لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 320 - الجزء 1

  وقال الأَصمعي: المُحَصَّبُ: حيث يُرْمَى الجمارُ؛ وأَنشد:

  أَقامَ ثلاثاً بالمُحَصَّبِ مِن مِنًى ... ولَمَّا يَبِنْ، للنَّاعِجاتِ، طَرِيقُ

  وقال الراعي:

  أَلم تَعْلَمي، يا أَلأَمَ النَّاسِ، أَنَّني ... بِمَكَّةَ مَعْرُوفٌ، وعِندَ المُحَصَّبِ

  يريد موضع الجِمار.

  والحاصِبُ: رِيحٌ شَدِيدة تَحْمِل التُّرابَ والحَصْباءَ؛ وقيل: هو ما تَناثَر من دُقاقِ البَرَد والثَّلْجِ.

  وفي التنزيل: إنَّا أَرْسَلْنا عليهم حاصِباً؛ وكذلك الحَصِبةُ؛ قال لبيد:

  جَرَّتْ عَلَيها، أَنْ خَوَتْ مِنْ أَهْلِها ... أَذْيالَها، كلُّ عَصُوفٍ حَصِبَه⁣(⁣١)

  وقوله تعالى: إنَّا أَرْسَلْنا عليهم حاصِباً؛ أَي عَذاباً يَحْصِبُهم أَي يَرْمِيهم بحجارة مِن سِجِّيل؛ وقيل: حاصِباً أَي ريحاً تَقْلَعُ الحَصْباء لقوّتها، وهي صغارها وكبارها.

  وفي حديث علي، ¥، قال للخَوارج: أَصابَكم حاصِبٌ أَي عَذابٌ من اللَّه، وأَصله رُميتم بالحَصْباءِ من السماءِ.

  ويقال للرِّيحِ التي تَحْمِل الترابَ والحَصى: حاصِبٌ، وللسَّحابِ يَرْمِي بالبَرَد والثَّلْج: حاصِبٌ، لأَنه يَرْمِي بهما رَمْياً؛ قال الأَعشى:

  لنا حاصِبٌ مِثْلُ رِجْلِ الدَّبَى ... وجَأْواءُ تُبْرقُ عنها الهَيُوبا

  أَراد بالحاصِب: الرُّماةَ.

  وقال الأَزهري: الحاصِبُ: العَدَدُ الكَثِيرُ من الرَّجَّالةِ، وهو معنى قوله:

  لنا حاصِبٌ مِثْلُ رِجْلِ الدَّبَى

  ابن الأَعرابي: الحاصِبُ مِن التّراب ما كان فيه الحَصْباء.

  وقال ابن شميل: الحاصِبُ: الحَصْباء في الرِّيح، كان يَوْمُنا ذا حاصِبٍ.

  ورِيحٌ حاصِبٌ، وقد حصَبَتْنا تَحْصِبُنا.

  وريحٌ حَصِبةٌ: فيها حَصباء.

  قال ذو الرمة:

  حَفِيفُ نافِجةٍ، عُثْنُونُها حَصِب

  والحَصَبُ: كُلُّ ما أَلقَيْتَه في النَّار من حَطَب وغيره.

  وفي التنزيل: إنَّكم وما تَعْبُدُون مِن دُونِ اللَّه حَصَبُ جَهَنَّم.

  قال الفرَّاءُ: ذكر أَن الحَصَبَ في لغة أَهل اليمن الحَطَبُ.

  ورُوِي عن علي، كرّم اللَّه وجهه: أَنه قرأَ حَطَبُ جَهَنَّمَ.

  وكلُّ ما أَلْقَيْتَه في النار، فقد حَصَبْتَها به، ولا يكون الحَصَبُ حَصَباً، حتى يُسْجَر به.

  وقيل: الحَصَبُ: الحَطَبُ عامّةً.

  وحَصَبَ النارَ بالحَصَبِ يَحْصُبها حَصْباً: أَضْرَمَها.

  الأَزهري: الحَصَبُ: الحَطَبُ الذي يُلْقَى في تَنُّور، أَو في وَقُودٍ، فأَمّا ما دام غير مستعمل للسُّجُورِ، فلا يسمى حَصَباً.

  وحَصَبْتُه أَحْصِبُه: رمَيْته بالحَصْباءِ.

  والحَجرُ المَرْمِيُّ به: حَصَبٌ، كما يقال: نَفَضْتُ الشيءَ نَفْضاً، والمنفوضُ نَفَضٌ، فمعنى قوله حَصَبُ جهنم أَي يُلْقَوْن فيها، كما يُلْقَى الحَطَبُ في النارِ.

  وقال الفرّاءُ: الحَصَبُ في لغة أَهل نجد: ما رَمَيْتَ به في النار.

  وقال عكرمة: حَصَبُ جهنم: هو


(١) قوله [جرت عليها] كذا هو في بعض نسخ الصحاح أيضاً والذي في التكملة جرت عليه.