لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الغين المعجمة]

صفحة 195 - الجزء 7

  شدّة النِّزاعِ نحو الشيء والشوْقِ إِليه.

  وغَرِض إِلى لِقائِه يَغْرَضُ غَرَضاً، فهو غَرِضٌ: اشتاقَ؛ قال ابن هَرْمةَ:

  إِنِّي غَرِضْتُ إِلى تَناصُفِ وجْهِها ... غَرَضَ المُحِبِّ إِلى الحَبِيبِ الغائِبِ

  أَي مَحاسِنِ وجْهِها التي يُنْصِفُ بعضُها بعضاً في الحسن؛ قال الأَخفش: تفسيره⁣(⁣١) غَرِضْتُ من هؤلاء إِليه لأَن العرب تُوصِلُ بهذه الحروف كلها الفعل، قال الكلابي:

  فَمَنْ يَكُ لَمْ يَغْرَضْ فإِنَّي وناقَتِي ... بِحَجْرٍ، إِلى أَهلِ الحِمَى غَرِضانِ

  تَحِنُّ فَتُبْدي ما بِها من صَبابةٍ ... وأُخْفِي الذي لوْلا الأَسَى لَقَضاني

  وقال آخر:

  يا رُبَّ بَيْضاءَ، لها زَوْجٌ حَرِضْ ... تَرْمِيكَ بالطَّرْفِ كما يَرْمِي الغَرِضْ

  أَي المُشْتاقُ.

  وغَرَضْنا البَهْمَ نَغْرِضُه غَرْضاً: فَصَلْناه عن أُمَّهاتِه.

  وغَرَضَ الشيءَ يَغْرِضُه غَرْضاً: كسَره كسْراً لم يَبِنْ.

  وانْغَرَضَ الغُصْن: تَثَنَّى وانكَسر انْكِساراً غير بائن.

  والغَرِيضُ: الطَّرِيُّ من اللحم والماء واللبن والتمر.

  يقال: أَطْعِمْنا لحماً غَرِيضاً أَي طريّاً.

  وغَرِيضُ اللبن واللحم: طريُّه.

  وفي حديث الغِيبة: فَقاءَتْ لحماً غَرِيضاً أي طَريّاً؛ ومنه حديث عمر: فيُؤْتى بالخبزِ ليّناً وباللحم غَريضاً.

  وغَرُضَ غِرَضاً، فهو غَريضٌ أَي طَرِيّ؛ قال أَبو زبيد الطائي يصف أَسداً:

  يَظَلُّ مُغِبّاً عِنْدَه مِنْ فَرائِسٍ ... رُفاتُ عِظامٍ، أَو غَرِيضٌ مُشَرْشَرُ

  مُغِبّاً أَي غابّاً.

  مُشَرْشَرٌ: مُقَطَّعٌ، ومنه قيل لماء المطر مَغْرُوضٌ وغَريضٌ؛ قال الحادرةُ:

  بَغَرِيضِ سارِيةٍ أَدَرَّتْه الصَّبا ... مِنْ ماءِ أَسْجَرَ طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ

  والمَغْرُوضُ: ماءُ المطر الطَّرِيّ؛ قال لبيد:

  تَذَكَّرَ شَجْوه، وتَقاذَفَتْه ... مُشَعْشَعةٌ بِمَغْرُوضٍ زُلالِ

  وقولهم: وَرَدْتُ الماء غارِضاً أَي مُبْكِراً.

  وغَرَضْناه نَغْرِضُه غَرْضاً وغَرَّضْناه: جَنَيْناه طَريّاً أَو أَخذْناه كذلك.

  وغَرَضْتُ له غَريضاً: سقيته لبناً حليباً.

  وأَغْرَضْتُ للقوم غَريضاً: عَجَنْتُ لهم عجيناً ابْتَكَرْتُه ولم أُطْعِمهم بائِتاً.

  ووِرْدٌ غارِضٌ: باكِرٌ.

  وأَتَيْتُه غارِضاً: أَولَ النهار.

  وغَرَضَتِ المرأَةُ سِقاءَها تَغْرِضُه غَرْضاً، وهو أَن تَمْخَضَه، فإِذا ثَمَّرَ وصار ثَميرة قبل أَن يجتمع زبده صبَّتْه فسقته للقوم، فهو سقاءٌ مَغْرُوضٌ وغَريضٌ.

  ويقال أَيضاً: غَرَضْنا السخْلَ نَغْرِضُه إِذا فطَمْناه قبل إِناه.

  وغَرَّضَ إِذا تفَكَّه من الفُكاهةِ وهو المِزاحُ.

  والغَرِيضةُ: ضرب من السويق، يُصْرَمُ من الزرع ما يراد حتى يستفرك ثم يُشَهَّى، وتَشْهِيَتُه أَن يُسَخَّن على المِقْلى حتى ييبس، وإِن شاء جعل معه على المقلى حَبَقاً فهو أَطيب لطعمه وهو أَطيب سويق.

  والغَرْض: شُعبة في الوادي أَكبر من الهَجيجِ؛ قال ابن الأَعرابي: ولا تكون شعبة كاملة، والجمع


(١) قوله [تفسيره] ليس الغرض تفسير البيت، ففي الصحاح: وقد غرض بالمقام يغرض غرضاً، ويقال أَيضاً: غرضت إِليه بمعنى اشتقت إِليه، قال الأَخفش تفسيره الخ.