لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 140 - الجزء 6

  ظلمة الليل كله، ويقال إِدباره وإِقباله.

  وعَسْعَس فلان الأَمر إِذا لبَّسَه وعَمَّاه، وأَصله من عَسْعَسَة الليل.

  وعَسْعَسَتِ السحابة: دنت من الأَرض ليلاً؛ لا يقال ذلك إِلا بالليل إِذا كان في ظلمة وبرق.

  وأَورد ابن سيده هنا ما أَورده الأَزهري عن أَبي البلاد النحوي، وقال في موضع قوله يشاء ادَّنا: لو يشاء إِذ دنا ولم يدغم، وقال: يعني سحاباً فيه برق وقد دنا من الأَرض؛ والمَعَسُّ: المَطْلَب، قال: والمعنيان متقاربان.

  وكلب عَسُوسٌ: طلوب لما يأْكل، والفعل كالفعل؛ وأَنشد للأَخطل:

  مُعَفَّرة لا يُنْكِه السَّيفُ وَسْطَها ... إِذا لم يكن فيها مَعَسُّ لِحالِبِ

  وفي المثل في الحث على الكسب: كَلْبٌ اعْتَسَّ خير من كلبٍ رَبَضَ، وقيل: كلب عاسّ خير من كلب رابِض، وقيل: كلب عَسَّ خير من كلب رَبَضَ؛ والعاسُّ: الطالب يعني أشن من تصرَّف خير ممن عجز.

  أَبو عمرو: الاعتِساس والاعْتِسامُ الاكتساب والطلَب.

  وجاء بالمال من عَسَّه وبَسَّه، وقيل: من حَسَّه وعَسَّه، وكلاهما إِتباع ولا ينفصلان، أَي من جَهْده وطلَبه، وحقيقتُهما الطلب.

  وجِئْ به من عَسِّك وبَسِّك أَي من حيث إن، وقال اللحياني: من حيث كان ولم يكن.

  وعَسَّ عَليَّ يَعُسُّ عَسّاً: أَبطأَ، وكذلك عَسَّ عليَّ خبره أَي أَبطأَ.

  وإِنه لَعسُوس بيِّن العُسُس أَي بطيء؛ وفيه عُسُسٌ، بضمتين، أَي بطء.

  أَبو عمرو: العَسُوسُ من الرجال إِذا قل خيره، وقد عَسَّ عليَّ بخيره.

  والعَسُوسُ من الإِبل: التي ترعى وحدها مثل القَسُوسِ، وقيل: هي التي لا تَدِرُّ حتى تَتباعَدَ عن الناس، وقيل: هي التي تَضجَر ويسوءُ خلُقها وتتنحى عن الإِبل عند الحَلْب أَو في المبرك، وقيل: العَسُوسُ التي تُعْتَسُّ أَبِها لَبَن أَم لا، تُرازُ ويلمس ضَرعها؛ وأَنشد أَبو عبيد لابن أَحمر الباهلي:

  وراحتِ الشُّولُ، ولم يَحْبُها ... فَحْلٌ، ولم يَعْتَسَّ فيها مُدِرْ

  قال الهجيمي: لم يَعْتَسَّها أَي لم يطلب لبَنها، وقد تقدم أَن المَعَسَّ المَطْلَبُ، وقيل: العَسُوسُ التي تضرب برجلها وتصُب اللبن، وقيل: هي التي إِذا أُثيرتْ للحَلْب مشت ساعة ثم طَوَّفَتْ ثم دَرَّت.

  ووصف أَعرابي ناقة فقال: إِنها لعَسُوسٌ ضَروسٌ شَمُوسٌ نَهُوسٌ؛ فالعسوس: ما قد تقدم، والضَّروس والنَّهوس: التي تَعَضُّ، وقيل: العَسوس التي لا تَدِرَ وإِن كانت مُفيقاً أَي قد اجتمع فُواقها في ضرعها، وهو ما بين الحلبتين، وقد عَسَّت تَعُسُّ في كل ذلك.

  أَبو زيد: عَسَسْت القوم أَعُسُّهم إِذا أَطعمتَهم شيئاً قليلاً، ومنه أُخذ العَسُوس من الإِبل.

  والعَسُوسُ من النساء: التي لا تُبالي أَن تَدنُوَ من الرجال.

  والعُسُّ: القدح الضخم، وقيل: هو أَكبر من الغُمَرِ، وهو إِلى الطول، يروي الثلاثة والأَربعة والعِدَّة، والرِّفْد أَكبر منه، والجمع عِساس وعِسَسَة.

  والعُسُسُ: الأَنية الكبار؛ وفي الحديث: أَنه كان يغتسل في عُسٍّ حَزْرَ ثمانية أَرطال أَو تسعة، وقال ابن الأَثير في جمعه: أَعْساسٌ أَيضاً؛ وفي حديث المِنْحة: تَغْدو بِعُسٍّ وتَرُوحُ بِعُسٍّ.

  والعَسْعَسُ والعَسْعَاسُ: الخفيف من كل شيء؛ قال رؤبة يصف السراب:

  وبلَدٍ يَجري عليه العَسعاسْ ... من السَّراب والقَتامِ المَسْماسْ