لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل السين المهملة]

صفحة 309 - الجزء 7

  وقد سَبِطَ شعرُه، بالكسر، يَسْبَطُ سَبَطاً.

  وفي الحديث في صفة شعره: ليس بالسَّبْطِ ولا بالجَعْدِ القَطِطِ؛ السَّبْطُ من الشعر: المُنْبَسِطُ المُسْتَرْسِلُ، والقَطِطُ: الشدِيدُ الجُعُودةِ، أَي كان شعره وسَطاً بينهما.

  ورجل سَبِطُ الجسمِ وسَبْطُه: طَويلُ الأَلواحِ مُسْتَوِيها بَيّنُ السَّباطةِ، مثل فَخِذٍ وفَخْذ، من قوم سِباطٍ إِذا كان حَسَنَ القَدِّ والاستواء؛ قال الشاعر:

  فَجاءت به سَبْطَ العِظامِ كأَنَّما ... عِمامَتُه، بَيْنَ الرِّجالِ، لِواء

  ورجل سَبْطٌ بالمَعْروف: سَهْلٌ، وقد سَبُطَ سَباطةً وسَبِطَ سَبَطاً، ولغة أَهل الحجاز: رجل سَبِطُ الشعرِ وامرأَة سَبِطةٌ.

  ورجل سَبْطُ اليَدَيْن بَيّنُ السُّبُوطة: سَخِيٌّ سَمْحُ الكفين؛ قال حسان:

  رُبَّ خالٍ لِيَ، لَوْ أَبْصَرْتَه ... سَبِطِ الكَفَّيْنِ في اليَوْم الخَصِرْ

  شمر: مطَر سَبْطٌ وسَبِطٌ أَي مُتدارِكٌ سَحٌّ، وسَباطَتُه سَعَتُه وكثرته؛ قال القطامِيُّ:

  صَاقَتْ تَعَمَّجُ أَعْرافُ السُّيُولِ به ... من باكِرٍ سَبِطٍ، أَو رائحٍ يَبِلِ⁣(⁣١)

  أَراد بالسبط المطَر الواسِع الكثير.

  ورجل سَبِطٌ بيِّن السَّباطةِ: طويل؛ قال:

  أَرْسَلَ فيها سَبِطاً لم يَخْطَلِ

  أَي هو في خِلْقته التي خلقه اللَّه تعالى فيها لم يزد طولًا.

  وامرأَة سَبْطةُ الخلقِ وسَبِطةٌ: رَخْصةٌ ليِّنَةٌ.

  ويقال للرجل الطويلِ الأَصابعِ: إِنه لسَبْطُ الأَصابع.

  وفي صفته، : سَبْط القَصَبِ؛ السبْطُ والسِبطُ، بسكون الباء وكسرها: الممتدُّ الذي ليس فيه تَعَقُّدٌ ولا نُتوء، والقَصَبُ يريد بها ساعِدَيه وساقَيْه.

  وفي حديث المُلاعَنةِ: إِن جاءت به سَبطاً فهو لزوجها أَي ممتدّ الأَعضاء تامَّ الخلْقِ.

  والسُّباطةُ: ما سقَط من الشعر إِذا سُرِّحَ، والسُّباطةُ: الكُناسةُ.

  وفي الحديث: أَن رسول اللَّه، ، أَتى سُباطةَ قومٍ فبالَ فيها قائماً ثم توضأَ ومسَح على خُفَّيْه؛ السُّباطةُ والكُناسةُ: الموضع الذي يُرْمى فيه الترابُ والأَوْساخُ وما يُكْنَسُ من المنازل، وقيل: هي الكُناسةُ نفسها وإِضافَتُها إِلى القوم إِضافةُ تَخْصِيصٍ لا مِلْكٍ لأَنها كانت مَواتاً مُباحة، وأَما قوله قائماً فقيل: لأَنه لم يجد موضعاً للقعود لأَنَّ الظاهر من السُّباطة أَن لا يكون موضعُها مُسْتوياً، وقيل: لمرض منعه عن القعود، وقد جاء في بعض الروايات: لِعِلَّةٍ بمَأُبِضَيْه، وقيل: فعَله للتَّداوِي من وجع الصُّلْبِ لأَنهم كانوا يتَداوَوْنَ بذلك، وفيه أَن مُدافَعةَ البَوْلِ مكروهة لأَنه بالَ قائماً في السُّباطة ولم يؤخِّرْه.

  والسَّبَطُ، بالتحريك: نَبْتٌ، الواحدة سَبَطةٌ.

  قال أَبو عبيد: السبَطُ النَّصِيُّ ما دام رَطْباً، فإِذا يَبِسَ فهو الحَلِيُّ؛ ومنه قول ذي الرمة يصف رملًا:

  بَيْنَ النهارِ وبين الليْلِ مِن عَقِدٍ ... على جَوانِبه الأَسْباطُ والهَدَبُ

  وقال فيه العجّاج:

  أَجْرَدُ يَنْفِي عُذَرَ الأَسْباطِ


(١) قوله [أعراف] كذا بالأصل، والذي في الأساس وشرح القاموس: أعناق.