لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 305 - الجزء 1

  تَحْرِيباً إذا حَرَّشْته تَحْرِيشاً بإنْسان، فأُولِعَ بِه وبعَداوَته.

  وحَرَّبْتُه أَي أَغْضَبْتُه.

  وحَمَلْتُه على الغَضَب، وعَرَّفْتُه بما يَغْضَب منه؛ ويروى بالجيم والهمزة، وهو مذكور في موضعه.

  والحَرَبُ كالكَلَبِ.

  وقَوْمٌ حَرْبى كَلْبى، والفِعْلُ كالفِعْلِ.

  والعَرَبُ تقول في دُعائها على الإِنسانِ: ما لَه حَرِبُ وجَرِبَ.

  وسِنانٌ مُحَرَّبٌ مُذَرَّبٌ إذا كان مُحَدَّداً مُؤَلَّلاً.

  وحَرَّبَ السَّنانَ: أَحَدَّه، مثل ذَرَّبَه؛ قال الشاعر:

  سَيُصْبحُ في سَرْحِ الرٍّبابِ، وَراءَها ... إذا فَزِعَتْ، أَلفا سِنانٍ مُحَرَّبِ

  والحَرَبُ: الطَّلْعُ، يَمانِيةٌ؛ واحدته حَرَبَةٌ، وقد أَحْرَبَ النخلُ.

  وحَرَّبَه إذا أَطْعَمَه الحَرَبَ، وهو الطَّلْع.

  وأَحْرَبَه: وجده مَحْروباً.

  الأَزهريّ: الحَرَبةُ: الطَّلْعَةُ إذا كانت بِقِشْرِها؛ ويقال لِقِشْرِها إذا نُزع: القَيْقاءَةُ.

  والحُرْبةُ: الجُوالِقُ؛ وقيل: هي الوِعاءُ؛ وقيل: هِي الغِرارةُ؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

  وصاحِبٍ صاحَبْتُ غَيرِ أَبْعَدا ... تَراه، بَينَ الحُرْبَتَينِ، مُسْنَدا

  والمِحْرابُ: صَدْرُ البَيْتِ، وأَكْرَمُ مَوْضِعٍ فيه، والجمع المَحارِيبُ، وهو أَيضاً الغُرْفةُ.

  قال وضَّاحُ اليَمَنِ:

  رَبَّةُ مِحْرابٍ، إذا جِئْتُها ... لم أَلْقَها، أَو أَرْتَقي سُلَّما

  وأَنشد الأَزهري قول امرئ القيس:

  كَغِزلانِ رَمْلٍ في مَحارِيبِ أَقْوال

  قال: والمِحْرابُ عند العامة: الذي يُقِيمُه النّاس اليَوْمَ مَقام الإِمامِ في المَسْجد، وقال الزجاج في قوله تعالى: وهل أَتاكَ نبَأُ الخَصْمِ إذْ تَسَوَّروا المِحْرابِ؛ قال: المِحْرابُ أَرْفَعُ بَيْتٍ في الدَّارِ، وأَرْفَعُ مَكانٍ في المَسْجِد.

  قال: والمِحْرابُ ههنا كالغُرْفةِ، وأَنشد بيت وضَّاحِ اليَمَنِ.

  وفي الحديث: أَنّ النبيّ، ، بَعَثَ عُروة بن مَسْعودٍ، ¥، إلى قومِه بالطَّائِف، فأَتاهم ودَخَل مِحْراباً له، فأَشْرَفَ عليهم عندَ الفَجْر، ثم أَذَّن للصَّلاةِ.

  قال: وهذا يدل على أَنه غُرْفةٌ يُرْتَقَى إليها.

  والمَحارِيب: صُدُور المَجالِس، ومنه سُمّي مِحْرابُ المَسْجِد، ومنه مَحارِيبُ غُمْدانَ باليَمَنِ.

  والمِحْرابُ: القِبْلةُ.

  ومِحْرابُ المَسْجِد أَيضاً: صَدْرُه وأَشْرَفُ موضع فيه.

  ومَحارِيبُ بني إسرائيلَ: مَسَاجِدُهم التي كانوا يَجلسون فيها؛ وفي التهذيب: التي يَجْتَمِعُون فيها للصلاة.

  وقولُ الأَعشى:

  وتَرَى مَجْلِساً، يَغَصُّ به المِحْرابُ ... مِلْقَوْمِ، والثِّيابُ رِقاقُ

  قال: أُراه يعني المَجْلِسَ.

  وقال الأَزهري: أَراد مِنَ القوم.

  وفي حديث أَنس، ¥، أَنه كان يَكْرَه المَحارِيبَ، أَي لم يكن يُحِبُّ أَن يَجْلِسَ في صَدْرِ المَجْلِس، ويَترَفَّعَ على الناسِ.

  والمَحارِيبُ: جمع مِحْرابٍ.

  وقول الشاعر في