لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 308 - الجزء 1

  والمُحْرَنْبي: الذي يَنامُ على ظَهره ويرفَعُ رجْلَيه إلى السَّماءِ.

  الأَزهري: المُحْرَنْبِي مثل المُزْبَئِرّ، في المعنى.

  واحْرَنْبَى المَكانُ إذا اتَّسَعَ.

  وشيخ مُحْرَنْبٍ.

  قد اتَّسَع جلْدُه.

  ورُوِيَ عن الكسائي، أَنه قال: مَرَّ أَعرابي بآخَر، وقد خالَط كَلْبةً صارِفاً فَعَقدت على ذكَره، وتَعَذَر عليه نَزْعُ ذكَره من عُقْدَتها، فقال له المارُّ: جأْ جَنْبَيْها تَحْرَنْبِ لَكَ أَي تَتَجافَ عن ذَكَرك، فَفَعَلَ وخَلَّتْ عنه.

  والمُحْرَنْبِي: الذي إذا صُرِعَ، وَقعَ على أَحد شِقَّيْه؛ أَنَشد جابر الأَسدي:

  إنِّي، إذا صُرِعْتُ، لا أَحْرَنْبي ... ولا تَمَسُّ رِئَتايَ جَنْبي

  وَصفَ نفْسَه بأَنَّه قَوِيّ، لأَنَّ الضَّعِيفَ هو الذي يَحْرَنْبِي.

  وقال أَبو الهيثم في قول الجعدي:

  إذا أَتَى مَعْرَكاً منها تعرّفُه ... مُحْرَنْبِياً، عَلَّمَتْه المَوْتَ، فانْقَفَلا

  قال: المُحْرَنْبِي المُضْمِر على داهيةٍ في ذاتِ نَفْسِه.

  ومثل للعرب: ترَكْته مُحْرَنْبِياً لِيَنْباق.

  وقوله: عَلَّمَتْه، عني الكِلابَ علَّمتِ الثَّورَ كيف يَقْتُلُ، ومعنى عَلَّمَتْه: جَرَّأَتْه على المَثَلِ، لَمَّا قَتَلَ واحداً بعد واحد، اجْتَرَأَ على قَتْلِها.

  انْقَفَلَ أَي مَضَى لَما هُوَ فيه.

  وانْقَفَل الغُزاةُ إذا رَجَعُوا.

  حردب: الحَرْدَبُ: حَبُّ العِشْرِقِ، وهو مثل حَبِّ العَدَسِ.

  وحَرْدَبةُ: اسم؛ أَنشد سيبويه:

  عَلَيَّ دِماءُ البُدْنِ، إنْ لم تُفارِقي ... أَبا حَرْدَبٍ، لَيْلاً، وأَصحابَ حرْدَبِ

  قال: زَعَمت الرُّواةُ أَن اسمه كان حَرْدبةَ، فرَخَّمه اضْطَراراً في غير النِّداء، على قول من قال يا حارُ، وزعم ثعلب أَنه من لُصُوصِهم.

  حزب: الحِزْبُ: جَماعةُ الناسِ، والجمع أَحْزابٌ؛ والأَحْزابُ: جُنودُ الكُفَّار، تأَلَّبوا وتظاهروا على حِزبْ النبيّ، ، وهم: قريش وغطفان وبنو قريظة.

  وقوله تعالى: يا قوم إني أَخاف عليكم مثلَ يومِ الأَحزابِ؛ الأَحزابُ ههنا: قوم نوح وعاد وثمود، ومن أُهلك بعدهم.

  وحِزْبُ الرجل: أَصْحابُه وجُنْدُه الذين على رأْيِه، والجَمْعُ كالجمع.

  والمُنافِقُونَ والكافِرُونَ حِزْبُ الشّيطانِ، وكل قوم تَشاكَلَتْ قُلُوبهُم وأَعْمالُهم فهم أَحْزابٌ، وإن لم يَلْقَ بعضُهم بَعْضاً بمنزلة عادٍ وثُمودَ وفِرعَوْنَ أُولئك الأَحزابُ.

  وكلِ حزْبٍ بما لَدَيْهم فَرِحُون: كلُّ طائفةٍ هَواهُم واحدٌ.

  والحِزْبُ: الوِرْدُ.

  ووِرْدُ الرَّجلِ من القرآن والصلاة: حِزبُه.

  والحِزْبُ: ما يَجْعَلُه الرَّجل على نَفْسِه من قِراءةٍ وصَلاةٍ كالوِرْد.

  وفي الحديث: طَرَأَ عَلَيَّ حِزْبي مَن القُرْآنِ، فأَحْبَبْتُ أَن لا أَخْرُج حتى أَقْضِيَه.

  طرأَ عليَّ: يريد أَنه بَدأَ في حِزْبه، كأَنَّه طَلَعَ عليه، من قولك: طَرَأَ فلان إلى بلَد كذا وكذا، فهو طارئٌ إليه، أَي إِنه طَلَعَ إليه حديثاً، وهو غير تانِئٍ به؛ وقد حَزَّبْتُ القُرْآنَ.

  وفي حديث أَوس بن حذيفة: سأَلتُ أَصحابَ رَسُولِ اللَّه، ، كيف تُحزِّبونَ القُرآن؟ والحِزْبُ: النَّصيبُ.

  يقال: أَعْطِني حِزْبِي مِن المال أَي حَظِّي ونَصيبي.

  والحِزْبُ: النَّوْبةُ في وُرُودِ