لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الحاء المهملة]

صفحة 339 - الجزء 1

  اللَيْلَة؛ التَّحَوُّبُ: صَوْتٌ مع تَوَجعٍ، أَراد به شدَّةَ صِياحِه بالدُّعاءِ؛ ورِحَالَنَا مصوبٌ على الظُّرْفِ.

  والحَوْبَةُ والحِيبَة: الهَمُّ والحُزْنُ.

  وفي حديث عُرْوَة لمَّا ماتَ أَبُو لَهَبٍ: أُرِيَه بعضُ أَهْلِه بشَرِّ حِيبَةٍ أَي بشَرِّ حالٍ.

  والحِيبَةُ والحَوْبَة: الهَمُّ والحُزْنُ.

  والحِيبَة أَيضاً: الحاجَةُ والمَسْكَنة؛ قال طُّفَيْل الغَنَوي:

  فَذُوقُوا كما ذُقْنا، غَداةَ مُحَجَّرٍ ... مِنَ الغَيْظِ، في أَكْبادِنا، والتَّحَوُّبِ

  وقال أَبو عبيد: التَّحَوُّبُ في غير هذا التَّأَثُّم من الشيءِ، وهو من الأَوَّلِ، وبعضُه قريبٌ من بعض.

  ويقال لابنِ لآوَى: هو يَتَحَوَّبُ، لأَنَّ صَوْتَه كذلك، كأَنه يَتَضَوَّرُ.

  وتحَوَّبَ في دعائه: تَضَرَّعَ.

  والتَّحَوُّب أَيضاً: البكاءُ في جَزَعٍ وصِياحٍ، ورُبَّما عَمَّ به الصِّياحَ؛ قال العجاج:

  وصَرَّحَتْ عنه، إذا تحوَّبا ... رواجبُ الجوفِ السحيلَ الصُّلَّبا⁣(⁣١)

  ويقال: تحَوَّبَ إذا تَعَبَّد، كأَنه يُلْقِي الحُوبَ عن نَفسِه، كما يقال: تَأَثَّمَ وتحَنَّثَ إذا أَلْقَى الحَنْثَ عن نَفْسِه بالعِبادةِ؛ وقال الكُمَيْت يذكر ذِئْباً سَقاه وأَطْعَمَه:

  وصُبَّ له شَوْلٌ، مِن الماءِ، غائرٌ ... به كَفَّ عنه، الحِيبةَ، المُتَحَوِّبُ

  والحِيبة: ما يُتَأَثَّم منه.

  وفي حديث النبي، : اللهم اقْبَلْ تَوْبَتِي، وارْحَمْ حَوْبَتِي؛ فحَوْبَتِي، يجوز أَن تكون هنا توَجُّعِي، وأَن تكونَ تَخَشُّعِي وتَمَسْكُنِي لَكَ.

  وفي التهذيب: رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي واغْسِلْ حَوْبَتِي.

  قال أَبو عبيد: حَوْبَتِي يَعْنِي المَأْثمَ، وتُفْتَح الحاء وتُضَم، وهو من قوله ø: إنه كان حُوباً كَبيراً.

  قال: وكل مَأْثَمٍ حُوبٌ وحَوْبٌ، والواحدة حَوْبةٌ؛ ومنه الحديث الآخر: أَن رجُلاً أَتَى النبيَّ، ، فقال: إني أَتيتُك لأُجاهِدَ مَعَكَ؛ فقال: أَلَكَ حَوْبةٌ؟ قال: نعم.

  قال: فَفِيها فجاهِدْ.

  قال أَبو عبيد: يعني ما يَأْثَمُ به إنْ ضَيَّعه من حُرْمةٍ.

  قال: وبعضُ أَهلِ العِلْمِ يَتَأَوّلُه على الأُمِّ خاصَّةٌ.

  قال: وهي عندي كلُّ حُرْمةٍ تَضِيعُ إن تَركَها، مَن أُمٍّ أَو أُخْتٍ أَو ابْنةٍ أَو غيرها.

  وقولهم: إنما فلانٌ حَوْبةٌ أَي ليس عنده خيرٌ ولا شرٌّ.

  ويقال: سمعتُ من هذا حَوْبَيْنِ، ورأَيتُ منه حَوْبَيْن أَي فَنَّيْن وضَرْبَيْن؛ وقال ذو الرمة:

  تَسْمَعُ، من تَيْهائه الأَفْلالِ ... حَوْبَينِ من هَماهِمِ الأَغْوالِ

  أَي فنَّيْن وضَرْبَين، وقد رُوِيَ بيتُ ذي الرُّمَّة بفتح الحاء.

  والحَوْبَة والحُوبة: الرجُلُ الضَّعيفُ، والجمع حُوَب، وكذلك المرأَة إذا كانت ضعِيفة زَمِنة.

  وبات فلانٌ بِحيبةُ سوءٍ وحَوبةِ سوءٍ أَي بحالِ سُوءٍ؛ وقيل: إذا باتَ بِشِدَّةٍ وحالٍ سَيِّئةٍ لا يقال إلا في الشَّر؛ وقد استُعمل منه فعْلٌ قال:

  وإن قَلُّوا وحابُوا


(١) قوله [وصرحت عنه الخ] هو هكذا في الأَصل وانظر ديوان العجاج.