لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 139 - الجزء 6

  عسس: عسَّ يَعُسُّ عَسَساً وعَسّاً أَي طاف بالليل؛ ومنه حديث عمر، ¥: أَنه كان يَعُسُّ بالمدينة أَي يطوف بالليل يحرس الناسَ ويكشف أَهل الرِّيبَة؛ والعَسَسُ: اسم منه كالطَّلَب؛ وقد يكون جمعاً لعاسٍّ كحارِسٍ وحَرَسٍ.

  والعَسُّ: نَقْضُ الليل من أَهل الريبة.

  عَسَّ يَعُسُّ عَسّاً واعْتَسَّ.

  ورجل عاسٌّ، والجمع عُسَّاسٌ وعَسَسَة ككافِر وكُفَّار وكَفَرة.

  والعَسَسُ: اسم للجمع كرائِحٍ ورَوَحٍ وخادِمٍ وخَدَمٍ، وليس بتكسيرٍ لأَن فَعَلاً ليس مما يُكسَّرُ عليه فاعِل، وقيل: العَسَسُ جمع عاسٍّ، وقد قيل: إِن العاسَّ أَيضاً يقع على الواحد والجمع، فإِن كان كذلك فهو اسم للجمع أَيضاً كقولهم الحاجُّ والدَّاجُّ.

  ونظيره من غير المُدغَم: الجامِلُ والباقِرُ؛ وإِن كان على وجه الجنس فهو غير متعدًّى به لأَنه مطرد كقوله:

  إِنْ تَهْجُري يا هِندُ، أَو تَعْتَلِّي ... أَو تُصْبِحي في الظَّاعِنِ المُوَلِّي

  وعَسَّ يَعُسُّ إِذا طلب.

  واعْتَسَّ الشيءَ: طلَبه ليلاً أَو قصده.

  واعْتَسَسْنا الإِبلَ فما وجدنا عَساساً ولا قَساساً أَي أَثراً.

  والعَسُوسُ والعَسِيسُ: الذئب الكثير الحركة.

  والذئب العَسُوسُ: الطالب للصيد.

  ويقال للذئب: العَسْعَسُ والعَسْعاسُ لأَنه يَعُسُّ الليل ويَطْلُبُ، وفي الصحاح: العَسوسُ الطالب للصيد؛ قال الراجز:

  واللَّعْلَعُ المُهْتَبِل العَسوس

  وذئب عَسْعَسٌ وعَسْعاسٌ وعَسَّاسٌ: طَلوب للصيد بالليل.

  وقد عَسْعَسَ الذئبُ: طاف بالليل، وقيل: إِن هذا الاسم يقع على كل السباع إِذا طَلَبَ الصيد بالليل، وقيل: هو الذي لا يَتَقارّ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

  مُقْلِقَةٌ للمُسْتَنِيح العَسْعاسْ

  يعني الذئب يَسْتَنِيحُ الذئاب أَي يستعويها، وقد تَعَسْعَسَ.

  والتَّعَسْعُسُ: طلب الصيد بالليل، وقيل: العَسْعاسُ الخفيف من كل شيء.

  وعَسْعَسَ الليلُ عَسْعَسَة: أَقبل بظلامه، وقيل عَسعَسَتُه قبل السَّحَر.

  وفي التنزيل: والليل إِذا عَسْعَسَ والصُّبح إِذا تَنَفَّسَ؛ قيل: هو إِقباله، وقيل: هو إِدباره؛ قال الفراء: أَجمع المفسرون على أَن معنى عَسْعَسَ أَدْبَرَ، قال: وكان بعض أَصحابنا يزعم أَن عَسْعَسَ معناه دنا من أَوله وأَظلم؛ وكان أَبو البلاد النحوي ينشد:

  عَسْعَسَ حتى لو يَشاءُ ادَّنا ... كان له مِن ضَوْئِه مَقْبَسُ

  وقال ادَّنا إِذ دنا فأَدغم؛ قال: وكانوا يَرَوْن أَن هذا البيت مصنوع، وكان أَبو حاتم وقطرب يذهبان إِلى أَن هذا الحرف من الأَضداد.

  وفي حديث علي، ¥: أَنه قام من جوف الليل ليصلي فقال: والليل إِذا عَسْعَسَ؛ عَسْعَسَ الليل إِذا أَقبل بظلامه وإِذا أَدبر، فهو من الأَضداد؛ ومنه حديث قُسّ: حتى إِذا الليل عَسْعَسَ؛ وكان أَبو عبيدة يقول: عَسْعَس الليل أَقبل وعَسْعَسَ أَدبر؛ وأَنشد:

  مُدَّرِعات الليل لما عَسْعَسا

  أَي أَقبل: وقال الزِّبْرِقان:

  ورَدْتُ بأَفْراسٍ عِتاقٍ، وفتْيَةٍ ... فَوارِطَ في أَعْجازٍ ليلٍ مُعَسْعِسِ

  أَي مُدْبرٍ مُولٍّ.

  وقال أَبو إِسحق بن السري: عَسْعَسَ الليل إِذا أَقبل وعَسْعَسَ إِذا أَدبر، والمعنيان يرجعان إِلى شيء واحد وهو ابتداء الظلام في أَوله وإِدبارُه في آخره؛ وقال ابن الأَعرابي: العَسْعَسَةُ