لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 340 - الجزء 1

  ونزَلنا بِحيبةٍ من الأَرض وحُوبةٍ أَي بأَرض سوءٍ.

  أَبو زيد: الحُوبُ: النَّفْسُ، والحَوْباءُ: النفس، ممدودةٌ ساكنةُ الواو، والجمع حَوْباواتٌ؛ قال رؤْبة:

  وقاتِلٍ حَوْباءَه من أَجْلي ... ليس له مِثْلي، وأَينَ مِثْلي؟

  وقيل: الحَوْباءُ رُوعُ القَلْبِ؛ قال:

  ونَفْسٍ تَجُودُ بحَوْبائها

  وفي حديث ابنِ العاص: فَعَرَفَ أَنه يريدُ حَوْباءَ نَفْسه.

  والحَوْبُ والحُوبُ والحابُ: الإِثْمُ، فالحَوْبُ، بالفتح، لأَهْلِ الحجاز، والحُوبُ، بالضم، لتَميمٍ، والحَوْبةُ: المَرَّة الواحدة منه؛ قال المخبل:

  فَلا يَدْخُلَنَّ، الدَّهْرَ، قَبرَكَ، حَوْبَةٌ ... يَقُومُ، بها، يَوماً، عَليْكَ حَسيبُ

  وقد حَابَ حَوباً وحِيبَةً.

  قال الزجاج: الحُوبُ الإِثْمُ، والحَوْبُ فِعْلُ الرَّجُلِ؛ تقولُ: حابَ حَوْباً، كقولك: قد خانَ خَوناً.

  وفي حديث أَبي هريرة، ¥، أَنّ النبي، ، قال: الرِّبا سَبْعُونَ حَوباً، أَيْسَرُها مِثْلُ وُقُوعِ الرجُلِ على أُمِّه، وأَرْبَى الرِّبا عِرْض المُسْلِمِ.

  قال شمر: قوله سَبْعون حَوْباً، كأَنَّه سبعون ضرباً من الإِثْمِ.

  الفرَّاءُ في قوله تعالى إنه كان حُوباً: الحُوبُ الإِثم العظيم.

  وقرأَ الحسن: انَّه كان حَوْباً؛ وروى سعد عن قَتادة أَنه قال: انَّه كان حُوباً أَي ظُلْماً.

  وفلان يَتَحوَّب من كذَا أَي يتَأَثَّم.

  وتَحَوَّب الرجُل: تَأَثَّمَ.

  قال ابن جني: تَحَوَّبَ تَرَكَ الحُوبَ، من باب السَّلْبِ، ونَظِيرُه تأَثَّمَ أَي تَرَكَ الإِثْمَ، وإن كانَ تَفَعَّل لِلإِثباتِ أَكْثرَ منه، للسلب، وكذلك نحو تَقَدَّم وتأَخَّر، وتعَجَّل وتأَجَّل.

  وفي الحديث: كان إذا دَخَلَ إلى أَهْلِه قال: تَوْباً تَوْباً، لا يُغادِرُ عَلَيْنا حَوْباً.

  ومنه الحديث: إنَّ الجَفاءَ والحَوْبَ في أَهْلِ الوبرِ والصُّوفِ.

  وتَحَوَّب من الإِثمِ إذا تَوَقَّاه، وأَلقى الحَوْبَ عن نفسِه.

  ويقال: حُبْتَ بكذا أَي أَثِمْتَ، تَحوبُ حَوْباً وحَوْبَة وحِيابَةً؛ قال النابغة⁣(⁣١):

  صَبْراً، بَغِيض بنَ رَيْثٍ؛ انَّها رَحِمٌ ... حُبْتُمْ بها، فأَناخَتْكُمْ بجَعْجَاعِ

  وفلانٌ أَعَقُّ وأَحْوَبُ.

  قال الأَزهري: وبنو أَسد يقولون: الحائِبُ للقاتِل، وقد حَاب يحُوبُ.

  والمُحَوِّب والمُتَحَوِّبُ الذي يَذْهَب مالُه ثم يَعودُ.

  الليث: الحَوْبُ الضَّخمُ من الجِمالِ؛ وأَنشد:

  ولا شَرِبَتْ في جِلْدِ حَوْب مُعَلَّبِ

  قال: وسُّمِّيَ الجَمَلُ حَوْباً بزَجْره، كما سُمِّيَ البَغْلُ عَدَساً بزَجْرِه، وسُمِّيَ الغُراب غاقاً بصَوْتِه.

  غيره: الحَوْبُ الجَمَلُ، ثم كَثُر حتى صارَ زجْراً له.

  قال الليث: الحَوْبُ زَجْرُ البَعير ليَمْضِيَ، وللنَّاقةِ: حَلْ، جَزْمٌ، وحَلٍ وحَلي.

  يقال للبَعير إذا زُجِرَ: حَوْبَ، وحوبِ، وحَوْبُ، وحابِ.


(١) قوله [قال النابغة الخ] سيأتي في مادة جعع عزو هذا البيت لنهيكة الفزاري.