لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء الموحدة]

صفحة 117 - الجزء 7

  حديث خزيمة وذكر السنَّةَ المُجدبة: أَيْبَسَت بارِضَ الوَدِيس؛ البارِضُ: أَول ما يبدو من النبات قبل أَن تُعرف أَنواعُه، والوَدِيسُ ما: غَطَّى وجه الأَرض من النبات.

  ابن سيده: والبارِضُ من النبات بعد البَذْرِ؛ عن أَبي حنيفة، وقد بَرَضَ النباتُ يَبْرُضُ بُروضاً.

  وتَبرَّضَتِ الأَرضُ: تبيَّن نبتها.

  ومكان مُبْرِضٌ إِذا تعاوَنَ بارِضُه وكَثُرَ.

  الجوهري: البَرْضُ القليل وكذلك البُراضُ، بالضم.

  وماءٌ بَرْضٌ: قليلٌ وهو خلاف العَمْر، والجمع بُرُوضٌ وبِرَاضٌ وأَبْراضٌ.

  وبَرَضَ يَبْرِضُ ويَبْرُضُ بَرْضاً وبُرُوضاً: قلَّ، وقيل: خرج قليلًا قليلًا.

  وبئر بَرُوضٌ: قليلة الماء.

  وهو يَتَبَرَّضُ الماءَ: كلما اجتمع منه شيء غَرَفَه.

  وتَبَرَّضْتُ ماءَ الحِسْي إِذا أَخذته قليلًا قليلًا.

  وثَمْد بَرْضٌ: ماؤه قليل؛ وقال رؤبة:

  في العِدِّ لم يَقْدَحْ ثِماداً بَرْضَا

  وبَرَضَ الماءُ من العين يَبْرُضُ أَي خرج وهو قليل.

  وبَرَضَ لي من ماله يَبْرُضُ ويَبْرِضُ بَرْضاً أَي أَعطاني منه شيئاً قليلًا.

  وتَبَرَّضَ ما عنده: أَخذ منه شيئاً بعد شيءٍ.

  وتبرَّضْت فلاناً إِذا أَخذت منه الشيءَ بعد الشيء وتبلَّغْت به.

  والتَّبَرُّضُ والابْتِراضُ: التبلُّغ في العيش بالبُلْغة وتطلُّبه من هنا وهنا قليلًا قليلًا.

  وتَبَرَّضَ سَمَلَ الحوضِ إِذا كان ماؤُه قليلًا فأَخذته قليلًا قليلًا؛ قال الشاعر:

  وفي حِياضِ المَجْدِ فامْتَلأَتْ به ... بالرِّيِّ، بعد تَبَرُّضِ الأَسْمال

  والتَّبرُّضُ: التبلُّغُ بالقليل من العيش.

  وتَبرَّضَ حاجته: أَخذها قليلًا قليلًا.

  وفي الحديث: ماءٌ قليل يتَبرَّضُه الناسُ تَبَرُّضاً أَي يأْخذونه قليلًا قليلًا.

  والبَرْضُ: الشيء القليل؛ وقول الشاعر:

  وقد كنتُ برَّاضاً لها قبل وَصْلِها ... فكيفَ ولَدَّت حَبْلَها بِحِبالِيا؟⁣(⁣١)

  معناه قد كنت أُنِيلُها الشيءَ قبل أَن واصلَتْني فكيف وقد عَلِقْتها اليوم وعَلِقَتْني؟ ابن الأَعرابي: رجل مَبْروض ومَضْفُوه ومَطفوه ومَضْفوفٌ ومَحْدود إِذا نَفِد ما عنده من كثرة عطائه.

  والبُرْضة: ما تَبرَّضْت من الماء.

  وبَرَضَ له يَبْرِضُ ويَبْرُضُ بَرْضاً: قلَّلَ عطاءَه.

  أَبو زيد: إِذا كانت العطيةُ يَسيرة قلت بَرَضْت له أَبْرُضُ وأَبرِضُ بَرْضاً.

  ويقال: إِن المال لَيَتَبَرَّضُ النبات تَبرُّضاً، وذلك قبل أَن يطُول ويكون فيه شِبَعُ المال، فإِذا غطى الأَرض ورَقاً فهو جَمِيمٌ.

  والبُرْضةُ: أَرض لا تُنْبِتُ شيئاً، وهي أَصغر من البَلُّوقة.

  والمُبْرِضُ والبَرّاضُ: الذي يأْكل كل شيءٍ من ماله ويُفْسِده.

  والبَرّاضُ بن قيس: الذي هاجت به حربُ عُكاظ، وقيل: هو أَحد فُتّاك العرب معروف من بني كنانة، وبِفَتْكِه قام حربُ الفِجَار بين بني كنانة وقيس عيلان لأَنه قتل عُرْوة الرحال القيسي؛ وأَما قول امرئ القيس:

  فَوادِي البَدِيِّ فانْتَحَى لليَرِيض

  فإِن اليَرِيضَ، بالياء قبل الراء، وهو واد بعينه، ومن رواه البريض، بالباء، فقد صحَّف، واللَّه أَعلم.

  بضض: بَضَّ الشيءُ: سال.

  وبَضَّ الحَسْيُ وهو يَبِضُّ بَضِيضاً إِذا جعل ماؤُه يخرج قليلًا.

  وفي حديث تبوك: والعين تَبِضُّ بشيء من ماء.

  وبَضَّت


(١) قوله: ولدّت حبلها، هكذا في الأَصل.