[فصل العين المهملة]
  واعْتَبَطَه على المثَل.
  ولحم عَبِيطٌ بيِّن العُبْطةِ: طريّ، وكذلك الدمُ والزعفران؛ قال الأَزهري: ويقال لحم عَبِيطٌ ومَعْبُوطٌ إِذا كان طريّاً لم يُنَيِّبْ فيه سبع ولم تُصِبه عِلة؛ قال لبيد:
  ولا أَضَنُّ بِمَعْبُوطِ السَّنامِ، إِذا ... كان القُتارُ كما يُسْتَرْوَحُ القُطُر
  قال الليث: ويقال زَعْفران عَبِيط يُشبَّه بالدم العَبِيط.
  وفي الحديث: من اعْتَبَطَ مُؤْمِناً قَتلًا فإِنه قَوَدٌ، أَي قَتَله بلا جِناية كانت منه ولا جريرة تُوجِب قتله، فإِنَّ القاتل يُقاد به ويقتل.
  وكلُّ من مات بغير علة، فقد اعْتُبِطَ.
  وفي الحديث: مَن قَتَلَ مؤمناً فاعتبَط بقتْلِه لم يَقبل اللَّه منه صَرْفاً ولا عدْلًا؛ هكذا جاء الحديثُ في سُنَن أَبي داود، ثم قال في آخر الحديث: قال خالد بن دهْقان، وهو راوي الحديث: سأَلت يحيى بن يحيى الغَسّاني عن قوله اعتبَط بقتله، قال: الذين يُقاتَلون في الفِتْنة فيرى أَنه على هُدى لا يستغفر اللَّه منه؛ قال ابن الأَثير: وهذا التفسير يدل على أَنه من الغِبْطةِ، بالغين المعجمة، وهي الفرَح والسُّرُور وحُسْن الحال لأَن القاتِل يَفْرَح بِقَتْل خصمه، فإِذا كان المقتول مؤمناً وفرح بقتله دخل في هذا الوعيد، وقال الخطابي في معالم السنَن وشَرَح هذا الحديث فقال: اعْتَبَطَ قَتْلَه أَي قَتَله ظُلْماً لا عن قصاص.
  وعَبَطَ فلان بنَفْسِه في الحرب وعَبَطَها عَبْطاً: أَلقاها فيها غير مُكْره.
  وعَبَطَ الأَرضَ يَعْبِطُها عَبْطاً واعْتَبَطَها: حَفَر منها مَوْضِعاً لم يُحْفَر قبلَ ذلك؛ قال مَرَّارُ ابن مُنْقِذ العدويّ:
  ظَلَّ في أَعْلى يَفاعٍ جاذِلًا ... يَعْبِطُ الأَرضَ اعْتِباطَ المُحْتَفِرْ
  وأَمّا بيتُ حُميدِ بن ثَوْر:
  إِذا سَنابِكُها أَثَرْنَ مُعْتَبَطاً ... من التُّرابِ، كَبَتْ فيها الأَعاصِيرُ
  فإِنه يريد التراب الذي أَثارتْه، كان ذلك في موضع لم يكن فيه قبل.
  والعَبْطُ: الرّيبةُ.
  والعَبْطُ: الشَّقُّ.
  وعَبط الشيءَ والثوبَ يعبِطُه عَبْطاً: شَقَّه صَحِيحاً، فهو مَعْبُوطٌ وعَبِيطٌ، والجمع عُبُطٌ؛ قال أَبو ذؤيب:
  فتَخالَسا نَفْسَيْهما بنَوافِذٍ ... كنوافِذِ العُبُط التي لا تُرْقَعُ
  يعني كشقّ الجُيوب وأَطراف الأَكْمام والذُّيول لأَنها لا تُرْقَع بعد العَبْطِ.
  وثوب عَبِيطٌ أَي مَشْقوقٌ؛ قال المنذري: أَنشدني أَبو طالب النحوي في كتاب المعاني للفراء: كنوافذ العُطُبِ، ثم قال: ويروى كنوافذِ العُبُطِ، قال: والعُطُبُ القُطْن والنوافِذُ الجُيوب، يعني جُيوبَ الأَقْمِصَة وأَخْراتَها لا تُرْقَعُ، شبَّه سَعةَ الجِراحاتِ بها، قال: ومن رواها العُبُط أَراد بها جمعَ عَبيطٍ، وهو الذي يُنْحَرُ لغير علة، فإِذا كان كذلك كان خُروجُ الدم أَشَدَّ.
  وعَبَطَ الشيءُ نَفْسُه يَعْبِطُ: انشقَّ؛ قال القطامي:
  وظَلَّتْ تَعْبِطُ الأَيدي كُلُوماً ... تَمُجُّ عُروقُها عَلَقاً مُتاعا
  وعَبَطَ النباتُ الأَرضَ: شَقَّها.
  والعابِطُ: الكذّابُ.
  والعَبْطُ: الكَذبُ الصُّراح من غير عُذر.
  وعَبَطَ عليَّ الكذبَ يَعْبِطُه عَبْطاً