لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 255 - الجزء 6

  لهما الشيطان؛ يريد إِليهما ولكن العرب توصل بهذه الحروف كلها الفعل.

  ويقال لِهَمْس الصائد والكلاب وأَصواتِ الحلي: وَسْواس؛ وقال الأَعشى:

  تَسْمَع للحَلْي وَسْواساً، إِذا انْصَرفت ... كما اسْتَعان بِريح عِشْرِقٌ زَجل

  والهَمْس: الصوت الخفيّ يهز قَصَباً أَو سِبّاً، وبه سمي صوت الحلي وسْواساً؛ قال ذو الرمة:

  فَباتَ يُشْئِزُه ثَأْدٌ، ويُسْهِره ... تَذَوُّبُ الرِّيح، والوَسْواسُ والهِضَبُ

  يعني بالوَسْواس همس الصياد وكلامه.

  قال أَبو تراب: سمعت خليفة يقول الوَسْوسة الكلام الخفي في اختلاط.

  وفي الحديث: الحمد لله الذي ردّ كَيْده إِلى الوَسْوَسة؛ هي حديث النفس والأَفكار.

  ورجل مُوَسْوِس إِذا غلبت عليه الوَسْوسة.

  وفي حديث عثمان، ¥: لما قُبِض رسول اللَّه، ، وُسْوِسَ ناسٌ وكنت فيمن وُسْوِس؛ يريد أَنه اختلط كلامه ودُهش بموته، .

  والوَسْواس: الشيطان، وقد وَسْوَس في صدره ووَسْوَس إِليه.

  وقوله ø: من شر الوَسْواس الخَنَّاس؛ أَراد ذي الوَسْواس وهو الشيطان الذي يُوَسوس في صدور الناس، وقيل في التفسير: إِن له رأْساً كرأْس الحية يَجْثِمُ على القلب، فإِذا ذكر العبدُ اللَّه خَنس، وإِذا ترك ذكر اللَّه رجع إِلى القلب يُوَسوس.

  وقال الفرّاء: الوِسْواس، بالكسر، المصدر.

  وكل ما حدّث لك أَو وَسْوس، فهو اسم.

  وفلان المُوَسْوِس، بالكسر: الذي تعتريه الوَساوِس.

  ابن الأَعرابي: رجل مُوَسْوِس ولا يقال رجل مُوَسْوَس.

  قال أَبو منصور: وإِنما قيل مُوَسْوِس لتحديثه نفسه بالوَسْوسة؛ قال اللَّه تعالى: ونعلم ما تُوَسْوِسُ به نفسه؛ وقال رؤبة يصف الصياد:

  وَسْوَسَ يَدْعُو مُخْلِصاً ربَّ القَلَقْ

  يقول: لما أَحَسَّ بالصيد وأَراد رميه وَسْوس نفسه بالدعاء حذر الخيبة.

  وقد وَسْوَسَتْ إِليه نفسه وَسْوَسة ووِسْواساً، بالكسر، ووَسْوس الرجلَ: كلَّمه كلاماً خفيّاً.

  ووَسْوس إِذا تكلم بكلام لم يبينه.

  وطس: وَطَسَ الشيءَ وَطْساً: كسره ودقَّه.

  والوَطِيس: المَعْركة لأَن الخيل تَطِسُها بحوافرها.

  والوَطِيس: التنور.

  والوَطِيس: حفيرة تحتفر ويختبز فيها ويشوى، وقيل: الوَطِيس شيء يتخذ مثل التَّنُّور يختبز فيه، وقيل: هي تنُّور من حديد، وبه شُبِّه حَرّ الحَرْب.

  وقال النبي، ، في حُنَيْن: الآن حَمِيَ الوَطِيسُ، وهي كلمة لم تُسمع إِلا منه، وهو من فصيح الكلام عبّر به عن اشتِباك الحَرْب وقيامها على ساق.

  الأَصمعي: الوَطِيس حجارة مدورة فإِذا حميت لم يمكن أَحداً الوطء عليها، يُضْرب مثلاً للأَمر إِذا اشتد: قد حَمِي الوَطِيسُ.

  ويقال: طِسِ الشيءَ أَي أَحْمِ الحجارة وضَعْها عليه وقال أَبو سعيد: الوَطِيس الضِّراب في الحرب، قال: ومنه قول عليّ، رضوان اللَّه عليه: الآن حين حَمِيَ الوَطِيس أَي حَمِيَ الضِّراب وجَدَّت الحربُ واشتدت، قال: وقول الناس الوَطِيس التنور باطل.

  وقال ابن الأَعرابي في قولهم حَمِيَ الوَطِيس: هو الوطء الذي يَطِسُ الناس أَي يدقهم ويقتلهم، وأَصل الوَطْس الوطء من الخيل والإِبل.

  ويروى أَن النبي، ، رُفعت له⁣(⁣١) يوم مُؤْتَةَ فرأَى معتَرَك القوم


(١) هكذا في الأَصل، ولعله أَراد: رفعت له ساحة الحرب، أَو رفعت له المعركة أَي أَبصرها عن بُعد.