لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 13 - الجزء 7

  لم تُحَل⁣(⁣١).

  قال: والحَرْقَصةُ الناقةُ الكريمة.

  حصص: الحَصُّ والحُصاصُ: شِدّةُ العَدْوِ في سرعة، وقد حَصَّ يَحُصُّ حَصّاً.

  والحُصاصُ أَيضاً: الضُّراطُ.

  وفي حديث أَبي هريرة: إِن الشيطان إِذا سَمِعَ الأَذانَ وَلَّى وله حُصاصٌ؛ روى هذا الحديث حماد بن سلمة عن عاصم بن أَبي النَّجُود، قال حماد: فقلت لعاصم: ما الحُصاصُ؟ قال: أَما رأَيتَ الحِمارَ إِذا صَرَّ بأُذُنيه ومَصَعَ بذَنبِه وعَدا؟ فذلك الحُصاصُ؛ قال الأَزهري: وهذا هو الصواب.

  وحَصَّ الجَلِيدُ النَّبْتَ يَحُصُّه: أَحْرَقَه، لغة في حَسّه.

  والحَصُّ: حَلْقُ الشعر، حَصَّه يَحُصُّه حَصّاً فَحَصَّ حصَصاً وانْحَصَّ والحَصَّ أَيضاً: ذهابُ الشعر سَحْجاً كما تَحُصُّ البَيْضةُ رأْسَ صاحبها، والفِعل كالفعل.

  والحاصّةُ: الداءُ الذي يَتَناثَرُ منه الشعر؛ وفي حديث ابن عمر: أَن امرأَة أَتته فقالت إِن ابْنتي عُريّسٌ وقد تمعّطَ شعرُها وأَمَرُوني أَن أُرَجِّلَها بالخَمْر، فقال: إِنْ فعلتِ ذاك أَلْقَى اللَّه في رأْسها الحاصّةَ؛ الحاصّةُ: هي العِلَّة ما تَحُصُّ الشعر وتُذْهِبه.

  وقال أَبو عبيد: الحاصّةُ ما تَحُصّ شعرها تَحْلِقه كله فتذهب به، وقد حَصّت البَيْضةُ رأْسَه؛ قال أَبو قيس بن الأَسْلت:

  قد حَصَّت البيضةُ رأْسي، فما ... أَذُوقُ نوماً غيرَ تَهْجاع

  وحصَّ شعَرُه وانْحَصَّ: انْجَرَدَ وتناثَرَ.

  وانْحَصَّ ورَقُ الشجر وانْحَتّ إِذا تناثر.

  ورجل أَحَصُّ: مُنْحَصُّ الشعرِ.

  وذنَبٌ أَحَصُّ: لا شِعْرَ عليه؛ أَنشد:

  وذنَب أَحَصّ كالمِسْواطِ

  قال أَبو عبيد: ومن أَمثالهم في إِفْلات الجبان من الهلاك بعد الإِشْفاء عليه: أُفْلِت وانْحَصَّ الذنَب، قال: ويُرْوى المثل عن معاوية أَنه كان أَرسل رسولًا من غَسّان إِلى مَلكِ الروم وجعل له ثلاث دِيات على أَن يُبادِرَ بالأَذانِ إِذا دخل مجلسه، ففعل الغسّانِيّ ذلك وعند الملِك بَطارِقتُه، فوَثَبُوا لِيَقْتلوه فنهاهم الملك وقال: إِنَّما أَراد معاوية أَن أَقْتُلَ هذا غَدْراً، وهو رسول، فَيَفْعَل مثل ذلك مع كل مُسْتأْمَنٍ مِنّا؛ فلم يَقْتله وجَهّزه وردّه، فلما رآه معاوية قال: أُفْلِتَ وانحصّ الذنب أَي انقطع، فقال: كلا إِنه لَبِهُلْبه أَي بشَعَره، ثم حدَّثه الحديث، فقال معاوية: لقد أَصابَ ما أَردْتُ؛ يُضْرب مثلًا لمن أَشْفى على الهلاك ثم نَجا؛ وأَنشد الكسائي:

  جاؤوا من المِصْرَينِ باللُّصوصِ ... كل يَتِيمٍ ذي قَفاً مَحْصوصِ

  ويقال: طائر أَحَصُّ الجناحِ؛ قال تأَبّط شرّاً:

  كأَنَّما حَثْحَثُوا حُصّاً قَوادِمُه ... أَو بِذي مِّ خَشْفٍ أُشَثٍّ وطُبّاقِ⁣(⁣٢)

  اليزيدي: إِذا ذهب الشعر كله قيل: رجل أَحَصُّ وامرأَةَ حصّاءُ.

  وفي الحديث: فجاءت سنَةٌ حصّت كلَّ شيء أَي أَذْهَبَتْه.

  والحَصُّ: إِذهابُ الشعر عن الرأْس بحَلْقٍ أَو مرض.

  وسنَة حَصَّاء إِذا كانت جَدْبة قليلةَ النبات، وقيل: هي التي لا نبات فيها؛ قال الحطيئة:

  جاءَتْ به من بِلادِ الطُّورِ تَحْدُره ... حَصّاء، لم تَتَّرِكْ دُونَ العَصا شَذَبا

  وهو شبيه بذلك.

  الجوهري: سنة حَصّاء أَي جَرْداءُ لا خيرَ فيها؛ قال جرير:


(١) قوله [لم تحل] أي لم يحل معناها ابن سيده.

(٢) قوله: أو بذي الخ: هكذا في الأَصل وهو مختل الوزن، وفيه تحريف.