[فصل الحاء المهملة]
  والحَرِيش: دابة لها مخالب كمخالب الأَسد وقَرْنٌ واحد في وسَطِ هامَتِها، زاد الجوهري: يسميها الناس الكَرْكَدّن؛ وأَنشد:
  بها الحَرِيشُ وضِغْزٌ مائِل ضَبِرٌ ... يَلْوي إِلى رَشَحٍ منها وتَقْلِيص(١)
  قال الأَزهري: لا أَدري ما هذا البيت ولا أَعرف قائله؛ وقال غيره:
  وذو قَرْنِ يقال له حَرِيش
  وروى الأَزهري عن أَشياخه قال: الهِرْميس الكَرْكَدّن شيء أَعظمُ من الفيل له قَرْن، يكون في البحر أَو على شاطئه، قال الأَزهري: وكأَن الحَرِيش والهِرْميس شيء واحد، وقيل: الحَرِيش دُوَيْبَّة أَكبرُ من الدُّودة على قدر الإِصبع لها قوائم كثيرة وهي التي تسمى دَخّالَةَ الأُذُن.
  وحَرِيش: قَبِيلة من بني عامر، وقد سمَّت حَرِيشاً ومُحَرِّشاً وحِراشاً.
  حربش: أَفْعى حِرْبِشٌ وحِرْبيشٌ: كثيرة السّمّ خَشِنة المسّ شديدة صوتِ الجسدِ إِذا حَكَّت بعضها ببعض مُتَحَرِّشة.
  والحِرْبِيش: حية كالأَفعى ذاتُ قَرْنَين؛ قال رؤبة:
  غَضْبى كأَفعى الرِّمْثة الحِرْبِيش
  ابن الأَعرابي: هي الخَشْناء في صوتِ مشيها.
  الأَزهري: الحِرْبِش والحِرْبِشة الأَفعى، وربما شدَّدُوا فقالوا: حِرِبِّش وحِرِبِّشة.
  أَبو خيرة: من الأَفاعي الحِرْفش والحَرافش وقد يقول بعضُ العرب الحِرْبِش؛ قال ومن ثم قالوا:
  هل بلد الحِرْبِشِ إِلَّا حِرْبِشا؟
  حرفش: احْرَنْفش الدِّيكُ: تَهَيَّأَ للقتال وأَقام ريشَ عُنُقِه، وكذلك الرجُل إِذا تهيَّأَ للقتال والغضب والشرّ، وربما جاء بالخاء المعجمة.
  وقال هرم بن زيد الكلبي: إِذا أَحيا النَّاسُ فَأَخْصَبُوا قلنا قد أَكْلأَت الأَرضُ وأَخْصَبَ الناسُ واحْرَنْفَشَت العَنْزُ لأُخْتها ولَحِسَ الكلبُ الوَضَرَ، قال: واحْرِنْفاشُ العنْزِ ازبِيرارُها وتَنَصُّبُ شَعرِها وزيفَانُها في أَحد شِقَيْها لتَنْطَحَ صاحبتَها، وإِنما ذلك من الأَثَرِ حِينَ ازْدَهَت وأَعْجَبَتْها نفسُها، وتَلَحُّسُ الكلب الوَضَر لما يُفْضِلُون منه ويَدعُون من خِلاصِ السَّمْن فلا يأْكلونه من الخِصْبِ والسَّنَقِ، واحْرَنْقَشَ الكلبُ والهرُّ تهيَّأَ لمثل ذلك، واحْرَنْفَشَتِ الرجال إِذا صرع بعضهم بعضاً.
  والمُحْرَنْفِشُ: المُتَقَبِّضُ الغضبان.
  واحْرَنْفَش للشرّ: تهيّأَ له.
  أَبو خيرة: من الأَفاعي الحِرْفش والحرافش.
  حشش: الحَشِيش: يابِسُ الكَلإِ، زاد الأَزهري: ولا يقال وهو رطب حَشِيش، واحدته حَشِيشة، والطَّاقة منه حَشِيشة، والفِعْل الاحْتِشاش.
  وأَحَشَّ الكلأُ: أَمْكَنَ أَن يُجْمع ولا يقال أَجَزَّ.
  وأَحَشَّت الأَرضُ: كثر حَشِيشُها أَو صار فيها حَشِيش.
  والعُشْبُ: جِنْس لِلْخَلى والحشِيش، فالخَلى رَطْبُه، والحشِيشُ يابِسُه؛ قال ابن سيده: هذا قول جمهور أَهل اللغة، وقال بعضهم: الحشِيش أَخْضَرُ الكلإِ ويابسُه؛ قال: وهذا ليس بصحيح لأَن موضوعَ هذه الكلمة في اللغة اليُبْس والتقَبُّض.
  الأَزهري: العرب إِذا أَطْلَقوا اسم الحشِيش عَنَوْا به الخَلى خاصَّة، وهو أَجْوَدُ عَلَفٍ يَصْلُح الخَيْلُ عليه، وهي من خَيْر مراعِي النَّعَم، وهو عُرْوَةٌ في الجَدْب وعُقْدة في الأَزَمات، إِلا أَنه إِذا حالت
(١) قوله [يلوي إلى رشح] هكذا أَنشده هنا وأَنشده في مادة ضغز يأْوي إِلى رشف.