[فصل الباء الموحدة]
  قَتْلِي كان الإِثْمُ بك لا بي. قال الأَخفش: وباؤُوا بغَضَبٍ من اللَّه: رَجَعُوا به أَي صارَ عليهم.
  وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى فباؤُوا بغَضَبٍ على غَضَب، قال: باؤُوا في اللغة: احتملوا، يقال: قد بُؤْتُ بهذا الذَّنْب أَي احْتَمَلْتُه.
  وقيل: باؤُوا بغَضَب أَي بإثْم اسْتَحَقُّوا به النارَ على إثْمٍ اسْتَحَقُّوا به النارَ أَيضاً.
  قال الأَصمعي: باءَ بإثْمِه، فهو يَبُوءُ به بَوْءاً: إذا أَقَرّ به.
  وفي الحديث: أَبُوءُ بِنعْمَتِك عليَّ، وأَبُوءُ بذنبي أَي أَلتزِمُ وأَرْجِع وأُقِرُّ.
  وأَصل البَواءِ اللزومُ.
  وفي الحديث: فقد باءَ به أَحدُهما أَي التزَمَه ورجَع به.
  وفي حديث وائلِ بن حُجْر: انْ عَفَوتَ عنه يَبُوء بإثْمِه وإثْم صاحِبِه أَي كانَ عليه عُقُوبةُ ذَنْبِه وعُقوبةُ قَتْلِ صاحِبِه، فأَضافَ الإِثْمَ إلى صاحبه لأَن قَتلَه سَبَب لإِثْمه؛ وفي رواية: إنْ قَتَلَه كان مِثْلَه أَي في حُكم البَواءِ وصارا مُتَساوِيَيْن لا فَضْلَ للمُقْتَصِّ إذا اسْتوْفَى حَقَّه على المُقْتَصِّ منه.
  وفي حديث آخر: بُؤْ للأَمِيرِ بذَنْبِك، أَي اعْتَرِفْ به.
  وباءَ بدَمِ فلان وبحَقِّه: أَقَرَّ، وذا يكون أَبداً بما عليه لا لَه.
  قال لبيد:
  أَنْكَرْت باطِلَها، وبُؤْت بحَقِّها ... عِنْدِي، ولم تَفْخَرْ عَلَيَّ كِرامُها
  وأَبَأْتُه: قَرَّرْتُه وباءَ دَمُه بِدَمِه بَوْءًا وبَواءً: عَدَلَه.
  وباءَ فُلانٌ بِفُلانٍ بَواءً، ممدود، وأَباءَه وباوَأَه: إذا قُتِل به وصار دَمُه بِدَمِه.
  قال عبد الله بن الزُّبير:
  قَضَى اللَّه أَنَّ النَّفْسَ بالنَّفْسِ بَيْنَنا ... ولمَ نكُ نَرْضَى أَنْ نُباوِئَكُمْ قَبْلُ
  والبَواء: السَّواء.
  وفُلانٌ بَواءُ فُلانٍ: أَي كُفْؤُه ان قُتِلَ به، وكذلك الاثنانِ والجَمِيعُ.
  وباءه: قَتَلَه به(١) أَبو بكر، البواء: التَّكافُؤ، يقال: ما فُلانٌ ببَواءٍ لفُلانٍ: أَي ما هو بكُفْءٍ له.
  وقال أَبو عبيدة يقال: القوم بُواءٌ: أَي سَواءٌ.
  ويقال: القومُ على بَواءٍ.
  وقُسِمَ المال بينهم على بَواءٍ: أَي على سواءٍ.
  وأَبَأْتُ فُلاناً بفُلانٍ: قَتَلْتُه به.
  ويقال: هم بَواءٌ في هذا الأَمر: أَي أَكْفاءٌ نُظَراء، ويقال: دمُ فلان بَواءٌ لدَم فُلان: إذا كان كُفْأً له.
  قالت لَيْلى الأَخْيلية في مَقْتَلِ تَوْبةَ بن الحُمَيِّر:
  فانْ تَكُنِ القَتْلى بَواءً، فإنَّكُمْ ... فَتىً مَّا قَتَلْتُم، آلَ عَوْفِ بنِ عامِرِ
  وأَبَأْتِ القاتِلَ بالقَتِيل واسْتَبَأْتُه أَيضاً: إذا قَتَلْته به.
  واسْتَبَأْتُ الحَكَمَ واسْتَبَأْتُ به كلاهما: اسْتَقَدْته.
  وتَباوَأَ القَتِيلانِ: تَعادَلا.
  وفي الحديث: أَنه كان بَيْنَ حَيَّيْنِ من العَربِ قتالٌ، وكان لأَحَدِ الحَيَّينِ طَوْلٌ على الآخَر، فقالوا لا نَرْضَى حتى يُقْتَل بالعَبْدِ مِنَّا الحُرُّ منهم وبالمرأَةِ الرجلُ، فأَمَرهم النبيُّ ﷺ أَن يَتَباءَوْا.
  قال أَبو عبيدة: هكذا روي لنا بوزن يَتَباعَوْا، قال: والصواب عندنا أَن يَتَباوَأُوا بوزن يَتباوَعُوا على مثال يَتَقاوَلوا، من البَواءِ وهي المُساواةُ، يقال: باوَأْتُ بين القَتْلى: أَي ساوَيْتُ؛ قال ابن بَرِّي: يجوز أَن يكون يتَباءَوْا على القلب، كما قالوا جاءَاني، والقياس جايَأَني في المُفاعَلة من جاءَني وجِئْتُه؛ قال ابن الأثير وقيل: يَتَباءَوْا صحيحٌ.
  يقال: باءَ به إذا كان كُفْأً له، وهم بَواءٌ أَي أَكْفاءٌ
(١) قوله [وباءه قتله به] كذا في النسخ التي بأيدينا ولعله وأباءه بفلان قتله به.