لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الذال المعجمة]

صفحة 382 - الجزء 1

  يروى: وأَدْعَرُ مَنْ مَشى.

  وذَبَّ الرجُلُ يَذِبُّ ذَبّاً إِذا شَحَبَ لَوْنُه.

  وذَبَّ: جَفَّ.

  وصَدَرَت الإِبِلُ وبها ذُبابةٌ أَي بَقِية عَطَشٍ.

  وذُبابةُ الدَّيْنِ: بقِيتُه.

  وقيل: ذُبَابَةُ كل شيءٍ بقِيتُه.

  والذُّبابةُ: البقِية من الدَّيْن ونحوِه؛ قال الراجز:

  أَو يَقْضِيَ اللَّه ذُباباتِ الدَّيْنْ

  أَبو زيد: الذُّبابة بقِيَّةُ الشيء؛ وأَنشد الأَصمعي لذي الرُّمة:

  لَحِقْنا، فراجَعْنا الحُمولَ، وإنما ... يُتَلِّي، ذُباباتِ الوداعِ، المُراجِعُ

  يقول: إِنما يُدْرِكُ بقايا الحَوائج من راجَع فيها.

  والذُّبابة أَيضاً: البقِية من مِياه الأَنهارِ.

  وذَبَّبَ النَّهارُ إِذا لم يَبْقَ منه إِلا بقِية، وقال:

  وانْجابَ النهارُ، فَذَبَّبا

  والذُّبابُ: الطَّاعون.

  والذُّبابُ: الجُنونُ.

  وقد ذُبَّ الرجُلُ إِذا جُنَّ؛ وأَنشد شمر:

  وفي النَّصْرِيِّ، أَحْياناً، سَماحٌ ... وفي النَّصْريِّ، أَحْياناً، ذُبابُ

  أَي جُنونٌ.

  والذُبابُ الأَسْوَدُ الذي يكون في البُيوتِ، يَسْقُط في الإِناءِ والطَّعامِ، الواحدةُ ذُبابةٌ، ولا تَقُلْ ذِبَّانة.

  والذُّبابُ أَيضاً: النَّحْل ولا يقال ذبابة في شيءٍ من ذلك، إِلا أَن أَبا عُبيدة رَوَى عن الأَحْمَرِ ذبابة؛ هكذا وقع في كتاب المُصَنَّف، رواية أَبي عليّ؛ وأَما في رواية عليِّ بنِ حمزة، فَحَكى عن الكسائي: الشَّذاةُ ذُبابةُ بعضِ الإِبلِ؛ وحُكِيَ عن الأَحمر أَيضاً: النُّعَرة ذُبابةٌ تَسْقُط على الدَّوابِّ، وأَثْبت الهاءَ فيهما، والصَّواب ذُبابٌ، هو واحدٌ.

  وفي حديث عمر، ¥: كَتَب إِلى عامِلِه بالطَّائف في خَلايا العَسَل وحِمايتِها، إِنْ أَدَّى ما كان يُؤَدِّيه إِلى رسولِ اللَّه، ، من عُشورِ نَحْلِه، فاحْمِ له، فإِنما هو ذُبابُ غَيْثٍ، يأْكُلُه مَنْ شاءَ.

  قال ابن الأَثير: يريدُ بالذُّبابِ النَّحْلَ، وأَضافَه على الغَيْثِ إلى معنى أَنه يكونُ مَعَ المَطَر حيثُ كان، ولأَنه يَعِيشُ بأَكْلِ ما يُنْبِتُه الغَيْثُ؛ ومعنى حِماية الوادي له: أَنَّ النَّحْلَ إِنما يَرْعَى أَنْوارَ النَّباتِ وما رَخُصَ منها ونَعُمَ، فإِذا حُمِيَتْ مَراعِيها، أَقامت فيها ورَعَتْ وعَسَّلَتْ، فكَثُرَتْ منافعُ أَصحابِها؛ وإِذا لم تُحْمَ مَراعِيها، احتاجَت أَنْ تُبْعِدَ في طَلَبِ المَرْعَى، فيكونَ رَعْيُها أَقَلَّ؛ وقيل: معناه أَنْ يُحْمَى لهم الوادي الذي يُعَسِّلُ فيه، فلا يُتْرَكَ أَحدٌ يَعْرِضُ للعَسَل، لأَن سبيلَ العسَل المُباحِ سبيلُ المِياه والمَعادِنِ والصُّيودِ، وإِنما يَمْلِكُه مَنْ سَبَقَ إِليه، فإِذا حَماه ومَنَع الناسَ منه، وانْفَرَدَ به وَجَبَ عليه إِخْراجُ العُشْرِ منه، عند مَن أَوجب فيه الزَّكاة.

  التهذيب: واحدُ الذِّبَّانِ ذُبابٌ، بغير هاءٍ.

  قال: ولا يُقال ذُبَابة.

  وفي التنزيل العزيز: وإِن يَسْلُبْهُم الذُّبابُ شيئاً؛ فسَّروه للواحد، والجمع أَذِبَّةٌ في القِلَّة، مثلُ غُرابٍ وأَغْرِبَةٍ؛ قال النابغة:

  ضَرَّابة بالمِشْفَرِ الأَدِبَّه

  وذِبَّانٌ مثلُ غِرْبانٍ، سيبويه، ولم يَقْتَصِرُوا به على أَدْنى العدد، لأَنهم أَمِنُوا التَّضْعيف، يعني أَنَّ فُعالاً لا يكَسَّرُ في أَدنى العدد على فِعْلانٍ،