لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 304 - الجزء 1

  يَعِيشُ به. تقول: حَرَبَه يَحْرُبُه حَرَباً، مثل طَلَبَه يَطْلُبه طَلَباً، إذا أَخذَ مالَه وتركه بلا شيءٍ.

  وفي حديث بَدْرٍ، قال المُشْرِكُونَ: اخْرُجوا إلى حَرائِبكُم؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ في الروايات، بالباءِ الموحدة، جمع حَربية، وهو مالُ الرَّجل الذي يَقُوم به أَمْرُه، والمعروف بالثاءِ المثلثة حَرائِثكُم، وسيأْتي ذكره.

  وقد حُرِبَ مالَه أَي سُلِبَه، فهو مَحْروبٌ وحَرِيبٌ.

  وأَحْرَبَه: دلَّه على ما يَحْرُبُه.

  وأَحْرَبْتُه أَي دَلَلْتُه على ما يَغْنَمُه مِن عَدُوٍّ يُغِيرُ عليه؛ وقولُهم: واحَرَبا إنما هو من هذا.

  وقال ثعلب: لمَّا ماتَ حَرْبُ بن أُمَيَّة بالمدينة، قالوا: واحَرْبا، ثم ثقلوها فقالوا: واحَرَبا.

  قال ابن سيده: ولا يُعْجِبُني.

  الأَزهري: يقال حَرِبَ فُلانَ حَرَباً، فالحَرَبُ: أَن يُؤْخَذَ مالُه كلُّه، فهو رَجُل حَرِبٌ أَي نزَلَ به الحَرَبُ، وهو مَحْروبٌ حَرِيبٌ.

  والحَرِيبُ: الذي سُلِبَ حَريبَته.

  ابن شميل في قوله: اتَّقُوا الدَّينَ، فإنَّ أَوَّله هَمٌّ وآخِرَه حَرَبٌ، قال: تُباعُ داره وعَقارُه، وهو من الحَريبةِ.

  مَحْرُوبٌ: حُرِبَ دِينَه أَي سُلِبَ دِينَه، يعني قوله: فإنَّ المَحْرُوبَ مَنْ حُرِبَ دِينَه، وقد روي بالتسكين، أَي النزاع.

  وفي حديث الحُدَيْبِيةِ: وإلَّا تَرَكْناهم مَحْرُوبِينَ أَي مَسْلُوبِين مَنْهُوبِينَ.

  والحَرَبُ، بالتحريك: نَهْبُ مالِ الإِنسانِ، وترْكُه لا شيءَ له.

  وفي حديث المُغِيرة، ¥: طَلاقُها حَرِيبةٌ أَي له منها أَولادٌ، إذا طَلَّقَها حُرِبُوا وفُجِعُوا بها، فكأَنهم قد سُلِبُوا ونُهِبُوا.

  وفي الحديث: الحارِبُ المُشَلِّح أَي الغاصِبُ الناهِبُ، الذي يُعَرِّي الناسَ ثِيابَهم.

  وحَرِبَ الرَّجلُ، بالكسر، يَحْرَبُ حَرَباً: اشْتَدَّ غَضَبُه، فهو حَرِبٌ من قَوْمٍ حَرْبى، مثل كَلْبى.

  الأَزهري: شُيُوخٌ حَرْبى، والواحد حَرِبٌ شَبِيه بالكَلْبى والكَلِبِ.

  وأَنشد قول الأَعشى:

  وشُيوخٍ حَرْبى بَشَطَّيْ أَرِيكٍ؛ ... ونِساءٍ كَأَنَّهُنَّ السَّعالي

  قال الأَزهري: ولم أَسمع الحَرْبى بمعنى الكَلْبَى إلَّا ههنا؛ قال: ولعله شَبَّهه بالكَلْبَى، أَنه على مِثاله وبنائِه.

  وحَرَّبْتُ عليه غيرِي أَي أَغْضَبْتُه.

  وحَرَبَه أَغْضَبَه.

  قال أَبو ذؤَيب:

  كأَنَّ مُحَرَّباً مِن أُسْدِ تَرْجٍ ... يُنازِلُهُم، لِنابَيْه قَبِيبُ

  وأَسَدٌ حَرِبٌ.

  وفي حديث علي، #، أَنه كتَب إلى ابن عباس، ®: لما رأَيتَ العَدُوَّ قد حَرِبَ أَي غَضِبَ؛ ومنه حديث عُيَيْنَةَ ابن حِصْنٍ: حتى أُدْخِلَ على نِسائه، من الحَرَبِ والحُزْن، ما أُدْخِلَ على نِسائي.

  وفي حديث الأَعشى الحِرمازِيَّ: فخَلَفْتني بِنزاعٍ وحَرَبٍ أَي بخُصومة وغَضَبٍ.

  وفي حديث ابن الزُّبير، ®، عند إحراق أَهلِ الشامِ الكعبةَ: يريد أَن يُحَرِّبَهم أَي يَزِيدَ في غَضَبِهم على ما كان من إحراقها.

  والتَّحْرِيبُ: التَّحْرِيشُ؛ يقال: حَرَّبْتُ فلاناً