لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 313 - الجزء 1

  والإِحْسابُ: الإِكْفاءُ. قال الرَّاعي:

  خَراخِرُ، تُحْسِبُ الصَّقَعِيَّ، حتى ... يَظَلُّ يَقُرُّه الرَّاعِي سِجالَا

  وإبل مُحْسبةٌ: لهَا لَحْم وشَحْم كثير؛ وأَنشد:

  ومُحْسِبةٍ قد أَخْطَأَ الحَقُّ غيرَها ... تَنَفَّسَ عنها حَيْنُها، فهي كالشَّوِي

  يقول: حَسْبُها من هذا.

  وقوله: قد أَخطأَ الحَقُّ غَيْرَها، يقول: قد أَخْطَأَ الحَقُّ غيرها من نُظَرائها، ومعناه أَنه لا يُوجِبُ للضُّيُوفِ، ولا يَقُوم بحُقُوقِهم إلا نحن.

  زقزله: تَنَفَّسَ عنها حَيْنُها فهي كالشَّوِي، كأَنه نَقْضٌ للأَوَّلِ، وليس بِنَقْضٍ، إنما يريد: تَنَفَّس عنها حَيْنُها قبلَ الضَّيْفِ، ثم نَحَرْناها بعدُ للضَّيْفِ، والشَّوِيُّ هُنا: المَشْوِيُّ.

  قال: وعندي أَن الكاف زائدة، وإنما أَراد فهي شَوِيٌّ، أَي فَريقٌ مَشْويٌّ أَو مُنْشَوٍ، وأَراد: وطَبيخٌ، فاجْتَزَأَ بالشَّوِيّ من الطَّبِيخِ.

  قال أَحمد بن يحيى: سأَلت ابن الأَعرابي عن قول عُروةَ بن الوَرْد:

  ومحسبةٍ ما أَخطأَ الحقُّ غيرَها

  البيت، فقال: المُحْسِبةُ بمعنيين: من الحَسَب وهو الشرف، ومن الإِحْسابِ وهو الكِفايةُ، أَي إنها تُحْسِبُ بلَبَنِها أَهْلَها والضيفَ، وما صلة، المعنى: أَنها نُحِرتْ هي وسَلِمَ غَيْرُها.

  وقال بعضهم: لأُحْسِبَنَّكُم مِن الأَسْوَدَيْن: يعني التَّمْر والماءَ أَي لأُوسِعَنَّ عليكم.

  وأَحْسَب الرجلَ وحَسَّبَه: أَطْعَمَه وسقاه حتى يَشْبَعَ ويَرْوَى مِنْ هذا، وقيل: أَعطاه ما يُرْضِيه.

  والحِسابُ: الكثير.

  وفي التنزيل: عطاءً حِساباً؛ أَي كَثِيراً كافِياً؛ وكلُّ مَنْ أُرْضِيَ فقد أُحْسِبَ.

  وشيءٌ حِسابٌ أَي كافٍ.

  ويقال: أَتاني حِسابٌ من الناس أَي جَماعةٌ كثيرة، وهي لغة هذيل.

  وقال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ الهُذلي:

  فَلمْ يَنْتَبِه، حتى أَحاطَ بِظَهْرِه ... حِسابٌ وسِرْبٌ، كالجَرادِ، يَسُومُ

  والحِسابُ والحِسابةُ: عَدُّك الشيءَ.

  وحَسَبَ الشيءَ يَحْسُبُه، بالضم، حَسْباً وحِساباً وحِسابةً: عَدَّه.

  أَنشد ابن الأَعرابي لمَنْظور بن مَرْثَدٍ الأَسدي:

  يا جُمْلُ أُسْقِيتِ بِلا حِسابَه ... سُقْيَا مَلِيكٍ حَسَنِ الرِّبابَه،

  قَتَلْتني بالدَّلِّ والخِلابَه

  أَي أُسْقِيتِ بلا حِسابٍ ولا هِنْدازٍ، ويجوز في حسن الرفع والنصب والجر، وأَورد الجوهري هذا الرجز: يا جُمل أَسقاكِ، وصواب إنشادِه: يا جُمْلُ أُسْقِيتِ، وكذلك هو في رجزه.

  والرِّبابةُ، بالكسر: القِيامُ على الشيءِ بإِصْلاحِه وتَربِيَتِه؛ ومنه ما يقال: رَبَّ فلان النِّعْمةَ يَرُبُّها رَبّاً ورِبابةً.

  وحَسَبَه أَيضاً حِسْبةً: مثل القِعْدةِ والرِّكْبةِ.

  قال النابغة:

  فَكَمَّلَتْ مِائةً فِيها حَمامَتُها ... وأَسْرَعَتْ حِسْبَةً في ذلك العَدَدِ

  وحُسْباناً: عَدَّه.

  وحُسْبانُكَ على اللَّه أَي حِسابُكَ.

  قال:

  على اللَّه حُسْباني، إذا النَّفْسُ أَشْرَفَتْ ... على طَمَعٍ، أَو خافَ شيئاً ضَمِيرُها