[فصل الحاء المهملة]
  من عَرَبيّ وحَبَشِيَّة. وقال أَبو زياد الكلابيُّ: الأَحْسَبُ من الإِبل: الذي فيه سَواد وحُمرة وبَياضٌ، والأَكْلَفُ نحوه.
  وقال شمر: هو الذي لا لَونَ له الذي يقال فيه أَحْسَبُ كذا، وأَحْسَبُ كذا.
  والحَسْبُ والتَّحْسِيبُ: دَفْنُ المَيِّتِ؛ وقيل: تَكْفِينُه؛ وقيل: هو دَفْنُ الميِّتِ في الحجارة؛ وأَنشد:
  غَداةَ ثَوَى في الرَّمْلِ، غيرَ مُحَسَّبِ(١)
  أَي غير مَدْفُون، وقيل: غير مُكَفَّن، ولا مُكَرَّم، وقيل: غير مُوَسَّدٍ، والأَول أَحسن.
  قال الأَزهري: لا أَعرف التَّحْسِيبَ بمعنى الدَّفْن في الحجارة، ولا بمعنى التَّكْفِين، والمعنى في قوله غيرَ مُحَسَّب أَي غير مُوَسَّد.
  وانه لَحَسنُ الحِسْبةِ في الأَمْر أَي حَسَنُ التدبير النَّظَرِ فيه، وليس هو من احْتِسابِ الأَجْر.
  وفلان مُحْتَسِبُ البَلَدِ، ولا تقل مُحْسِبُه.
  وتَحَسَّب الخبَرَ: اسْتَخْبَر عنه، حجازِيَّةٌ.
  قال أَبو سدرة الأَسدي، ويقال: إنه هُجَيمِيٌّ، ويقال: إنه لرجل من بني الهُجَيْمِ:
  تَحَسَّب هَوَّاسٌ، وأَيْقَنَ أَنَّني ... بها مُفْتَدٍ من واحدٍ لا أُغامِرُه
  فقلتُ له: فاها لِفِيكَ، فإنَّها ... قَلُوصُ امْرِئٍ، قاريكَ ما أَنتَ حاذِرُه
  يقول: تَشَمَّمَ هَوّاسٌ، وهو الأَسَدُ، ناقتي، وظَنَّ أَني أَتركُها له، ولا أُقاتِله.
  ومعنى لا أُغامِرُه أَي لا أُخالِطُه بالسيف، ومعنى من واحد أَي من حَذَر واحدٍ، والهاءُ في فاها تعود على الداهِية أَي أَلزَم اللَّه فاها لِفيكَ، وقوله: قاريكَ ما أَنتَ حاذِرُه، أَي لا قِرى لك عندي إلا السَّيفُ.
  واحْتَسَبْتُ فلاناً: اختبرْتُ ما عنده، والنِّساءُ يَحْتَسِبْنَ ما عِندَ الرِّجال لهن أَي يَخْتَبِرْنَ.
  أَبو عبيد: ذهب فلان يَتَحَسَّبُ الأَخْبارَ أَي يَتَجَسَّسُها، بالجيم، ويَتَحَسَّسُها، ويَطْلُبها تَحَسُّباً.
  وفي حديث الأَذان: أَنهم كانوا يجتمعون فيَتَحَسَّبُون الصَلاةَ فَيَجِيئُون بلا داعٍ أَي يَتَعَرَّفُون ويَتَطَلَّبُون وَقْتَها ويَتَوَقَّعُونه فيَأْتُون المَسْجد قبل أَن يَسْمَعُوا الأَذان؛ والمشهور في الرواية: يَتَحَيَّنُون من الحِينِ الوَقْتِ أَي يَطْلُبون حِينَها.
  وفي حديث بعْضِ الغَزَواتِ: أَنهم كانوا يَتَحَسَّبُونَ الأَخْبار أَي يَتَطلَّبُونها.
  واحْتَسَبَ فلان على فلان: أَنكر عليه قَبِيحَ عمله؛ وقد سَمَّتْ(٢) حَسِيباً وحُسَيْباً.
  حشب: الحَشِيبُ والحَشِيبيُّ والحَوْشَبُ: عَظْمٌ في باطن الحافر، بين العَصَبِ والوَظِيف؛ وقيل: هو حَشْوُ الحافِر؛ وقيل: هو عُظَيْم صغير، كالسُّلامَى في طَرَف الوَظِيف، بينَ رَأْسِ الوَظِيف ومُسْتَقَرِّ الحافر، مما يَدخل في الجُبَّةِ.
  قال أَبو عمرو: الحَوْشَبُ حَشْوُ الحافِر، والجُبَّةُ الذي فيه الحَوْشَبِ، والدَّخِيسُ بينَ اللَّحْم والعَصَبِ.
  قال العجاج:
  في رُسُغٍ لا يَتَشَكَّى الحَوْشَبا ... مُسْتَبطِناً، معَ الصّمِيمِ، عَصَبا
  وقيل: الحَوْشَبُ: مَوْصِلُ الوَظِيفِ في رُسْغِ
(١) قوله [في الرمل] هي رواية الأَزهري ورواية ابن سيده في الترب.
(٢) أَي العربُ.