لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل العين المهملة]

صفحة 179 - الجزء 7

  أَي تُشَدِّدُونها بذكر اللَّه.

  قال: وقوله عُرْضةً فُعْلة من عَرَضَ يَعْرِضُ.

  وكل مانِعٍ مَنَعَك من شغل وغيره من الأَمراضِ، فهو عارِضٌ.

  وقد عَرَضَ عارِضٌ أَي حال حائلٌ ومَنَعَ مانِعٌ؛ ومنه يقال: لا تَعْرِضْ ولا تَعْرَض لفلان أَي لا تَعْرِض له بمَنْعِك باعتراضِك أَنْ يَقْصِدَ مُرادَه ويذهب مذهبه.

  ويقال: سلكت طَريق كذا فَعَرَضَ لي في الطريق عارض أَي جبل شامخ قَطَعَ عَليَّ مَذْهَبي على صَوْبي.

  قال الأَزهري: وللعُرْضةِ معنى آخر وهو الذي يَعْرِضُ له الناس بالمكروه ويَقَعُونَ فيه؛ ومنه قول الشاعر:

  وإِنْ تَتْرُكوا رَهْطَ الفَدَوْكَسِ عُصْبةً ... يَتَامى أَيَامى عُرْضةً للْقَبائِلِ

  أَي نَصْباً للقبائل يَعْتَرِضُهم بالمكْرُوه مَنْ شاءَ.

  وقال الليث: فلان عُرْضةٌ للناس لا يَزالون يَقَعُونَ فيه.

  وعَرَضَ له أَشَدَّ العَرْضِ واعْتَرَضَ: قابَلَه بنفسه.

  وعَرِضَتْ له الغولُ وعَرَضَت، بالكسر والفتح، عَرَضاً وعَرْضاً: بَدَتْ.

  والعُرْضِيَّةُ: الصُّعُوبَةُ، وقيل: هو أَن يَرْكَبَ رأْسه من النَّخْوة.

  ورجل عُرْضِيٌّ: فيه عُرْضِيَّةٌ أَي عَجْرَفِيَّةٌ ونَخْوَةٌ وصُعُوبةٌ.

  والعُرْضِيَّةُ في الفرس: أَن يَمْشِيَ عَرْضاً.

  ويقال: عَرَضَ الفرسُ يَعْرِضُ عَرْضاً إِذا مَرَّ عارِضاً في عَدْوِه؛ قال رؤبة:

  يَعْرِضُ حتى يَنْصِبَ الخَيْشُوما

  وذلك إِذا عدَا عارِضاً صَدْرَه ورأْسَه مائلًا.

  والعُرُضُ، مُثَقَّل: السيرُ في جانب، وهو محمود في الخيل مذموم في الإِبل؛ ومنه قول حميد:

  مُعْتَرِضاتٍ غَيْرَ عُرْضِيَّاتِ ... يُصْبِحْنَ في القَفْرِ أتاوِيّاتِ⁣(⁣١)

  أَي يَلْزَمْنَ المَحَجَّةَ، وقيل في قوله في هذا الرجز: إِن اعتراضهن ليس خلقة وإِنما هو للنشاط والبغي.

  وعُرْضِيٌّ: يَعْرِضُ في سيره لأَنه لم تتم رياضته بعد.

  وناقة عُرْضِيَّةٌ: فيها صُعُوبةٌ.

  والعُرْضِيَّةُ: الذَّلولُ الوسطِ الصعْبُ التصرفِ.

  وناقة عُرْضِيَّة: لم تَذِلّ كل الذُّلِّ، وجمل عُرْضِيٌّ: كذلك؛ وقال الشاعر:

  واعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضِيَّ تَرْكُضُه

  وفي حديث عمر وصف فيه نفسه وسِياسَته وحُسْنَ النظر لرعيته فقال، ¥: إِني أَضُمُّ العَتُودَ وأُلْحِقُ القَطُوفَ وأَزجرُ العَرُوضَ؛ قال شمر: العَرُوضُ العُرْضِيَّةُ من الإِبل الصَّعْبة الرأْسِ الذلولُ وسَطُها التي يُحْمَلُ عليها ثم تُساقُ وسط الإِبل المحمَّلة، وإِن ركبها رجل مضت به قُدُماً ولا تَصَرُّفَ لراكبها، قال: إِنما أَزجر العَرُوضَ لأَنها تكون آخر الإِبل؛ قال ابن الأَثير: العَرُوض، بالفتح، التي تأْخذ يميناً وشمالًا ولا تلزم المحجة، يقول: أَضربه حتى يعود إِلى الطريق، جعله مثلًا لحسن سياسته للأُمة.

  وتقول: ناقة عَرَوضٌ وفيها عَرُوضٌ وناقة عُرْضِيَّةٌ وفيها عُرْضِيَّةٌ إِذا كانت رَيِّضاً لم تذلل.

  وقال ابن السكيت: ناقة عَرُوضٌ إِذا قَبِلَتْ بعض الرياضة ولم تَسْتَحْكِم؛ وقال شمر في قول ابن أَحمر يصف جارية:

  ومَنَحْتُها قَوْلي على عُرْضِيَّةٍ ... عُلُطٍ، أُداري ضِغْنَها بِتَوَدُّدِ


(١) قوله [معترضات الخ] كذا بالأَصل، والذي في الصحاح تقديم العجز عكس ما هنا.