لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل القاف]

صفحة 174 - الجزء 6

  وغَمَّاز ودَرَّاج.

  والقَس في اللغة: النميمة ونشْرُ الحديث؛ يقال: قَسَّ الحديث يقُسُّه قَسّاً.

  ابن سيده: قَسَّ الشيء يقُسُّه قَسّاً وقَسَساً تتبَّعه وتطلبه؛ قال رؤبة بن العجاج يصف نساء عفيفات لا يتتبعن النَّمائم:

  يُمْسِينَ من قَسَّ الأَذى غَوافِلا ... لا جَعْبَريّات ولا طَهامِلا

  الجَعْبَرِيّات: القِصار، واحدتها جَعْبَرة، والطَّهامِل الضِّخام القِباح الخلقة، واحدتها طَهْمَلة.

  وقَسَّ الشيءً قَسّاً: تتلاه وتَبَغَّاه.

  واقْتَسَّ الأَسدُ: طَلب ما يأْكل.

  ويقال: تَقَسَّسْت أَصواتَ الناس بالليل تَقَسُّساً أَي تسمَّعتها.

  والقَسْقَسَة: السؤال عن أَمْرِ الناس.

  ورجل قَسْقاسٌ: يسأَل عن أُمور الناس؛ قال رؤبة:

  يَحْفِزها ليلٌ وحادٍ قَسْقاسُ ... كأَنهنَّ من سَراءٍ أَقْواسْ

  والقَسْقاس أَيضاً: الخفيف من كل شيء.

  وقَسْقَس العظم: أَكل ما عليه من اللحم وتَمَخَّخَه؛ يمانيَة.

  قال ابن دريد: قَسَسْت ما على العظم أَقُسُّه قَسّاً إِذا أَكلتَ ما عليه من اللحم وامْتَخَخْتَه.

  وقَسْقَسَ ما على المائدة: أَكَلَه.

  وقَسَّ الإِبل يَقُسُّها قَسّاً وقَسْقَسَها: ساقَها، وقيل: هُما شدَّة السَّوْق.

  والقَسُوس من الإِبل: التي تَرْعى وحدَها، مثل العَسُوس، وجمعها قُسُسٌّ، قَسَّتْ تَقُسُّ قَسّاً أَي رَعَتْ وحدها، واقْتَسَّتْ، وقَسَّها: أَفرَدَها من القَطيع، وقد عَسَّتْ عند الغَضَب تَعُسّ وقَسَّتْ تَقُسُّ.

  وقال ابن السكيت: ناقَة عموس وقَسُوس وضَرُوس إِذا ضجِرت وساء خُلُقها عند الغَضَب.

  والقَسُوس: التي لا تَدِرّ حتى تَنْتَبذ.

  وفلان قَسُّ إِبل أَي عالم بها؛ قال أَبو حنيفة: هو الذي يلي الإِبل لا يفارقُها.

  أَبو عبيد: القَسُّ صاحب الإِبل الذي لا يفارقُها؛ وأَنشد:

  يتبعُها تَرْعِيَّةٌ قَسٌّ ورَعْ ... تَرى برجْلَيْه شُقُوقاً في كَلَعْ،

  لم تَرْتمِ الوَحْشُ إِلى أَيدي الذَّرَعْ

  جمع الذَّريعَة وهي الدَّريئَة.

  وقال أَبو عبيدة: يقال ظَلَّ يَقُسُّ دَّابَّتَه قَسّاً أَي يَسُوقُها.

  والقَسُّ: رَئيس من رُؤساء النصارى في الدِّين والعِلْم، وقيل: هو الكَيِّس العالم؛ قال:

  لو عَرَضَتْ لأَيْبُلِيٍّ قَسِّ ... أَشْعَثَ في هَيْكَلِه مُنْدَسِّ،

  حَنَّ إِليها كَحَنِينِ الطَّسِّ

  والقِسِّيسُ: كالقَسِّ، والجمع قَساقِسة على غير قياس وقِسِّيسُون.

  وفي التنزيل العزيز: ذلك بأَن منهم قِسِّيسِينَ ورُهْباناً؛ والاسم القُسُوسَة والقِسِّيسِيَّة؛ قال الفرَّاء: نزلت هذه الآية فيمن أَسلم من النصارى، ويقال: هو النجاشي وأَصحابه.

  وقال الفراء في كتاب الجمع والتفريق: يُجمع القِسِّيس قِسِّيسين كما قال تعالى، ولو جمعه قُسُوساً كان صواباً لأَنهما في معنى واحد، يعني القَسَّ والقِسِّيس، قال: ويجمع القِسِّيس قَساقِسة⁣(⁣١) جمعوه على مثال مَهالِبة فكثرت السينات فأَبدلوا إِحداهن واواً وربما شدّد الجمع⁣(⁣٢) ولم يشدّد واحده، وقد


(١) قوله [ويجمع القسيس قساقسة الخ] هكذا في الأَصل هنا وفيما مر. وعبارة القاموس: قساوسة، وبها يظهر قوله بعد فأبدلوا إحداهن واواً. ويؤخذ من شرح القاموس أن فيه الجمعين حيث نقل رواية البيت بالوجهين.

(٢) قوله [وربما شدد الجمع الخ] الظاهر في العبارة العكس بدليل ما قبله وما بعده.