لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الغين المعجمة]

صفحة 204 - الجزء 7

  قال علقمة بن عوف وقد عَنى بقرة هرمة:

  لَعَمْرِي، لقد أَعْطَيْتَ ضَيْفَكَ فارِضاً ... تُجَرُّ إِليه، ما تَقُوم على رِجْلِ

  ولم تُعْطِه بِكْراً، فَيَرْضَى، سَمِينةً ... فَكَيْفَ يُجازِي بالمَوَدَّةِ والفِعْلِ؟

  وقال أُمية في الفارض أَيضاً:

  كُمَيْت بَهِيم اللَّوْنِ ليس بِفارِضٍ ... ولا بخَصِيفٍ ذاتِ لَوْنٍ مُرَقَّمِ

  وقد يستعمل الفارِضُ في المُسِنّ من غير البقر فيكون للمذكر وللمؤنث؛ قال:

  شَوْلاء مسك فارض نهيّ ... من الكِباشِ، زامِر خَصيّ

  وقومٌ فُرَّضٌ: ضِخامٌ، وقيل مَسانُّ؛ قال رجل من فُقَيْم:

  شَيَّبَ أَصْداغِي، فرَأْسِي أَبْيَضُ ... مَحامِلٌ فيها رجالٌ فُرَّضُ

  مِثْلُ البَراذِينِ، إِذا تأَرَّضُوا ... أَو كالمِراضِ غَيْرَ أَنْ لم يَمْرَضُوا

  لو يَهْجَعُونَ سَنةً لم يَعْرِضُوا ... إِنْ قلْتَ يَوْماً: للغَداء، أَعْرَضُوا

  نَوْماً، وأَطْرافُ السِّبالِ تَنْبِضُ ... وخُبِئَ المَلْتُوتُ والمُحَمَّضُ

  واحدهم فارِضٌ؛ وروى ابن الأَعرابي:

  مَحامِلٌ بِيضٌ وقَوْمٌ فُرَّضُ

  قال: يريد أَنهم ثِقالٌ كالمَحاملِ؛ قال ابن بري: ومثله قول العجاج:

  في شَعْشعانٍ عُنُق يَمْخُور ... حابي الحُيُودِ فارِضِ الحُنْجُور

  قال: وقال الفقعسي يذكر غَرْباً واسِعاً:

  والغَرْبُ غَرْبٌ بَقَرِيٌّ فارِضُ

  التهذيب: ويقال من الفارض فَرَضَتْ وفُرضَت، قال: ولم نسمع بِفَرِضَ.

  وقال الكسائي: الفارِضُ الكبيرة العظيمة، وقد فَرَضَت تَفْرِضُ فُرُوضاً.

  ابن الأَعرابي: الفارض الكبيرة، وقال أَبو الهيثم: الفارِضُ المُسِنّةُ.

  أَبو زيد: بقرة فارِضٌ وهي العظيمةُ السمينة، والجمع فَوارِضُ.

  وبقرةٌ عَوانٌ: من بقر عُونٍ، وهي التي نُتجَت بعد بَطْنها البِكْر، قال قتادة: لا، فارِضٌ هي الهَرِمةُ.

  وفي حديث طَهْفةَ: لكم في الوَظِيفةِ الفَريضةُ؛ الفَريضةُ الهرمةُ المُسِنّةُ، وهي الفارِضُ أَيضاً، يعني هي لكم لا تُؤْخذُ منكم في الزكاة، ويروى: عليكم في الوَظِيفةِ الفَرِيضةُ أَي في كل نِصابٍ ما فُرِضَ فيه.

  ومنه الحديث: لكم الفارِضُ والفرِيضُ؛ الفَرِيضُ والفارِضُ: المُسِنّةُ من الإِبل، وقد فَرَضَت، فهي فارِضٌ وفارِضةٌ وفَرِيضةٌ، ومثله في التقدير طَلَقَتْ فهي طالق وطالِقةٌ وطَلِيقةٌ؛ قال العجاج:

  نَهْرُ سَعِيدٍ خالِصُ البياضِ ... مُنْحَدِرُ الجِرْية في اعْتِراضِ

  هَوْلٌ يَدُقُّ بكم العِراضِ ... يَجْرِي على ذِي ثَبَجٍ فِرْياضِ

  (⁣١) كأَنَّ صَوْت مائِه الخَضْخاضِ ... أَجْلابُ جِنٍّ بنَقاً مِغْياضِ


(١) قوله: العراض بالكسر؛ هكذا في الأَصل ولعلها العراضي بالياء المشدّدة.