لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الضاد المعجمة]

صفحة 343 - الجزء 7

  قالت امرأَةُ مُعاذٍ له وقد قَدِمَ من اليمن لمّا رجع عن العمل: أَين ما يَحْمِلُه العامِلُ من عُراضة أَهله؟ فقال: كان معي ضاغِطٌ أَي أَمِينٌ حافِظٌ، يعني اللَّه ø المُطَّلِعَ على سَرائرِ العِباد، وقيل: أَراد بالضَّاغِط أَمانةَ اللَّه التي تَقَلَّدَها فأَوْهَمَ امرأَته أَنه كان معه حافظ يُضيِّق عليه ويمنعه على الأَخذ ليُرْضِيَها.

  ويقال: فعل ذلك ضُغطة أَي قَهْراً واضْطِراراً.

  وضَغط عليه واضْتَغَطَ: تَشدّد عليه في غُرْمٍ أَو نحوه؛ عن اللحياني، كذا حكاه اضْتَغَطَ بالإِظهار، والقِياسُ اضْطَغَطَ.

  والضاغِطُ: أَن يتحرّكَ مِرْفَقُ البعير حتى يقعَ في جنبه فيَخْرِقَه.

  والضاغِطُ في البعير: انْفِتاقٌ من الإِبْطِ وكثرةٌ من اللحم، وهو الضَّبُّ أَيضاً.

  والضاغطُ في الإِبل: أَن يكون في البعير تحت إِبطه شِبه جِرابٍ أَو جِلْد مجتمع؛ وقال حَلْحلةُ بن قيس بن اشيم وكان عبد الملك قد أَقْعده ليُقادَ منه وقال له: صَبْراً حَلْحَل، فأَجابه:

  أَصْبَرُ من ذي ضاغِطٍ عَرَكْرَك

  قال: الضاغط الذي أَصل كِرْكِرَتِه يَضْغَط موضع إِبطه ويؤثِّر فيه ويَسْحَجُه.

  والمَضاغِطُ: مواضع ذاتُ أَمْسِلةٍ مُنخفضة، واحدها مَضْغَطٌ.

  والضغيط: رَكِيّةٌ يكون إِلى جنبها رَكِيّةٌ أُخرى فتَنْدَفِنُ إِحداهما فتَحْمَأُ فيُنْتِنُ ماؤُها فيَسِيلُ في ماء العذْبة فيُفْسِدُها فلا يُشْرَبُ، قال: فتلك الضَّغِيطُ والمَسِيطُ؛ وأَنشد:

  يَشْرَبْنَ ماء الأَجْنِ والضَّغِيطِ ... ولا يَعَفْنَ كَدَرَ المَسِيطِ

  أَراد ماء المَنْهلِ الآجِن أَو إِضافةَ الشيء إِلى نفسه.

  ورجل ضَغِيطٌ: ضعيفُ الرأْي لا يَنْبَعِثُ مع القوم، وجمعه ضَعْطى لأَنه كأَنه داء.

  وضُغاطٌ: موضع.

  وروي عن شريح أَنه كان لا يُجِيزُ الضُّغْطةَ، يُفَسَّر تفسيرين: أَحدهما الإِكْراه، والآَخَر أَن يُماطِل بائعه بأَداء الثَّمن ليَحُطَّ عنه بعضَه؛ قال النضر: الضُّغْطةُ المُجاحَدةُ، يقول: لا أُعْطِيك أَو تَدَعَ ممّا لك عليَّ شيئاً؛ وقال ابن الأَثير في حديث شريح: هو أَن يَمْطُلَ الغريمُ بما عليه من الدِّينِ حتى يَضْجَرَ صاحب الحقّ ثم يقول له: أَتَدَعُ منه كذا وكذا وتأْخذ الباقيَ مُعَجَّلًا؟ فيَرْضى بذلك.

  وفي الحديث: يُعتق الرجل من عبده ما شاء إِن شاء ثلثاً أَو ربعاً أَو خمساً ليس بينه وبين اللَّه ضُغْطة.

  وفي الحديث: لا تجوز الضُّغْطة؛ قيل: هي أَن تُصالِحَ من لك عليه مالٌ على بعضه ثم تَجِد البينة فتأْخذه بجميع المال.

  ضفط: الضَّفاطةُ: الجَهْلُ والضَّعْفُ في الرأْي.

  وفي حديث عمر، ¥: أَنه سمع رجلًا يتَعوَّذُ من الفِتَنِ، فقال عمر: اللهم إِني أَعوذ بك من الضَّفاطة أَتَسلُ ربَّك أَن لا يَرْزُقَك أَهلًا ومالًا؟ قال أَبو منصور: تأَوَّل قَوْل اللَّه ø: إِنما أَموالُكم وأَولادُكم فِتْنة، ولم يرد فِتنةَ القتالِ والاختلاف التي تَمُوجُ مَوْجَ البحر.

  قال: وأَما الضَّفاطةُ فإِن أَبا عبيد قال: عَنى به ضَعْفَ الرأْي والجهل.

  ورجل ضَفِيطٌ: جاهل ضعيف.

  وروي عن عمر، ¥، أَنه سئل عن الوتْر فقال: أَنا أُوتِرُ حين ينام الضَّفْطَى؛ أَراد بالضَّفْطَى جمع ضَفِيط، وهو الضعيفُ العقل والرأْي.

  وعُوتِب ابن عباس، ®، في شيء فقال: إِني في ضَفْطَةٍ وهي إِحدى ضَفَطاني أَي غَفَلاني؛ وقد