لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 276 - الجزء 6

  جَمِيش لأَنه لا نبات فيه كأَنه حَلِيق.

  وسنة جَمُوش: تُحْرِقُ النبات.

  غيرُه: سنةٌ جَمُوشٌ إِذا احْتَلَقَت النبت؛ قال رؤبة:

  أَو كاحْتِلاقِ النُّورَةِ الجَمُوشِ

  أَبو عمرو: الجِماشُ ما يُجْعَل تحت الطَّيِّ والجال في القَلِيب إِذا طُوِيت بالحجارة، وقد جَمَشَ يَجْمُشُ ويَجْمِشُ.

  وروي عن النبي، : لا يحلّ لأَحدكم من مالِ أَخيه شيءٌ إِلا بِطِيبة نَفْسِه، فقال عمرو ابن يثربيّ: يا رسول اللَّه، إِن لقيتُ غَنم ابن أَخي أَأَجْتَزِرُ منها شاةً؟ فقال: إِن لقيتَها نَعْجَةً تَحْمِل شَفرةً وزناداً بِخَبْت الجَمِيش فلا تَهِجْها؛ يقال: إِنَّ خَبْتَ الجَمِيش صحراءٌ واسعةٌ لا نبات لها فيكون الإِنسانُ بها أَشدَّ حاجةً إِلى ما يُؤكل، فقال: إِنْ لقِيتَها في هذا الموضع على هذه الحال فلا تَهِجْها، وإِنما خَصَّ خَبْتَ الجَمِيش بالذِّكْر لأَنَّ الإِنسانَ إِذا سلكه طالَ عليه وفَني زادُه واحتاج إِلى مال أَخيه المسلم، ومعناه إِن عَرَضَت لك هذه الحالة فلا تَعَرَّضْ إِلى نَعَمِ أَخيك بوجْه ولا سبَب، وإِن كان ذلك سهلاً، وهو معنى قوله تحمل شفرة وزناداً أَي معها آلة الذبح وآلة الشيِّ، وهو مثل قولهم: حَتْفَها تَحْمِل ضَأْنٌ بأَظلافِها، وقيل: خَبْتُ الجَمِيش كأَنه جُمِش أَي خُلِق.

  جنش: جَنَشَتْ نَفْسي: ارتفَعَت من الخوف؛ قال:

  إِذا النفوس جَنَشَت عِنْد اللَّحا

  ابن الأَعرابي: الجَنْش نزْحُ البئر.

  أَبو الفرج السُّلَمي: جَنَش القومُ القومَ وجمَشُوا لهم أَي أَقبَلوا إِليهم؛ وأَنشد:

  أَقول لعبّاس، وقد جَنَشَت لنا ... حُيَيٌ، وأَفْلَتْنا فُوَيتَ الأَظافر

  أَي فاتَ عن أَظفارنا.

  وفي النوادر: الجَنْش الغِلظ؛ وقال:

  يَوْماً مُؤَامَرات يوماً للجَنَش

  قال الأَزهري: وهو عِيدٌ لهم، قال: ويقال جَنَش فلانٌ إِليّ وجأَش وتَحَوَّرَ وهاشَ وأَرَزَ بمعنى واحد.

  جهش: جَهِش⁣(⁣١) وجَهَش للبُكاء يجهَش جهْشاً وأَجْهَش، كلاهما، استعدَّ له واسْتَعْبَرَ، والمُجْهِش الباكي نفْسُه.

  وجهَشت إِليه نفسُه جُهوشاً وأَجْهَشتْ، كلاهما: نَهَضت وفاظَت.

  وجَهَشت نفسي وأَجْهَشت إِذا نَهَضت إِليك وهَمَّت بالبُكاء.

  والجهْش: أَن يَفْزَع الإِنشان إِلى غيره وهو مع ذلك كأَنه يريد البكاء كالصبيّ يَفْزَع إِلى أُمه وأَبيه وقد تهيّأَ للبكاء؛ يقال: جهَش إِليه يجهَش.

  وفي الحديث: أَن النبي، ، كان بالحُدَيْبِية فأَصاب أَصحابَه عَطش، قالوا: فجَهَشنا إِلى رسول اللَّه، ؛ وكذلك الإِجْهاش.

  قال أَبو عبيد: وفيه لغة أُخرى: أَجْهَشت إِجْهاشاً؛ ومن ذلك قول لبيد:

  باتَتْ تشكَّى إِليَّ النفْسُ مُجْهِشة ... وقد حَملْتك سبْعاً بعد سَبْعِينا

  وقال الأُموي: أَجهَش إِذا تهيَّأَ للبُكاء.

  وفي حديث المولد قال: فَسابَّني فأَجْهَشْت بالبُكاء؛ أَراد فخَنَقَني فتَهيأْت للبكاء.

  وجهَش للشَّوق والحُزْن: تَهيَّأَ.

  وجهَش إِلى القوم جهْشاً: أَتاهم.

  والجَهْش: الصوت؛ عن كراع.

  والذي رواه أَبو عبيد الجَمْش.

  جوش: الجَوش: الصَّدْر مثل الجُؤْشوش، وقيل: الجوش الصدرُ من الإِنسان والليلِ، ومضى جَوْش من الليل أَي صدْر منه مثل جَرْش؛ قال رَبيعة بن


(١) قوله [جهش] هو كسمع ومنع كما في القاموس.