[فصل الجيم]
  من ماءِ مَحْنِيَة جاشَتْ بِجُمَّتِها ... جَشَّاء، خالَطَتِ البَطْحاءُ والجَبَلا
  وجُشُّ أَعْيارٍ: موضِعٌ معروف؛ قال النابغة(١):
  ما اضْطرَّكَ الحِرْزُ من لَيْلى إِلى بَرَدٍ ... تَخْتارُه مَعْقِلاً عن جُشّ أَعيار
  والجُشّ: الموضِع الخَشِنُ الحِجارَة.
  ابن الأَثير في هذه الترجمة في حديث علي، كرم اللَّه وجهه: كان ينهى عن أَكْل الجِرِّيّ والجِرِّيتِ والجَشّاء؛ قيل: هُو الطِّحَالُ؛ ومنه حديث ابن عباس: ما آكُلُ الجَشَّاءَ من شَهْوتها، ولكن ليَعْلَم أَهلُ بيتي أَنها حَلال.
  جعش: الجُعْشُوش: الطَّويلُ، وقيل: الطويل الدَّقِيق، وقيل: الدَّمِيم القَصِيرُ الذَّريءُ القَمِيءُ منسوب إِلى قَمْأَةٍ وصِغَرٍ وقلَّةٍ؛ عن يعقوب، قال: والسين لغة، وقال ابن جني: الشين بدل من السين لأَنَّ السين أَعمُّ تصرُّفاً، وذلك لدخولها في الواحد والجمع جميعاً، فضيقُ الشين مع سعة السين يُؤْذِنُ بأَنَّ الشين بدلٌ من السين، وقيل: اللَّئِيم، وقيل: هو النَّحِيف الضامر؛ عن ابن الأَعرابي؛ قال الشاعر:
  يا رُبَّ قَرْمٍ سَرِسٍ عَنَطْنَط ... لَيس بِجُعْشُوش ولا بأَذْوَط
  وقال ابن حلزة:
  بنو لُخَيم وجَعَاشيش مُضَر
  كل ذلك يقال بالشين وبالسين.
  وفي حديث طهفة: ويَبِس الجِعْش؛ قيل: هو أَصل النبات، وقيل: أَصل الصلِّيان خاصة وهو نبت معروف.
  جفش: جَفَش الشيءَ يَجْفِشُه جَفْشاً: جَمَعَه؛ يمانية.
  جمش: الجَمْش: الصَّوتُ.
  أَبو عبيدة: لا يُسْمِعُ فلانٌ أُذُناً جَمْشاً يعني أَدنى صوتٍ؛ يقال لِلَّذي لا يَقْبَل نُصْحاً ولا رُشْداً، ويقال للمُتَغابي المُتَصامِّ عنك وعمَّا يلزمه.
  قال: وقال الكلابي لا تَسْمَعُ أُذُنٌ جَمْشاً أَي هم في شيء يُصِمّهم يَشتغلون عن الاستماع إِليك، هذا من الجَمْش وهو الصوت الخفيّ.
  والجَمْش: ضربٌ من الحَلْب لجَمْشها بأَطراف الأَصابع.
  والجَمْش: المُغَازَلة ضرْبٌ بقَرْص ولعِب، وقد جَمَّشَه وهو يُجَمِّشها أَي يُقَرِّصُها ويُلاعِبُها.
  قال أَبو العباس: قيل للمُغازَلة تَجْميش من الجَمْش، وهو الكلام الخفيُّ، وهو أَن يقول لِهَواه: هَيْ هَيْ.
  والجَمْش: حَلْق النُّورة؛ وأَنشد:
  حَلْقاً كحَلْق الجَمِيش
  وجَمَش شَعره يَجْمِشُه ويَجْمُشه: حَلَقه.
  وجَمَشَت النُّورةُ الشعَرَ جَمْشاً: حَلَقَتْه، وجَمَشَتْ جِسْمَه: أَحْرَقَتْه.
  ونُورة جَمُوش وجَمِيش ورَكَبٌ جَمِيش: مَحْلوقٌ، وقد جَمَشه جَمْشاً؛ قال:
  قَدْ عَلِمَت ذاتُ جَمِيش، أَبْرَدُه ... أَحْمَى من التنُّور، أَحْمَى مُوقِدُه
  قال أَبو النجم:
  إِذا ما أَقْبَلَتْ أَحْوى جَمِيشاً ... أَتَيْتُ على حِيالِك فانْثَنَيْنا
  أَبو عمرو: الدردان المَحْلوق(٢).
  ابن الأَعرابي: قيل للرجُل جَمَّاش لأَنه يَطلب الرَّكَب الجَمِيش.
  والجَمِيش: المكانُ لا نبت فيه: وفي الحديث: بخَبْت الجميش، والخَبْتُ المَفازَة، وإِنما قيل له
(١) قوله [قال النابغة] كذا بالأَصل، وفي ياقوت: قال بدر بن حزان يخاطب النابغة.
(٢) قوله [الدردان المحلوق] كذا بالأَصل.