لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الذال المعجمة]

صفحة 397 - الجزء 1

  أَيْمَن: موضع. أَبو زيد قال: الزُّبْدُ: حين يَحْصُلُ في البُرْمة فيُطْبَخُ، فهو الإِذْوابةُ، فإِن خُلِطَ اللَّبَنُ بالزُّبْدِ، قيل: ارْتَجَنَ.

  والإِّذْوابُ والإِذْوابةُ: الزُّبْدُ يُذابُ في البُرْمةِ ليُطْبَخ سَمْناً، فلا يزال ذلك اسمَه حتى يُحْقَن في السِّقاءِ.

  وذابَ إِذا قام على أَكْمَلِ الذَّوْبِ، وهو العَسَل.

  ويقال في المَثل: ما يَدْرِي أَيُخْثِرُ أَم يُذِيب؟ وذلك عند شدَّةِ الأَمر؛ قال بشر بن أَبي خازم:

  وكُنْتُمْ كَذاتِ القِدْرِ، لم تَدْرِ إِذ غَلَتْ ... أَتُنْزِلُها مَذْمُومةً أَمْ تُذِيبُها؟

  أَي: لا تَدْرِي أَتَترُكُها خاثِرَةً أَم تُذِيبُها؟ وذلك إِذا خافت أَن يَفْسُدَ الإِذْوابُ.

  وقال أَبو الهيثم: قوله تُذِيبُها تُبْقيها، من قولك: ما ذَابَ في يَدِي شيءٌ أَي ما بَقِيَ.

  وقال غيره: تُذِيبُها تُنْهِبُها.

  والمِذْوَبةُ: المِغْرَفَةُ، عن اللحياني.

  وذَابَ عليه المالُ أَي حصَل، وما ذابَ في يَدِي منه خيرٌ أَي ما حصَل.

  والإِذابةُ: الإِغارةُ.

  وأَذابَ علينا بنو فلانٍ أَي أَغارُوا؛ وفي حديث قس:

  أَذُوبُ اللَّيالي أَو يُجِيبَ صَداكُما

  أَي: أَنْتَظِرُ في مُرورِ اللَّيالي وذَهابِها، من الإِذابة الإِغارة.

  والإِذابةُ: النُّهْبةُ، اسمٌ مصدَر، واستشهد الجوهري هنا ببيت بشر بن أبي خازم، وشرح قوله:

  أَتُنْزِلُها مَذْمُومةً أَم تُذِيبُها؟

  فقال: أَي تُنْهِبُها؛ وقال غيره: تُثْبِتُها، مِن قولهم ذابَ لي عليه من الحَقِّ كذا أَي وَجَبَ وثَبَتَ.

  وذابَ عليه من الأَمْرِ كذا ذَوْباً: وَجَبَ، كما قالوا: جَمَدَ وبَرَدَ.

  وقال الأَصمعي: هو مِن ذابَ، نَقِيض جَمَدَ، وأَصلُ المَثَل في الزُّبْدِ.

  وفي حديث عبد اللَّه: فيَفْرَحُ المَرْءُ أَنْ يَذُوبَ له الحَقُ أَي يَجِبَ.

  وذابَ الرجُل إِذا حَمُقَ بَعْدَ عَقْلٍ، وظَهَرَ فيه ذَوْبةٌ أَي حَمْقة.

  ويقال: ذابَتْ حَدَقَة فلان إِذا سالَتْ.

  وناقةٌ ذَؤُوبٌ أَي سَمِينَةٌ، وليست في غايةِ السِّمَنِ.

  والذُّوبانُ: بقيَّةُ الوَبَر؛ وقيل: هو الشَّعَر على عُنُقِ البَعِيرِ ومِشْفَرِه، وسنذكر ذلك في الذِّيبانِ، لأَنهما لغتان، وعسى أَن يكون مُعاقَبةً، فتَدْخُلُ كل واحدةٍ منهما على صاحِبَتها.

  وفي الحديث: مَنْ أَسْلَمَ عَلى ذَوْبةٍ، أَو مأْثَرَةٍ، فهي له.

  الذَّوْبة: بقيَّة المال يَسْتَذِيبُها الرجلُ أَي يَسْتَبْقِيها؛ والمَأْثَرة: المَكْرُمة.

  والذَّابُ: العَيْبُ، مثلُ الذَّامِ، والذَّيْمِ، والذَّانِ.

  وفي حديث ابن الحَنَفِيَّة: أَنه كان يُذَوِّبُ أُمَّه أَي يَضْفِرُ ذَوائِبَها؛ قال: والقياس يُذَئِّبُ، بالهمز، لأَن عين الذُّؤَابةِ همزة، ولكنه جاءَ غيرَ مهموز كما جاءَ الذَّوائب، على خلافِ القياس.

  وفي حديث الغار: فيُصْبِحُ في ذُوبانِ الناس؛ يقال لصَعالِيك العرب ولُصُوصِها: ذُوبانٌ، لأَنهم كالذِّئْبانِ، وأَصلُ الذُّوبانِ بالهمز، ولكنه خُفِّف فانْقَلَبَت واواً.