لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 53 - الجزء 7

  وفي حديث قُسّ: في عَرَصات جَثْجاث؛ العَرَصاتُ: جمع عَرْصة، وقيل: هي كل موضع واسع لا بناء فيه.

  والعَرّاصُ من السحاب: ما اضْطرب فيه البرقُ وأَظَلَّ من فوقُ فقَرُب حتى صار كالسَّقْف ولا يكون إِلا ذا رعدٍ وبَرْقٍ، وقال اللحياني: هو الذي لا يسكن برقُه؛ قال ذو الرمة يصف ظَليماً:

  يَرْقَدُّ في ظِلّ عَرّاصٍ، ويَطْرُدُه ... حَفِيفُ نافجةٍ، عُثْنونُها حَصِبُ

  يرقَدّ: يُسْرِع في عَدْوِه.

  وعُثْنونُها: أَوَّلُها.

  وحَصِبٌ: يأْتي بالحَصْباء.

  وعَرِصَ البَرْقُ عَرَصاً واعْتَرَصَ: اضطرب.

  وبرق عَرِصٌ وعرّاصٌ: شديد الاضطراب والرعدِ والبرقِ.

  أَبو زيد: يقال عَرَصَت السماءُ تَعْرِصُ عَرْصاً أَي دامَ برْقُها.

  ورُمْحٌ عَرّاصٌ: لَدْن المَهَزّة إِذا هُزّ اضطرب؛ قال الشاعر:

  من كل أَسْمَرَ عَرّاصٍ مَهَزّته ... كأَنه بِرَجا عادِيّةٍ شَطَنُ

  وقال الشاعر:

  من كل عَرّاصٍ إِذا هُزَّ عَسَلْ

  وكذلك السيف؛ قال أَبو محمد الفقعسي:

  من كلّ عَرّاصٍ إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ ... مثل قُدَامى النَّسْرِ ما مَسَّ بَضَعْ

  يقال: سَيْفٌ عَرّاصٌ، والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر؛ قال الشاعر في العَرَصِ والعَرِصِ:

  يُسِيلُ الرُّبى، واهي الكُلى، عَرِصُ الذُّرى ... أَهِلَّةُ نَضّاخِ النَّدَى سابِغُ القَطْرِ

  والعَرَصُ والأَرَنُ: النَّشاطُ، والتَّرَصُّع مثله.

  وعَرِصَ الرجلُ يَعْرَص عَرَصاً واعْتَرَصَ: نَشِطَ، وقال اللحياني: هو إِذا قَفَزَ ونَزا، والمَعْنيانِ مُتَقاربانِ.

  وعَرِصَت الهِرَّةُ واعْتَرَصَت: نَشِطَت واسْتَنَّتْ؛ حكاه ثعلب؛ وأَنشد:

  إِذا اعْتَرَصْتَ كاعْتِراصِ الهِرّه ... يُوشِك أَن تَسْقُط في أُفُرّه

  الأُفُرّةُ: البَلِيّةُ والشدّةُ.

  وبَعِيرٌ مُعَرَّصٌ: للذي ذلّ ظهرُه ولم يَذِلَّ رأْسُه.

  ويقال: تركتُ الصِّبْيانَ يَلْعبُون ويَمْرَحُونَ ويَعْتَرِصُونَ.

  وعَرِصَ القومُ عَرَصاً: لَعِبوا وأَقبلوا وأَدبروا يُحْضِرُونَ.

  ولَحْمٌ مُعَرَّصٌ أَي مُلْقىً في العَرْصة للجُفوفِ؛ قال المخبَّل:

  سَيَكْفِيكَ صَرْبَ القومِ لحمٌ مُعَرَّصٌ ... وماءٌ قُدورٍ، في القِصاع، مَشِيبُ

  ويروى مُعَرَّضٌ، بالضاد، وهذا البيت أَورده الأَزهري في التهذيب للمخبَّل فقال: وأَنشد أَبو عبيدة بيت المُخَبَّل، وقال ابن بري: هو السُّليك بن السُّلَكة السعدي.

  وقيل: لحم مُعَرَّصٌ أَي مُقَطَّع، وقيل: هو الذي يُلْقى على الجمرِ فيختلط بالرماد ولا يجود نُضْجُه، قال: فإِن غَيَّبْتَه في الجمر فهو مَمْلولٌ، فإِن شَوَيْتَه فوق الجمر فهو مُفْأَدٌ وفَئِيد، فإِن شُوي على الحجارة المُحْماة فهو مُحْنَذٌ وحَنِيذ، وقيل: هو الذي لم يُنْعَمْ طَبْخُه ولا إِنْضاجُه.

  قال ابن بري: يقال عَرَّصْت اللحم إِذا لم تُنْضِجْه، مطبوخاً كان أَو مَشْويّاً، فهو مُعَرَّصٌ.

  والمُضَهَّبُ: ما شُوِي على النارِ ولم ينضج.