لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 310 - الجزء 1

  وجسدُه. حَيَدَى أَي ذُو حَيَدَى، وأَنَّث حَيَدَى، لأَنه أَراد الفَعْلة.

  وقوله بالدِّحال أَي وهو يكون بالدِّحال، جمع دَحْلٍ، وهو هُوَّةٌ ضَيِّقةُ الأَعلى، واسِعةُ الأَسْفل؛ وهذا البيت أَورده الجوهري:

  وأَصْحَمَ حامٍ جَرامِيزَه

  قال ابن بري: والصواب أَو اصحم، كما أَوردناه.

  قال: لأَنه معطوف على جَمَزَى في بيت قبله، وهو:

  كأَنِّي ورحْلي، إذا زُعْتُها ... على جَمَزَى جازِئٍ بالرِّمال

  قاله يشبه ناقته بحمار وحشٍ، ووَصَفَه بجَمَزى، وهو السَّريع، وتقديره على حمارٍ جَمَزَى؛ وقال الأَصمعي: لم أَسمع بفَعَلَى في صفة المذكرِ إلَّا في هذا البيت.

  يعني أَن جَمَزَى، وزَلجَى، ومَرَطَى، وبَشَكَى، وما جاءَ على هذا الباب، لا يكون إلا من صفة الناقة دون الجمل.

  والجازئ: الذي يَجْزَأُ بالرُّطْب عن الماء.

  والأَصْحَمُ: حمارٌ يَضْرب إلى السَّواد والصُّفرة.

  وحَيَدَى: يَحِيدُ عن ظلِّه لنشاطه.

  والحِزْباءَةُ: مكان غَليظٌ مرتفعٌ.

  والحَزابِيُّ: أَماكنُ مُنْقادةٌ غِلاظ مُسْتَدِقَّةٌ.

  ابن شميل: الحِزْباءَةُ مِن أَغْلَظِ القُفِّ، مُرْتَفِعٌ ارْتِفاعاً هَيِّناً في قُفٍّ أَيَرَّ⁣(⁣١) شَدِيدٍ؛ وأَنشد:

  إذا الشَّرَكُ العادِيُّ صَدَّ، رأَيْتَها ... لرُوسِ الحَزابِيِّ الغِلاظِ، تَسُومُ

  والحِزْبُ والحِزْباءةُ: الأَرضُ الغَلِيظةُ الشَّدِيدةُ الحَزْنةُ، والجمع حِزْباءٌ وحَزابي، وأَصله مُشَدّد، كما قيل في الصَّحارِي.

  وأَبو حُزابةَ، فيما ذكر ابن الأَعرابي: الوَلِيدُ بن نَهِيكٍ، أَحدُ بَني رَبِيعَة بن حَنْظَلةَ.

  وحَزُّوبٌ: اسم.

  والحَيْزَبونُ: العَجُوز، والنون زائدة، كما زيدت في الزَّيتون.

  حسب: في أَسماءِ اللَّه تعالى الحَسِيبُ: هو الكافي، فَعِيلٌ بمعنى مُفْعِل، مِن أَحْسَبَنِي الشيءُ إذا كَفاني.

  والحَسَبُ: الكَرَمُ.

  والحَسَبُ: الشَّرَفُ الثابِتُ في الآباءِ، وقيل: هو الشَّرَفُ في الفِعْل، عن ابن الأَعرابي.

  والحَسَبُ: ما يَعُدُّه الإِنسانُ مِن مَفاخِرِ آبائه.

  والحَسَبُ: الفَعالُ الصَّالِحُ، حكاه ثعلب.

  وما لَه حَسَبٌ ولا نَسَبٌ، الحَسَبُ: الفَعالُ الصَّالِحُ، والنَّسَبُ: الأَصْلُ؛ والفِعْلُ من كلِّ ذلك: حَسُبَ، بالضم، حَسَباً وحَسابةً، مثل خَطُبَ خَطابةً، فهو حَسِيبٌ؛ أَنشد ثعلب:

  ورُبَّ حَسِيبِ الأَصلِ غيرُ حَسِيبِ

  أَي لَه آباءٌ يَفْعَلُونَ الخَيْرَ ولا يَفْعَلُه هو؛ والجمع حُسَباءُ.

  ورجل كَرِيم الحَسَبِ، وقوم حُسَباءِ.

  وفي الحديث: الحَسَبُ: المالُ، والكَرَمُ: التَّقْوَى.

  يقول: الذي يَقُوم مَقام الشَّرَفِ والسَّراوةِ، إنما هو المالُ.

  والحَسَبُ: الدِّينُ.

  والحَسَبُ: البالُ، عن كراع، ولا فِعْلَ لهما.

  قال ابن السكيت: والحَسَبُ والكَرمُ يكونان في الرجلِ، وإن لم يكن له آباءٌ لهم شَرَفٌ.

  قال: والشَّرَفُ والمَجْدُ لا يكونان إلا


(١) الأَيَرّ من اليرر أَي الشدة؛ يقال صخر أَيرّ وصخرةٌ يرّاء، والفعل منه: يَرَّ يَيَرُّ.