لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 307 - الجزء 1

  المَتْنِ: لحْمِ المَتْنِ، واحدها حِرْباء، شُبِّه بِحرْباءِ الفَلاة؛ قال اَوْسُ بن حَجَر:

  فَفارَتْ لَهُمْ يَوْماً، إلى اللَّيلِ، قِدْرُنا ... تَصُكُّ حَرابِيَّ الظُّهُورِ وتَدْسَعُ

  قال كُراع: واحد حَرابِيِّ الظُّهورِ حِرْباءٌ، على القِياس، فدَلَّنا ذلك على أَنه لا يَعْرِفُ له واحداً مِن جِهة السَّماعِ.

  والحِرْباء: ذَكَرُ أُمِّ حُبَينٍ؛ وقيل: هو دُوَيْبَّةٌ نحو العظاءةِ، أَو أَكبر، يَسْتَقْبِلُ الشمسَ برَأْسه ويكون معها كيف دارت، يقال: إنه إنما يفعل ذلك ليَقِيَ جَسَدَه برَأْسِه؛ ويَتَلَوَّنُ أَلواناً بحرّ الشمس، والجمع الحَرابِيُّ، والأُنثى الحِرباءةُ.

  يقال: حِرْباء تَنْضُب، كما يقال: ذِئْبُ غَضًى؛ قال أَبو دُوادٍ الإِياديُّ:

  أَنَّى أُتِيحَ لَه حِرْباءُ تَنْضُبةٍ ... لا يُرْسِلُ الساقَ إلَّا مُمْسكاً ساقا

  قال ابن بري: هكذا أَنشده الجوهري، وصواب إنشاده: أَنَّى أُتِيحَ لها، لأَنه وصف ظُعُناً ساقَها، وأَزْعَجها سائقٌ مُجِدٌّ، فتعجب كيف أُتِيحَ لَها هذا السائقُ المُجِدُّ الحازِمُ، وهذا مَثَل يُضرب للرجل الحازم، لأَن الحرباءَ لا تُفارِق الغُصن الأَوّل، حتى تَثْبُت على الغُصْن الآخر؛ والعَرَبُ تَقُول: انْتَصَبَ العُودُ في الحِرباءِ، على القَلْبِ، وإنما هو انْتَصَب الحِرْباء في العُود؛ وذلك أَنّ الحِرباء يَنْتَصِبُ على الحجارةِ، وعلى أَجْذالِ الشجَر، يَسْتَقْبِلُ الشمسَ، فإذا زَالَت زَالَ مَعَها مُقابِلاً لَها.

  الأَزهري: الحِرْباء دويبَّةٌ على شَكْلِ سامِّ أَبْرَصَ، ذاتُ قَوائمَ أَرْبَع، دَقيقَةُ الرأْسِ، مُخطَّطةُ الظهرِ، تَسْتَقْبِلُ الشمسَ نَهارَها.

  قال: وإِناثُ الحَرابيِّ يقال لها: أُمَّهاتُ حُبَيْنٍ، الواحدة اُم حُبَيْنٍ، وهي قَذِرة لا تأْكلها العَرَب بَتَّةً.

  وأَرضٍ مُحَرْبِئةٌ: كثيرة الحَرباء.

  قال: وأُرَى ثَعْلَباً قال: الحِرْباء الأَرضُ الغَلِيظة، وإنما المعروف الحِزباء، بالزاي.

  والحرِثُ الحرّابُ: ملِكٌ من كِنْدةَ؛ قال:

  والحرِثُ الحَرَّابُ حَلَّ بعاقِلٍ ... جَدَثاً، أَقامَ به، ولمْ يَتَحَوَّلِ

  وقَوْلُ البُرَيْقِ:

  بأَلْبٍ أَلُوبٍ وحرَّابةٍ ... لَدَى مَتْنِ وازِعِها الأَوْرَمِ

  يجوز أَن يكون أَراد جَماعةً ذاتَ حِرابٍ، وأَن يَعْنَي كَتيبةً ذاتَ انْتِهاب واسْتِلابٍ.

  وحَرْبٌ ومُحارِبٌ: اسْمان.

  وحارِبٌ: موضع بالشام.

  وحَرْبةُ: موضع، غير مصروف؛ قال أبو ذؤَيب:

  في رَبْرَبٍ، يَلَقٍ حُورٍ مَدامِعُها ... كَأَنَّهُنَّ، بجَنْبَيْ حَرْبةَ، البَرَدُ

  ومُحاربٌ: قبيلة من فِهْر.

  الأَزهري: في الرباعي احْرَنْبَى الرَّجلُ: تَهيَّأَ للغَضَبِ والشَّرًّ.

  وفي الصحاح: واحْرَنْبَى ازْبَأَرَّ، والياء للالحاق بافْعَنْلَلَ، وكذلك الدِّيكُ والكَلْبُ والهِرُّ، وقد يُهْمز؛ وقيل: احْرَنْبَى اسْتَلْقَى على ظَهْرِه، ورَفَعَ رجْلَيْه نحوَ السَّماء.