنزلة أَرض في أَنه بغير هاءٍ؟ فالجواب أَن الأَصل في إِوَزَّة إِوْزَزَة إِفْعَلَة، ثم إِنهم كرهوا اجتماع حرفين متحركين من جنس واحد فأَسكنوا الأَول منهما ونقلوا حركته إِلى ما قبله وأَدغموه في الذي بعده، فلما دخل الكلمةَ هذا الإِعلالُ والتوهين عوَّضوها منه أَي جمعوها بالواو والنون فقالوا: إِوَزّونَ؛ وأَنشد الفارسي:
  كأَنَّ خَزًّا تَحْتَها وقَزَّا ... وفُرُشاً مَحْشُوَّةً إِوَزَّا
  إِما أَن يكون أَراد محشوة ريش إِوَزٍّ، وإِما أَن يكون أَراد الإِوَزَّ بأَعيانها وجماعة شخوصها، والأَول أَولى.
  وأَرض مَوَزَّةٌ: كثيرة الوَزِّ.
  الليث: الإِوَزُّ طير الماء، الواحدة إِوَزَّة، بوزن فِعَلَّة، وينبغي أَن يكون المَفْعَلَةُ منها مَأْوَزَةً ولكن من العرب من يحذف الهمزة منها فيصيرها وَزَّة كأَنها فَعْلَة؛ ومَفْعَلَةٌ منها أَرض مَوَزَّة، ويقال هو البَطُّ.
  الجوهري: الوَزُّ لغة في الإِوَزِّ وهو من طير الماء.
  ورجل إِوَزّ: قصير غليظ، والأُنثى إِوَزَّة، وقيل: هو الغليظ اللَّحِيم في غير طُول؛ وأَنشد المفضل:
  أَمْشِي الإِوَزَّى ومعي رُمْحٌ سَلِبْ
  قال: وهو مشي الرجل مُتَوَقِّصاً في جانبيه ومَشْيُ الفرس النشيط، وقيل: الإِوَزُّ المُوَثَّقُ الخَلْقِ من الناس والخيل والإِبل؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
  إِن كنتَ ذا بَزٍّ، فإِنَّ بَزِّي ... سابِغَةٌ فوقَ وأًى إِوَزِّ
  وشز: الوَشْزُ: رفع رأْس الشيء.
  والوَشَزُ، بالتحريك، والنَّشَزُ كله: ما ارتفع من الأَرض.
  والوَشَزُ: الشدة في العَيْش.
  يقال: أَصابهم أَوْشازُ الأُمور أَي شدائدها؛ وقوله:
  يا مُرُّ قاتِلْ سَوْفَ أَكْفِيكَ الرَّجَزْ ... إِنك مني لاجئٌ إِلى وَشَزْ،
  إِلى قوافٍ صَعْبَةٍ فيها عَلَزْ
  هو محمول على أَحد هذه الأَشياء المتقدمة، والجمع من كل ذلك أَوْشازٌ.
  ويقال: لَجَأْتُ إِلى وَشَزٍ أَي تحصنت؛ قال أَبو منصور: وجعله رؤبة وَشْزاً فخففه؛ قال:
  وإِن حَبَتْ أَوْشازُ كلِّ وَشْزِ ... بعَددٍ ذي عُدَّة ورِكْزِ
  أَي سالت بعدد كثير.
  وقال ابن الأَعرابي: يقال إِن أَمامك أَوْشازاً فاحذرها أَي أُموراً شداداً مَخُوفة.
  والأَوْشازُ من الأُمور: غَلْظُها.
  ولقيته على أَوْشازٍ أَي على عَجَلَةٍ، واحدها وَشْزٌ ووَشَزٌ.
  والوَشائز: الوسائد المَحْشُوَّةُ جِدًّا.
  وعز: الوَعْزُ: التَّقْدِمَةُ في الأَمر والتَّقَدُّمُ فيه.
  وعَزَ ووَعَّزَ: قَدَّمَ أَو تَقَدَّمَ؛ قال:
  قد كنتُ وَعَّزْتُ إِلى عَلاءِ،