لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الراء]

صفحة 95 - الجزء 6

  ورِجْسٌ: نِجْسٌ، ورَجِسٌ: نَجِسٌ؛ قال ابن دريد: وأَحسبهم قد نالوا رَجَسٌ نَجَسٌ، وهي الرَّجاسَةُ والنَّجاسَة.

  وفي الحديث: أَعوذ بك من الرَّجْسِ النَجْسِ؛ الرِّجْسُ: القذر، وقد يعبر به عن الحرام والفعل القبيح والعذاب واللعنة والكفر، والمراد في هذا الحديث الأَول.

  قال الفراء: إِذا بدأُوا بالرَّجْسِ ثم أَتبعوه النِّجْسَ، كسروا الجيم، وإِذا بدأُوا بالنجس ولم يذكروا معه الرِّجْس فتحوا الجيم والنون؛ ومنه الحديث: نهى أَن يُسْتَنْجَى بِرَوْثَةٍ، وقال: إِنها رِجْسٌ أَي مُسْتَقْذَرَة.

  والرِّجْس: العذاب كالرِّجز.

  التهذيب: وأَما الرِّجْزُ فالعذاب والعمل الذي يؤدي إِلى العذاب.

  والرِّجْسُ في القرآن: العذاب كالرِّجْز.

  وجاء في دعاء الوتر: وأَنْزِلْ عليهم رِجْسَك وعذابك؛ قال أَبو منصور: الرجس ههنا بمعنى الرجز، وهو العذاب، قلبت الزاي سيناً، كما قيل الأَسد والأَزد.

  وقال الفراء في قوله تعالى: ويَجْعَلُ الرِّجْسَ على الذين لا يعقلون؛ إِنه العقاب والغضب، وهو مضارع لقوله الرجز، قال: ولعلها لغتان.

  وقال ابن الكلبي في قوله تعالى: فإِنه رِجْسٌ؛ الرجس: المَأْتَمُ، وقال مجاهد كذلك يجعل اللَّه الرجس، قال: ما لا خير فيه، قال أَبو جعفر: إِنما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرِّجْسَ أَهلَ البيت ويُطَهِّرَكم، قال: الرجس الشك.

  ابن الأَعرابي: مرَّ بنا جماعة رَجِسُون نَجِسُون أَي كفار.

  وفي التنزيل العزيز: إِنما الخمر والميسر والأَنصابُ والأَزْلامُ رِجْسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه؛ قال الزجاج: الرِّجْسُ في اللغة اسم لكل ما استقذر من عمل فبالغ اللَّه تعالى في ذم هذه الأَشياء وسماها رِجْساً.

  ويقال: رَجُسَ الرجل رَجَساً ورَجِسَ يَرْجَسُ إِذا عَمِلَ عملاً قبيحاً.

  والرَّجْسُ، بالفتح: شدة الصوت، فكأَنَّ الرِّجْسَ العمل الذي يقبح ذكره ويرتفع في القبح.

  وقال ابن الكلبي: رِجْسٌ من عمل الشيطان أَي مَأْثَمٌ؛ قال ابن السكيت: الرَّجْسُ، مصدر، صوتُ الرَّعد وتَمَخُّضُه.

  غيره: الرَّجْسُ، بالفتح، الصوت الشديد من الرعد ومن هدير البعير.

  ورجَسَت السماء تَرْجُسُ إِذا رَعَدَتْ وتَمَخَّضَتْ، وارتجَسَتْ مثله.

  وفي حديث سَطِيح: لما وُلِدَ رسول اللَّه، ، ارْتَجَسَ إِيوان كِسْرَى أَي اضطرب وتحرك حركة سمع لها صوت.

  وفي الحديث: إِذا كان أَحدكم في الصلاة فوجد رِجْساً أَو رِجْزاً فلا ينصرف حتى يسمع صوتاً أَو يَجِدَ ريحاً.

  ورِجْسُ الشيطان: وَسْوَسَتُه.

  والرَّجْسُ والرَّجْسَةُ والرَّجَسانُ والارْتِجاسُ: صوت الشيء المختلط العظيم كالجيش والسيل والرعد.

  رَجَسَ يَرْجُسُ رَجْساً، فهو راجِسٌ ورَجَّاسٌ.

  ويقال: سحاب ورعد رَجَّاسٌ شديد الصوت، وهذا راجِسٌ حَسَن أَي راعِدٌ حسن؛ قال:

  وكلُّ رَجَّاسٍ يَسُوقُ الرُجَّسا ... من السُيولِ والسَّحاب المُرَّسا

  يعني التي تَمْتَرِسُ الأَرض فَتَجْرُف ما عليها.

  وبعير رَجَّاس ومِرْجسٌ أَي شديد الهَدير.

  وناقة رَجْساء الحَنِين: متتابعته؛ حكاه ابن الأَعرابي، وأَنشد:

  يَتْبَعْنَ رَجْساءَ الحَنِين بَيْهَسا ... تَرى بأَعْلى فَخِذَيْها عَبَسا،

  مثلَ خَلُوقِ الفارِسِيِّ أَعْرَسا

  ورَجْسُ البعير: هَديرُه؛ عن اللحياني؛ قال رؤبة:

  بِرَجْسِ بَخْباخِ الهَديرِ البَهْبَه

  وهم في مَرْجُوسَة من أَمرهم وفي مَرْجُوساء أَي