لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الغين المعجمة]

صفحة 62 - الجزء 7

  والشِّعْرَى الغَمُوص والغُمَيْصاء ويقال الرميصاء: من منازل القمر، وهي في الذراع أَحد الكوكبين، وأُخْتُها الشعرى العَبُور، وهي التي خَلْف الجوزاءِ، وإِنما سميت الغُمَيْصاء بهذا الاسم لصِغرَها وقلة ضوئها من غَمَصِ العين، لأَن العين إِذا رَمِصَت صَغُرت.

  قال ابن دريد: تزعم العرب في أَخبارها أَن الشِّعْرَيَين أُخْتا سُهَيْلٍ وأَنها كانت مجتمعة، فانحدَرَ سُهَيْلٌ فصار يمانيّاً، وتَبِعَتْه الشعرى اليمانية فعَبَرت البحرَ فسُمِّيت عبُوراً، وأَقامت الغُمَيصاءُ مكانَها فبَكَتْ لِفَقْدِهما حتى غَمِصت عينُها، وهي تصغير الغَمْصاء، وبه سميت أُم سليم الغَمْصاء، وقيل: إِن العَبُور ترى سُهَيلًا إِذا طلَع فكأَنّها تَسْتَعْبر، والغُمَيصاء لا تراه فقد بَكتْ حتى غَمِصت، وتقول العرب أَيضاً في أَحاديثها: إِن الشعرى العَبور قطعت المَجَرَّةَ فسميت عَبُوراً، وبكت الأُخرى على إِثْرها حتى غَمِصَت فسميت الغُمَيصاء.

  وفي الحديث في ذكر الغُمَيصاء: هي الشعرى الشاميّةُ وأَكبرُ كوكبي الذراع المقبوضة.

  والغُمَيْصاءُ: موضع بناحية البحر.

  وقال الجوهري: الغُمَيْصاء اسم موضع، ولم يُعَيّنْه.

  قال ابن بري: قال ابن ولَّاد في المقصور والممدود في حرف الغين: والغُمَيْصاء موضع، وهو الموضع الذي أَوْقَعَ فيه خالدُ بنُ الوليد ببَني جَذِيمةَ من بني كنانة؛ قالت امرأَة منهم:

  وكائِنْ تَرى يوم الغُمَيْصاء من فَتىً ... أُصِيبَ، ولم يَجْرَحْ، وقد كان جارحا

  وأَنشد غيره في الغُمَيْصاء أَيضاً:

  وأَصبحَ عنّي بالغُمَيْصاء جالساً ... فَرِيقانِ: مسؤولٌ، وآخَرُ يَسْأَلُ

  قال ابن بري: وفي إِعرابه إِشكال وهو أَن قوله فريقان مرفوع بالابتداء ومسؤول وما بعده بدل منه وخبرُ المبتدأ قوله بالغُمَيْصاء وعني متعلق بيسأَل وجالساً حال والعامل فيه يسأَل أَيضاً، وفي أَصبح ضمير الشأْن والقصة، ويجوز أَن يكون فريقان اسمَ أَصبح وبالغميصاء الخبر، والأَول أَظهر.

  والغُمَيْصاءُ: اسم امرأَة.

  غنص: أَبو مالك عمرو بن كِرْكِرَة: الغَنَصُ ضِيقُ الصَّدْرِ.

  يقال: غَنَصَ صَدْرُه غُنوصاً.

  غوص: الغَوْصُ: النُّزولُ تحت الماء، وقيل: الغَوْصُ الدخولُ في الماء، غاصَ في الماء غَوْصاً، فهو غائصٌ وغَوّاصٌ، والجمع غاصَة وغَوّاصُون.

  الليث: والغَوْصُ موضع يُخْرَج منه اللؤلؤ.

  والغَوّاصُ: الذي يَغُوصُ في البحر على اللؤلؤ، والغاصةُ مُسْتخرجُوه، وفعله الغِياصة.

  قال الأَزهري: يقال للذي يَغُوصُ على الأَصداف في البحر فيستخرجها غائصٌ وغَوّاصٌ، وقد غاصَ يغُوصُ غَوْصاً، وذلك المكان يقال له المَغاصُ، والغَوْصُ فعل الغائص، قال: ولم أَسمع الغَوْصَ بمعنى المَغاصِ إِلا لليث.

  وفي الحديث: إِنه نَهَى عن ضَرْبةِ الغائص، هو أَن يقول له أَغُوصُ في البحر غَوْصةً بكذا، فما أَخْرَجْتُه فهو لك، وإِنما نَهَى عنه لأَنه غَرَرٌ.

  والغَوْصُ: الهجوم على الشيء، والهاجِمُ عليه غائصٌ.

  والغائصة: الحائضُ التي لا تُعْلِم أَنها حائض.

  والمُتَغَوِّصةُ: التي لا تكون حائضاً فتخبر زوجها أَنها حائض.

  وفي الحديث: لُعِنَت الغائصةُ والمُتَغَوِّصة، وفي رواية: والمُغَوِّصة، فالغائصة الحائض التي لا تُعْلِم زَوْجَها أَنها حائض ليجتَنِبَها فيُجامِعُها وهي حائض، والمُغَوِّصة التي لا تكون حائضاً فتكذِبُ فتقول لزوجها إِني حائض.