لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الواو]

صفحة 251 - الجزء 7

  لأَنْعَتَنْ نَعامةً مِيفاضا ... خَرْجاءَ تَغْدُو تَطْلُب الإِضاضا⁣(⁣١)

  وأَوْفَضَها واسْتَوْفَضَها: طَرَدَها.

  وفي حديث وائل بن حجر: من زَنى مِنْ بِكْرٍ فأَصْقِعُوه كذا واسْتَوْفِضُوه عاماً أَي اضْرِبُوه واطْرُدُوه عن أَرضه وغَرِّبوه وانْفُوه، وأَصله من قولك اسْتَوْفَضَتِ الإِبلُ إِذا تفرَّقت في رَعْيِها.

  الفراء في قوله ø: كأَنهم إِلى نُصُب يوفضون، الإِيفاضُ الإِسْراعُ، أَي يُسْرِعُون.

  وقال الليث: الإِبل تَفِضُ وَفْضاً وتَسْتَوْفِضُ وأَوْفَضَها صاحبُها؛ وقال ذو الرمة يصف ثوراً وحشيّاً:

  طاوي الحَشا قَصَّرَتْ عنه مُحَرَّجةٌ ... مُسْتَوْفَضٌ من بَناتِ القَفْرِ مَشْهُومُ

  قال الأَصمعي: مُسْتَوْفَضٌ أَي أُفْزِعَ فاسْتَوْفَضَ، وأَوْفَضَ إِذا أَسْرَع.

  وقال أَبو زيد: ما لي أَراكَ مُسْتَوْفَضاً أَي مَذْعُوراً، وقال أَبو مالك: اسْتَوْفَضَ اسْتَعْجَلَ؛ وأَنشد لرؤبةً:

  إِذا مَطَوْنا نِقْضةً أَو نِقْضا ... تَعْوِي البُرَى مُسْتَوْفِضاتٍ وَفْضا

  تَعْوِي أَي تَلْوِي.

  يقال: عَوَتِ الناقةُ بُرَتها في سيْرها أَي لوتها بخِطامِها؛ ومثل شعر رؤبة قولُ جرير:

  يَسْتَوفِضُ الشيخُ لا يَثْنِي عمامَته ... والثلْجُ فوق رُؤوس الأُكْمِ مَرْكُومُ

  وقال الحطيئة:

  وقِدْرٍ إِذا ما أَنْفَضَ الناسُ، أَوْفَضَتْ ... إِليها بأَيْتامِ الشِّتاءِ الأَرامِلُ

  وأَوْفَضَ واسْتَوْفَضَ: أَسرَع.

  واسْتَوْفَضَه إِذا طَرَده واستعجله.

  والوَفْضُ: العجَلة.

  واسْتَوْفَضَها: استعجَلها.

  وجاءَ على وفْض ووفَضٍ أَي على عجَل.

  والمُسْتَوْفِضُ: النافِرُ من الذُّعْرِ كأَنه طلَب وفْضَه أَي عدْوَه.

  يقال: وفَضَ وأَوْفَضَ إِذا عَدا.

  ويقال: لِقيتُه على أَوْفاضٍ أَي على عجَلةٍ مثل أَوْفازٍ؛ قال رؤبة:

  يَمْشِي بنا الجِدُّ على أَوْفاضِ

  قال أَبو تراب: سمعت خليفة الحُصَيْنِي يقول: أَوْضَعتِ الناقةُ وأَوْضَفَت إِذا خَبَّتْ، وأَوْضَفْتُها فوضَفت وأَوْفَضْتها فوفَضَت.

  ويقال للأَخلاط: أَوْفاضٌ، والأَوْفاضُ: الفِرَقُ من الناس والأَخْلاطُ من قَبائلَ شَتَّى كأَصْحاب الصُّفّةِ.

  وفي حديث النبي، : أَنه أَمَر بصدَقةٍ أَن توضَع في الأَوْفاضِ؛ فُسِّرُوا أَنهم أَهلُ الصُّفّةِ وكانوا أَخْلاطاً، وقيل: هم الذين مع كل واحد منهم وَفْضةٌ، وهي مثل الكِنانةِ الصغيرة يُلْقي فيها طعامَه، والأَوّل أَجْودُ.

  قال أَبو عمرو: الأَوْفاضُ هم الفِرَقُ من الناس والأَخْلاط، من وفضَتِ الإِبلُ إِذا تفرّقت، وقيل: هم الفقراء الضّعافُ الذين لا دِفاعَ بهم، واحدهم وفض⁣(⁣٢).

  وفي الحديث: أَن رجلًا من الأَنصار جاءَ إِلى النبي، ، فقال: مالي كلُّه صدَقةٌ، فأَقْتر أَبواه حتى جلَسا مع الأَوْفاضِ أَي افتقَرا حتى جلسا مع الفقراء، قال أَبو عبيد: وهذا كله عندنا واحد لأَن أَهلَ الصُّفّة إِنما كانوا أَخلاطاً من قَبائل شتَّى، وأَنكر أَن يكون مع كل رجل منهم وفْضةٌ.

  ابن شميل: الجَعْبةُ المُسْتديرةُ الواسعةُ


(١) قوله [الاضاض] هو الملجأ كما تقدم ووضعت في الأَصل الذي بأيدينا لفظة الملجأ هنا بإزاء البيت.

(٢) دقوله [واحدهم وفض] كذا في الأَصل والنهاية بلا ضبط.