لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الغين المعجمة]

صفحة 205 - الجزء 7

  قال: ورأَيت بالسِّتارِ الأَغْبَرِ عَيْناً يقال لها فِرْياضٌ تَسْقي نخلًا كثيرة وكان ماؤها عذباً؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

  يا رُبَّ مَوْلىً حاسِدٍ مُباغِضِ ... عليَّ ذِي ضِغْنِ وضَبٍّ فارِضِ،

  له قُروء كقُروء الحائِضِ

  عنى بضب فارضٍ عَداوةً عظيمة كبيرة من الفارض التي هي المسنة؛ وقوله:

  له قروء كقروء الحائض

  يقول: لعداوته أَوقات تهيج فيها مثل وقت الحائض.

  ويقال: أَضمر عليّ ضِغْناً فارضاً وضِغْنةً فارضاً، بغير هاء، أَي عظيماً، كأَنه ذو فَرْض أَي ذو حَزٍّ؛ وقال:

  يا رُبّ ذي ضِغن عليّ فارِض

  والفَرِيضُ: جِرّةُ البعير؛ عن كراع، وهي عند غيره القَريضُ بالقاف، وسيأْتي ذكره.

  ابن الأَعرابي: الفَرْضُ الحَزُّ في القِدْحِ والزَّنْدِ وفي السَّير وغيره، وفُرْضةُ الزند الحز الذي فيه.

  وفي حديث عمر، ¥: اتخذ عام الجدب قِدْحاً فيه فَرْض؛ الفرض: الحَزُّ في الشيء والقطعُ، والقِدْحُ: السهْمُ قبل أَن يُعْمل فيه الرِّيشُ والنَّصْلُ.

  وفي صفة مريم، &: لم يَفْتَرِضْها ولَد أَي لم يؤثِّر فيها ولم يَحُزّها يعني قبل المسيح.

  قال: ومنه قوله تعالى: لأَتخذنّ من عبادك نَصِيباً مَفْرُوضاً؛ أَي مؤقتاً، وفي الصحاح: أَي مُقْتَطَعاً مَحْدوداً.

  وفَرْضُ الزَّنْد: حيث يُقْدَحُ منه.

  وفَرَضْتُ العُودَ والزَّندَ والمِسْواكَ وفرَضْتُ فيهما أَفْرِضُ فَرْضاً: حَزَزْتُ فيهما حَزّاً.

  وقال الأَصمعي: فرَض مِسْواكَه فهو يَفْرِضُه فَرْضاً إِذا حَزَّه بأَسنانِه.

  والفَرْضُ: اسم الحز، والجمع فُروضٌ وفِراضٌ؛ قال:

  منَ الرَّصَفاتِ البِيضِ، غيَّرَ لَوْنَها ... بَناتُ فِراضِ المَرْخِ، واليابسِ الجَزْلِ

  التهذيب في ترجمة فرض: الليث التقْرِيضُ في كلّ شيء كتقْريضِ يَدَيِ الجُعَلِ؛ وأَنشد:

  إِذا طَرَحا شَأْواً بأَرْضٍ، هَوَى له ... مُقَرَّضُ أَطْرافِ الذِّراعَين أَفلَحُ

  قال الأَزهري: هذا تصحيف وإِنما هو التفريض، بالفاء، من الفرْض وهو الحز.

  وقولهم الجُعْلانةُ مُفَرَّضةٌ كَأَنَّ فيها حُزوزاً، قال: وهذا البيت رواه الثِّقاتُ أَيضاً بالفاء: مُفَرَّضُ أَطْرافِ الذراعين، وهو في شعر الشماخ، وأَراد بالشأْو ما يُلْقِيه العَيْرُ والأَتانُ من أَرْواثها، وقال الباهلي: أَراد الشماخ بالمُفَرَّضِ المُحَزَّزَ يعني الجُعَل.

  والمِفْرَضُ: الحديدة التي يُحَزّ بها.

  وقال أَبو حنيفة: فراض النحل⁣(⁣١) ما تظهره الزَّنْدةُ من النار إِذا اقْتُدِحَت.

  قال: والفراض إِنما يكون في الأُنثى من الزندتين خاصة.

  وفَرَضَ فُوقَ السهْمِ، فهو مَفْروضٌ وفَريضٌ: حَزَّه.

  والفَريضُ: السهم المَفْروض فُوقُه.

  والتفْريضُ: التحزيز.

  والفَرْضُ: العَلامةُ؛ ومنه فرْضُ الصلاةِ وغيرها إِنما هو لازم للعبد كلُزومِ الحَزِّ للقِدْح.

  الفراء: يقال خرجت ثَناياه مُفَرَّضةً أَي مؤشَّرةً، قال: والغُروبُ ماء الأَسنان والظَّلْمُ بياضُها كأَنه يعلوه سَواد، وقيل: الأَشْرُ تحزيز في أَطراف الأَسنان وأَطرافُها غُروبها،


(١) قوله [فراض النحل] كذا بالنسخة التي بأَيدينا، والذي في شرح القاموس: الفراض ما تظهره الخ.].