لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 361 - الجزء 6

  اللحم عليهما.

  ودابة نَهْشُ اليدين أَي خفيف، كأَنه أَخذ من نَهْشِ الحية؛ قال الراعي يصف ذئباً:

  مُتَوَضِّحَ الأَقْرابِ، فيه شُكْلَةٌ ... نَهْشَ اليدين، تَخالُه مَشْكولا

  وقوله تَخاله مَشْكولا أَي لا يستقيم في عَدْوِه كأَنه قد شُكِل بِشِكالٍ؛ قال ابن بري: صواب إِنشاد هذا البيت: نهشَ اليدين، بنصب الشين، لأَنه في صفة ذئب وهو منصوب بما قبله:

  وقْع الرَّبيعِ وقد تَقارَبَ خَطْوُه ... ورَأَى بعَقْوَتِه أَزَلَّ نَسولا

  وعَقْوَتُه: ساحتُه.

  والأَزَلُّ: الذئب الأَرْسحُ، والأَرْسَحُ: ضدُّ الأَسْته.

  والنَّسُولُ: من النَّسَلانِ وهو ضرب من العَدْوِ؛ وقال أَبو ذؤيب:

  يَعْدُو به نَهِش المُشَاشِ كأَنه ... صَدَعٌ سَلِيمٌ، رَجْعه لا يَظْلع

  ابن الأَعرابي: قد نَهَشَه الدهرُ فاحتاج.

  ابن شميل: نُهِشَت عضدُه أَي دَقَّتْ.

  والمَنْهُوشُ من الأَحْراج: القليلُ اللحم.

  وفي الحديث: من اكتَسَبَ مالاً من نَهاوِشَ كأَنه نَهَشَ من هنا وهنا؛ عن ابن الأَعرابي ولم يفسر نَهَشَ؛ قال ابن سيده: ولكنه عندي أَخَذَ.

  وقال ثعلب: كأَنه أَخَذَه من أَفواه الحيّات وهو أَن يكتِسِبَه من غير حِلِّه؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاء في رواية، بالنون، وهي المَظالمُ من قوله نهَشَه إِذا جهَدَه، فهو مَنْهوش، ويجوز أَن يكون من الهَوْشِ الخَلْطِ، قال: ويُقْضي بزيادة النون ويكون نظيرَ قولهم تَباذِيرَ وتخارِيبَ من التَبْذِير والخَرابِ.

  والمُنْتَهِشةُ من النساء: التي تخْمِشُ وجهَها عند المصيبة، والنَّهْشُ: له أَن تأْخذَ لحمَه بأَظفارِها.

  وفي الحديث: أَن رسول اللَّه، ، لعَنَ المُنْتَهِشةَ والحالِقةَ؛ ومن هذا قيل: نهَشَتْه الكِلابُ.

  نوش: ناشَه بيدِه يَنُوشُه نَوْشاً: تناوَله؛ قال دريد ابن الصمّة:

  فجئت إِليه، والرِّماحُ تَنُوشُه ... كوَقْعِ الصَّياصي في النَّسِيج المُمَدَّدِ

  والانْتِياشُ مثله؛ قال الراجز:

  باتتْ تَنُوشُ العَنَقَ انْتِياشا

  وتَناوَشَه كناشه.

  وفي التنزيل: وأَنَّى لهم التناوُشُ من مكان بعيد؛ أَي فكيف لهم أَن يتناوَلوا ما بعُد عنهم من الإِيمان وامتنع بعْد أَن كان مبذولاً لهم مقبولاً منهم.

  وقال ثعلب: التناوُش،.

  بلا همز، الأَخْذُ من قُرْب، والتناؤشُ، بالهمز، من بُعْد، وقد تقدم ذكره أَولَ الفصل.

  وقال أَبو حنيفة: التناوُش بالواو من قُرْب.

  قال اللَّه تعالى: وأَنى لهم التناوُشُ من مكان بَعِيد؛ قال أَبو عبيد: التَّناوُشُ بغير همز التَّناوُلُ والنَّوْشُ مثله، نُشْتُ أَنوشُ نَوْشاً.

  قال الفراء: وأَهل الخجاز تركوا همْزَ التَّناوُشِ وجعَلوه من نُشْتُ الشيء إِذا تَناوَلْته.

  وقد تَناوشَ القومُ في القِتال إِذا تناوَلَ بعضُهم بعضاً بالرّماح ولم يَتدانَوْا كلَّ التَّداني.

  وفي حديث قيس ابن عاصم: كُنْتُ أُناوِشُهم وأُهاوِشُهم في الجاهلية أَي أُقاتِلُهم؛ وقرأَ الأَعمش وحمزة والكسائي التناؤش بالهمز، يجعلونه من نَأَشْت وهو البُطْء؛ وأَنشد:

  وجِئْتَ نَئِيشاً بعْدَما فاتَك الخَبَرْ

  أَي بَطيئاً متأَخراً، مَنْ همز فمعناه كيف لهم بالحركة فيما لا جَدْوى له، وقد ذكر ذلك في ترجمة نأَش.

  قال الزجاج: التَّناوُشُ، بغير همز، التناوُلُ؛ المعنى وكيف لهم أَن يَتَناوَلوا ما كان مَبْذُولاً لهم وكان قريباً منهم فكيف يَتَناوَلونه حين بَعُدَ عنهم، يعني الإِيمان