لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الراء]

صفحة 137 - الجزء 8

  كالمتعدّي، وغير المتعدي كغير المتعدي؛ قال الأَزهري: والقياس في اشتقاق الفعل منه رَوِعَ يَرْوَعُ رَوَعاً.

  وقلب أَرْوَعُ ورُواعٌ: يَرْتاع لحِدّته من كلّ ما سَمِع أَو رَأَى.

  ورجل أَرْوعُ ورُواعٌ: حَيُّ النفس ذَكيٌّ.

  وناقة رُواعٌ ورَوْعاء: حديدةُ الفؤادِ.

  قال الأَزهري: ناقة رُواعة الفؤاد إِذا كانت شَهْمةً ذَكِيّة؛ قال ذو الرمة:

  رَفَعْتُ لها رَحْلي على ظَهْرِ عِرْمِسٍ ... رُواعِ الفُؤادِ، حُرّةِ الوَجْه عَيْطَلِ

  وقال امرؤ القيس:

  رَوْعاء مَنْسِمُها رَثِيمٌ دامي

  وكذلك الفرس، ولا يوصف به الذكر.

  وفي التهذيب: فرس رُواعٌ، بغير هاء، وقال ابن الأَعرابي: فرس رَوْعاء ليست من الرائعة ولكنها التي كأَنّ بها فزَعاً من ذَكائها وخِفّةِ روحِها.

  وقال: فرس أَروع كرجل أَروع.

  ويقال: ما راعَني إِلا مَجِيئك، معناه ما شَعَرْت إِلا بمحبتك كأَنه قال: ما أَصاب رُوعي إِلا ذلك.

  وفي حديث ابن عباس، ®: فلم يَرُعْني إِلا رجل أَخذَ بمَنْكِبي أَي لم أَشعُر، كأَنه فاجأَه بَغْتةً من غير مَوْعِد ولا مَعْرِفة فراعه ذلك وأَفزعه.

  قال الأَزهري: ويقال سقاني فلان شَرْبةً راعَ بها فُؤادِي أَي بَرَدَ بها غُلَّةُ رُوعي؛ ومنه قول الشاعر:

  سَقَتْني شَرْبةً راعَت فؤادِي ... سَقاها الله مِن حَوْضِ الرَّسُولِ

  قال أَبو زيد: ارْتاعَ للخَبَر وارتاحَ له بمعنى واحد.

  ورُواعُ القَلْبِ ورُوعُه: ذِهْنُه وخَلَدُه.

  والرُّوعُ، بالضم: القَلبُ والعَقْل، ووقع ذلك في رُوعِي أَي نَفْسي وخَلَدِي وبالي، وفي حديثٍ: نَفْسِي.

  وفي الحديث: إِنَّ رُوح القُدُسِ نَفَثَ في رُوعي، وقال: إِنَّ نَفْساً لن تموت حتى تَسْتَوْفيَ رِزْقَها فاتَّقُوا الله وأَجْمِلُوا في الطلَب؛ قال أَبو عبيدة: معناه في نفْسي وخَلَدي ونحو ذلك، ورُوحُ القُدُس: جبريل، #.

  وفي بعض الطُّرق: إِنَّ رُوحَ الأَمين نفَثَ في رُوعي.

  والمُرَوَّعُ: المُلْهَم كأَنّ الأَمر يُلْقَى في رُوعه.

  وفي الحديث المرفوع: إِنّ في كل أُمة مُحَدَّثِين ومُرَوَّعِين، فإِن يكن في هذه الأُمةِ منهم أَحد فهو عُمر؛ المُرَوَّعُ: الذي أُلقي في رُوعه الصواب والصِّدْق، وكذلك المُحَدَّث كأَنه حُدِّثَ بالحقّ الغائب فنطق به.

  وراعَ الشيءُ يَروعُ رُواعاً: رجَع إِلى موضعه.

  وارْتاع كارْتاح.

  والرُّواع: اسم امرأَة؛ قال بشير بن أَبي خازم:

  تَحَمَّلَ أَهلُها منها فَبانُوا ... فأَبْكَتْني مَنازِلُ للرُّواعِ

  وقال رَبِيعة بن مَقْرُوم:

  أَلا صَرَمَتْ مَوَدَّتَكَ الرُّواعُ ... وجَدَّ البَيْنُ منها والوَداعُ

  وأَبو الرُّواعِ: من كُناهم.

  شمر: رَوَّع فلان خُبْزه ورَوَّغَه إِذا رَوَّاه⁣(⁣١).

  وقال ابن بري في ترجمة عجس في شرح بيت الرَّاعي يصف إِبلاً: غَيْر أَروعا، قال: الأَرْوَعُ الذي يَرُوعك جَماله؛ قال: وهو أَيضاً الذي يُسْرِعُ إِليه الارْتياعُ.

  ريع: الرَّيْع: النَّماء والزيادة.

  راعَ الطعامُ وغيره يَرِيع رَيْعاً ورُيُوعاً ورِياعاً؛ هذه عن اللحياني،


(١) قوله [إذا رواه] اي بالدسم.