لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 316 - الجزء 1

  مِرْماةٌ، وبالمَرامِي فسر قوله تعالى: أَو يُرْسِلَ عليها حُسباناً من السماءِ.

  والحُسْبانةُ: الصّاعِقةُ.

  والحُسْبانةُ: السَّحابةُ.

  وقال الزجاج: يُرْسِلَ عليها حُسْباناً، قال: الحُسْبانُ في اللغة الحِسابُ.

  قال تعالى: الشمسُ والقمرُ بحُسْبان؛ أَي بِحِسابٍ.

  قال: فالمعنى في هذه الآية أَن يُرْسِلَ عليها عَذابَ حُسْبانٍ، وذلك الحُسْبانُ حِسابُ ما كَسَبَتْ يَداك.

  قال الأَزهري: والذي قاله الزجاجُ في تفسير هذه الآية بَعِيدٌ، والقولُ ما تقدّم؛ والمعنى، واللَّه أَعلم: أَنَّ اللَّه يُرْسِلُ، على جَنَّةِ الكافر، مَرامِيَ من عَذابِ النارِ، إِما بَرَداً وإما حِجارةً، أَو غيرهما مما شاءَ، فيُهْلِكُها ويُبْطِلُ غَلَّتها وأَصْلَها.

  والحُسْبانة: الوِسادةُ الصَّغيرة، تقول منه: حَسَّبْتُه إذا وَسَّدْتَه.

  قال نَهِيك الفَزارِيُّ، يخاطب عامر بن الطفيل:

  لتَقَيتَ، بالوَجْعاءِ، طَعْنةَ مُرْهَفٍ ... مُرَّانَ، أَو لَثَويْتَ غَيْرَ مُحَسَّبِ

  الوَجْعاءُ: الاسْتُ.

  يقول: لو طَعَنْتُكَ لوَلَّيْتني دُبُرَكَ، واتَّقَيْتَ طَعْنَتِي بوَجعائِكَ، ولثَوَيْتَ هالِكاً، غير مُكَرَّمٍ لا مُوَسَّدٍ ولا مُكَفَّنِ؛ أَو معناه: أَنه لم يَرْفَعْكَ حَسَبُكَ فيُنْجِيَكَ من الموت، ولم يُعَظَّم حَسَبُكَ.

  والمِحْسَبة: الوِسادةُ من الأَدَمِ.

  وحَسَّبَه: أَجْلسه على الحُسْبانةِ أَو المِحْسَبة.

  ابن الأَعرابي: يقال لبِساطِ البَيْتِ: الحِلْسُ، ولِمَخادِّه: المَنابِذُ، ولمَساوِرِه: الحُسْباناتُ، ولحُصْرِه: الفُحولُ.

  وفي حديث طَلْحةَ: هذا ما اشْتَرَى طلحةُ مِن فُلان فَتاه بخَمْسِمائةِ دِرْهم بالحسَبِ والطِّيبِ أَي بالكَرامةِ من المُشْتَرِي والبائع، والرَّغْبةِ وطِيبِ النفْسِ منهما، وهو من حَسَّبْتُه إذا أَكْرَمْتَه؛ وقيل: من الحُسبانةِ، وهي الوِسادة الصغيرةُ، وفي حديث سِماكٍ، قال شُعْبةُ: سمعته يقول: ما حَسَّبُوا ضَيْفَهم شيئاً أَي ما أَكْرَمُوه.

  والأَحْسَبُ: الذي ابْيَضَّتْ جِلْدَته مِن داءٍ، فَفَسَدَتْ شَعَرَته، فصار أَحمرَ وأَبيضَ؛ يكون ذلك في الناس والإِبل.

  قال الأَزهري عن الليث: وهو الأَبْرَصُ.

  وفي الصحاح: الأَحْسَبُ من الناس: الذي في شعر رأْسه شُقْرةٌ.

  قال امرؤُ القيس:

  أَيا هِندُ لا تنْكِحي بُوهةً ... عَلَيْه عَقِيقَتُه، أَحْسَبا

  يَصِفُه باللُّؤْم والشُّحِّ.

  يقول: كأَنه لم تُحْلَقْ عَقِقَتُه في صِغَره حتى شاخَ.

  والبُوهةُ: البُومة العَظِيمة، تُضْرب مثلاً للرجل الذي لا خيرَ فيه.

  وعَقِيقَتُه: شعره الذي يُولد به.

  يقول: لا تَتَزَوَّجي مَن هذه صِفَتُه؛ وقيل هو من الإِبل الذي فيه سَوادٌ وحُمْرة أَو بَياض، والاسم الحُسْبةُ، تقول منه: أَحْسَبَ البَعِيرُ إحْساباً.

  والأَحْسَبُ: الأَبرص.

  ابن الأَعرابي: الحُسْبَةُ سَوادٌ يَضْرِبُ إلى الحُمْرةِ؛ والكُهْبةُ: صُفرة تَضرِبُ إلى حمرة؛ والقُهْبةُ: سَواد يضرب إلى الخُضْرة؛ والشهْبةُ: سواد وبياض؛ والحُلْبةُ: سواد صِرْف؛ والشُّرْبةُ: بَياضٌ مُشْرَبٌ بحُمْرةٍ؛ واللُّهْبة: بياض ناصعٌ نَقِيٌّ؛ والنُّوبة: لَونُ الخِلاسِيِّ، وهو الذي أَخَذ من سَواد شيئاً، ومن بياض شيئاً كأَنه وُلِدَ