لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الباء الموحدة]

صفحة 36 - الجزء 1

  أَبو سعيد: ابْتَهأْتُ بالشيء: إذا أَنِسْتَ به وأَحْبَبْتَ قُرْبه.

  قال الأَعشى:

  وفي الحَيِّ مَنْ يَهْوَى هَوانَا، ويَبْتَهِي ... وآخَرُ قد أَبْدَى الكآبَةَ، مُغْضَبا⁣(⁣١)

  ترك الهمز من يَبْتَهِي.

  وبَهَأَ البيتَ: أَخْلاه من المَتاعِ أَو خَرَّقَه كأَبْهاه.

  وأَما البَهاءُ من الحُسْن فإِنه من بَهِيَ الرجل، غير مهموز.

  قال ابن السّكيت: ما بَهَأْتُ له وما بَأَهْتُ له: أَي ما فَطِنْتُ له.

  بوأ: باءَ إلى الشيء يَبُوءُ بَوْءَا: رَجَعَ.

  وبُؤْت إليه وأَبَأْتُه، عن ثعلب، وبُؤْته، عن الكسائي، كأَبَأْتُه، وهي قليلة.

  والباءَةُ، مثل الباعةِ، والباء: النِّكاح.

  وسُمي النكاحُ باءَةً وباءً من المَباءَةِ لأَن الرجل يَتَبَوَّأُ من أَهله أَي يَسْتَمْكِنُ من أَهله، كما يَتَبَوَّأُ من دارِه.

  قال الراجز يصف الحِمار والأُتُنَ:

  يُعْرِسُ أَبْكاراً بها وعُنَّسا ... أَكرَمُ عِرْسٍ، باءةً، إِذ أعْرَسا

  وفي حديث النبي : مَن استطاع منكم الباءة، فَليْتزوَّجْ، ومَن لم يَسْتَطِعْ، فعليه بالصَّومِ، فإِنَّه له؛ وجاء: أَراد بالباءة النكاحَ والتَّزْويج.

  ويقال: فلان حَريصٌ على الباءة أَي على النكاح.

  ويقال: الجِماعُ نَفْسُه باءةٌ، والأَصلُ في الباءةِ المَنْزِل ثم قيل لِعَقْدِ التزويج باءةٌ لأَنَّ مَن تزوَّج امرأَةً بَوَّأَها منزلاً.

  والهاء في الباءة زائدة، والناسُ يقولون: الباه.

  قال ابن الأَعرابي: الباءُ والباءةُ والباه كُلها مقولات.

  ابن الأَنباري: الباءُ النِّكاح، يقال: فُلانٌ حريصٌ على الباء والباءَة والباه، بالهاء والقصر، أَي على النكاح؛ والباءةُ الواحِدةُ والباء الجمع، وتُجمع الباءَةُ على الباءَاتِ.

  قال الشاعر:

  يا أَيُّها الرّاكِبُ، ذُو الثّباتِ ... إنْ كُنتَ تَبْغِي صاحِبَ الباءَاتِ،

  فاعْمِدْ إلى هاتِيكُمُ الأَبْياتِ

  وفي الحديث: عليكم بالباءَةِ، يعني النّكاحَ والتَّزْويج؛ ومنه الحديث الآخر: إِن امرأَة مات عنها زوجُها فمرّ بها رجل وقد تَزَيَّنَت للباءَةِ.

  وبَوَّأَ الرجلُ: نَكَحَ.

  قال جرير:

  تُبَوّئُها بِمَحْنِيةٍ، وحيناً ... تُبادِرُ حَدَّ دِرَّتِها السِّقابا

  وللبئرِ مَباءَتان: إحداهما مَرْجِع الماء إلى جَمِّها، والأُخْرى مَوْضِعُ وقُوفِ سائِق السّانِية.

  وقول صخر الغي يمدَح سيفاً له:

  وصارِمٍ أُخْلِصَتْ خَشِيبَتُه ... أَبْيضَ مَهْوٍ، في مَتْنِه رُبَدُ

  فَلَوْتُ عنه سُيوفَ أَرْيحَ ... حَتَّى باءَ كَفّي، ولم أَكَدْ أَجِدُ

  الخَشِيبةُ: الطَّبْعُ الأَوَّلُ قبل أَن يُصْقَلَ ويُهَيَّأً، وفَلَوْتُ: انْتَقَيْتُ.

  أَرْيَحُ: مِن اليَمَنِ.

  باءَ كَفِّي: أَي صارَ كَفِّي له مَباءَةً أَي مَرْجِعاً.

  وباءَ بذَنْبِه وبإِثْمِه يَبُوءُ بَوْءًا وبَواءً: احتمَله وصار المُذْنِبُ مأْوَى الذَّنب، وقيل اعْتَرفَ به.

  وقوله تعالى: إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بإِثْمِي وإِثْمِك، قال ثعلب: معناه إِن عَزَمْتَ على


(١) قوله [مغضبا] كذا في النسخ وشرح القاموس والذي في التكملة وهي أصح الكتب التي بأيدينا مغضب.