لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 178 - الجزء 7

  أَي سَقَوْهُم لبناً رَقِيقاً.

  وفي حديث أَبي بكر وأَضْيافِه: وقد عُرِضُوا فأَبَوْا؛ هو بتخفيف الراء على ما لم يسم فاعله، ومعناه أُطْعِمُوا وقُدِّمَ لَهم الطَّعامُ، وعَرَّضَ فلان إِذا دام على أَكل العَرِيضِ، وهو الإِمَّرُ.

  وتَعَرَّضَ الرّفاقَ: سأَلَهم العُراضاتِ.

  وتَعَرَّضْتُ الرّفاقَ أَسْأَلُهُم أَي تَصَدَّيْتُ لهم أَسأَلهم.

  وقال اللحياني: تَعَرَّضْتُ مَعْروفَهم ولِمَعْرُوفِهم أَي تَصَدَّيْتُ.

  وجعلت فلاناً عُرْضةً لكذا أَي نَصَبْتُه له.

  والعارِضةُ: الشاةُ أَو البعير يُصِيبه الداء أَو السبع أَو الكسر فَيُنْحَرُ.

  ويقال: بنو فلان لا يأْكلون إِلا العَوارِض أَي لا ينحرون الإِبل إِلا من داء يُصِيبها، يَعِيبُهم بذلك، ويقال: بنو فلان أَكَّالُونَ لِلْعَوارِضِ إِذا لم يَنْحَرُوا إِلا ما عَرَضَ له مَرَضٌ أَو كسْرٌ خوفاً أَن يموت فلا يَنْتَفِعُوا به، والعرب تُغَيِّرُ بأَكله.

  ومنه الحديث: أَنه بعث بُدْنَه مع رجل فقال: إِنْ عُرِضَ لها فانْحَرْها أَي إِن أَصابَها مرض أَو كسر.

  قال شمر: ويقال عَرَضَتْ من إِبل فلان عارِضةٌ أَي مَرِضَتْ وقال بعضهم: عَرِضَتْ، قال: وأَجوده عَرَضَتْ؛ وأَنشد:

  إِذا عَرَضَتْ مِنها كَهاةٌ سَمِينةٌ ... فَلا تُهْدِ مِنْها، واتَّشِقْ وتَجَبْجَبِ

  وعَرَضَتِ الناقةُ أَي أَصابها كسر أَو آفة.

  وفي الحديث: لكم في الوظيفة الفَرِيضةُ ولكم العارِضُ؛ العارض المريضة، وقيل: هي التي أَصابها كسر.

  يقال: عرضت الناقة إِذا أَصابها آفةٌ أَو كسر؛ أَي إِنا لا نأْخُذُ ذاتَ العَيْب فَنَضُرَّ بالصدَقةِ.

  وعَرَضَت العارِضةُ تَعْرُضُ عَرْضاً: ماتتْ من مَرَض.

  وتقول العرب إِذا قُرِّبَ إِليهم لحم: أَعَبيطٌ أَم عارضة؟ فالعَبيط الذي يُنحر من غير علة، والعارضة ما ذكرناه.

  وفلانة عُرْضةٌ للأَزواج أَي قويّة على الزوج.

  وفلان عُرْضةٌ للشرّ أَي قوي عليه؛ قال كعب بن زهير:

  مِنْ كلِّ نَضَّاخةِ الذفْرَى، إِذا عَرِقَتْ ... عُرْضَتُها طامِسُ الأَعْلامِ مَجْهُولُ

  وكذلك الاثنان والجَمع؛ قال جرير:

  وتلْقَى حبالى عُرْضةً لِلْمراجِمِ⁣(⁣١)

  ويروى: جبالى.

  وفُلانٌ عُرْضةٌ لكذا أَي مَعْرُوضٌ له؛ أَنشد ثعلب:

  طَلَّقْتهنّ، وما الطلاق بِسُنّة ... إِنّ النِّساءَ لَعُرْضةُ التَّطْلِيقِ

  وفي التنزيل: ولا تَجْعَلُوا اللَّه عُرْضةً لأَيْمانِكم أَنْ تَبَرُّوا وتتقوا وتُصْلِحُوا؛ أَي نَصْباً لأَيْمانِكُم.

  الفراء: لا تجعلوا الحلف باللَّه مُعْتَرِضاً مانِعاً لكم أَن تَبَرُّوا فجعل العُرْضةَ بمعنى المُعْتَرِض ونحو ذلك، قال الزجاج: معنى لا تجعلوا اللَّه عرضة لأَيمانكم أَنّ موضع أَن نَصْبٌ بمعنى عُرْضةً، المعنى لا تَعْتَرِضُوا باليمين باللَّه في أَن تَبَرُّوا، فلما سقطت في أَفْضَى معنى الاعْتِراضِ فَنَصَبَ أَن، وقال غيره: يقال هم ضُعَفاءُ عُرْضةٌ لكل مَتَناوِلٍ إِذا كانوا نُهْزةً لكل من أَرادهم.

  ويقال: جَعَلْتُ فلاناً عُرْضةً لكذا وكذا أَي نَصَبْته له؛ قال الأَزهري: وهذا قريب مما قاله النحويون لأَنه إِذا نُصِبَ فقد صار معترضاً مانعاً، وقيل: معناه أَي نَصْباً معترضاً لأَيمانكم كالغَرَض الذي هو عُرضةٌ للرُّماة، وقيل: معناه قوّةٌ لأَيمانكم


(١) قوله [وتلقى الخ] كذا بالأَصل.