لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل النون]

صفحة 419 - الجزء 7

  بالنيْطِ أَي بالموت.

  ويقال للأَرنب: مُقَطَّعَةُ النِّياطِ كما قالوا مُقَطَّعة الأَسْحار.

  ونِياطُ القلب: عِرْق غليظ نِيط به القلبُ إِلى الوتين، والجمع أَنوِطةٌ ونُوط، وقيل: هما نِياطانِ: فالأَعلى نِياطُ الفؤاد، والأَسفل الفرجُ، وقال الأَزهري في جمعه: أَنوِطةٌ، قال: فإِذا لم ترد العدد جاز أَن يقال للجمع نُوط لأَن الياء التي في النِّياطِ واو في الأَصل.

  والنِّياط والنائط: عرق مستبْطِن الصُّلْب تحت المتن، وقيل: عرق في الصلب ممتدّ يُعالَج المَصْفور بقَطْعه، قال العجاج:

  فَبَجَّ كلَّ عانِدٍ نَعُورِ ... قَضْبَ الطَّبِيبِ، نائطَ المَصْفُورِ⁣(⁣١)

  القَضْبُ: القَطْع.

  والمَصْفُور: الذي في بطنه الماء الأَصفر.

  ونِياطُ المَفازةِ: بُعد طريقها كأَنها نِيطت بمفازة أُخرى لا تكاد تنقطع، وإِنما قيل لبُعد الفلاة نياط لأَنها منوطة بفلاة أُخرى تتصل بها؛ قال العجاج:

  وبَلْدةٍ بَعِيدةِ النِّياطِ ... مَجْهُولةٍ تَغْتالُ خَطْوَ الخاطِي

  وفي حديث عمر، ¥: إِذا انْتاطتِ المَغازِي أَي إِذا بَعُدت وهو من نِياطِ المَفازة وهو بعدها، ويقال: انْتاطَت المغازي أَي بَعُدت من النَّوط، وانْتَطَتْ جائز على القلب؛ قال رؤبة:

  وبَلْدةٍ نِياطُها نَطِيّ

  أَراد نَيِّطٌ فقلب كما قالوا في جمع قَوْس قِسِيّ وانْتاطَ أَي بعُد، فهو نَيِّطٌ.

  ابن الأَعرابي: وانْتاطَتِ الدارُ بعُدَت، قال: ومنه قول مُعاوية في حديثه لبعض خُدّامه: عليك بصاحِبك الأَقدم فإِنك تَجِدُه على مودّة واحدة وإِن قَدُمَ العهدُ وانْتاطَتِ الدار، وإِياك وكل مُسْتَحْدَثٍ فإِنه يأْكل مع كل قوم ويجري مع كل ريح؛ وأَنشد ثعلب:

  ولكنَّ أَلفاً قد تجَهَّز غادِياً ... بحَوْرانَ، مُنْتاط المَحَلِّ غَرِيبُ

  والنَّيِّطُ من الآبار: التي يجري ماؤُها معلَّقاً يَنْحَدِرُ من أَجْوالِها إِلى مَجَمِّها.

  ابن الأَعرابي: بئر نَيِّطٌ إِذا حُفرت فأَتَى الماء من جانب منها فسال إِلى قعرها ولم تَعِنْ من قعرها بشيء؛ وأَنشد:

  لا تَسْتَقِي دِلاؤها من نَيِّطِ ... ولا بَعِيدٍ قعْرُها مُخْرَوِّطِ

  وقال الشاعر:

  لا تتّقي دِلاؤها بالنَّيِّط⁣(⁣٢)

  وانْتاطَ الشيءَ: اقْتَضَبَه برأْيه من غير مُشاوَرة.

  والنَّوْطُ: الجُلَّةُ الصغيرة فيها التمر ونحوه، والجمع أَنْواطٌ ونِياطٌ.

  قال أَبو منصور: وسمعت البَحْرانِيين يسمون الجِلالَ الصغار التي تعلَّق بعُراها من أَقتاب الحَمُولةِ نِياطاً، واحدها نَوْط.

  وفي الحديث: إِنَّ وفد عبد القَيْس قَدِمُوا على رسولِ اللَّه، ، فأَهْدَوْا له نَوْطاً من تَعْضُوضِ هَجَر أَي أَهدوا له جُلَّة صغيرة من تمر التَّعْضُوض، وهو من أَسْرَى تُمْرانِ هَجر، أَسْوَدُ جَعْدٌ لَحِيم عَذْب الطعم حُلو.

  وفي حديث وفد عبد القيس: أَطْعِمْنا من بقيَّةِ القَوْس الذي في


(١) قوله [فبج الخ] أَورده المؤلف في مادة نعر وقال: بج شق أَي طعن الثور الكلب فشق جلده، وتقدم في مادة ع ن د فبج كل بالخاء المعجمة ورفع كل والصواب ما هنا.

(٢) قوله [تتقي] كذا بالأصل ولعله تستقي.