لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل القاف]

صفحة 303 - الجزء 8

  ، نهى عن القَنازِعِ؛ هو أَن يؤخذ بعض الشعر ويترك منه مواضع متفرّقة لا تؤخذ كالقَزَعِ.

  ويقال: لم يبق من شعَرِه إِلا قُنْزُعةٌ، والعُنْصُوةُ مثل ذلك، قال: وهذا مثل نهيه عن القَزَعِ.

  وفي حديث ابن عمر: سئل عن رجل أَهَلَّ بعُمْرةٍ وقد لَبَّدَ وهو يريد الحج فقال: خذ من قَنازِعِ رأسك أَي مما ارتفع من شعرك وطال.

  وفي الحديث: غَطِّي قَنازِعَكِ يا أُمّ أَيْمَنَ، وقيل: هو القليل من الشعر إِذا كان في وسط الرأْس خاصّةً؛ قال ذو الرمة يصف القَطا وفِراخَها:

  يَنُؤْنَ، ولم يُكْسَيْنَ إِلَّا قَنازِعاً ... من الرِّيشِ، تَنْواءَ الفِصالِ الهَزائِلِ

  وقيل: هو الشعر حَوالَي الرأْس؛ قال حميد الأَرقط يصف الصَّلَعَ:

  كأَنَّ طَسًّا بَيْنَ قُنْزُعاتِه ... مَرْتاً، تَزِلُّ الكَفُّ عن قِلاته⁣(⁣١)

  والجمع قُنْزُعٌ؛ قال أَبو النجم:

  طَيَّر عنها قُنْزُعاً من قُنْزُعِ ... مَرُّ اللَّيالِي؛ أَبْطِئِي وأَسْرِعِي

  ويروى:

  سُيِّرَ عنه قُنْزُعٌ عن قُنْزُعِ

  والقُنْزُعُ والقُنْزُعةُ: الريش المجتمع في رأْس الديك.

  والقُنْزُعةُ: المرأَة القصيرة.

  الأَزهري: القنزعة المرأَة القصيرة جدّاً.

  والقَنازِعُ: الدّواهِي.

  والقُنْزُعةُ: العَجْبُ.

  وقَنازِعُ الشعر: خُصَلُه، وتشبه بها قنازِعُ النصِيِّ والأَسْنِمةِ؛ قال ذو الرمة:

  قَنازِع أَسْنامٍ بها وثُغام

  والقَنَازِعُ من الشعَر: ما تَبَقَّى في نَواحِي الرأْسِ متفرقاً؛ وأَنشد:

  صَيَّرَ مِنْكَ الرأْسَ قُنْزُعاتِ ... واحْتَلَقَ الشَّعْرَ على الهاماتِ

  والقَنازِعُ في غير هذا: القبيحُ من الكلام؛ قال عدي بن زيد:

  فَلَمْ أَجْتَعِلْ فيما أَتيْتُ مَلامةً ... أَتيْتُ الجَمالَ، واجْتَنَبْتُ القَنازعا

  ابن الأَعرابي: القَنازِعُ والقَناذِعُ القبيحُ من الكلام، فاستوى عندهما الزاي والذال في القبيح من الكلام، فأَما في الشعَر فلم أَسمع إِلا القَنازِعَ.

  وروى الأَزهري عن سَرْوَعةَ الوُحاظِيِّ قال: كنا مع أَبي أَيوبَ في غَزْوةٍ فرَأَى رجلاً مريضاً فقال له: أَبشر ما من مسلم يَمْرَضُ في سبيل الله إِلَّا حَطَّ الله عنه خَطاياه ولو بَلَغَتْ قُنْزُعةَ رأْسِه، قال: ورواه بُنْدارٌ عن أَبي داودَ عن شُعْبةَ، قال بُنْدارٌ: قلت لأَبي داود: قل قُنْزُعة، فقال: قُنْذُعة، قال شمر: والمعروفُ في الشعَر القُنْزُعةُ والقَنازِعُ كما لَقَّنَ بندار أَبا داود فلم يَلْقَنْه.

  والقَنازِعُ: صِغارُ الناسِ.

  والقُنْزُعةُ: حَجر أَعظم من الجَوْزةِ.

  قنفع: القُنْفُعُ: القصيرُ الخسِيسُ.

  والقُنْفُعةُ: القُنْفُذةُ الأُنثى، وتَقَنْفُعُها تَقَبُّضُها.

  والقُنْفُعةُ أَيضاً: الفأْرةُ.

  الأَزهري: القُنفع الفأْرُ، القاف قبل الفاء.

  وقال أَيضاً: من أَسماء الفأْر الفُنْقُعُ، الفاء قبل القاف، وقد تقدم ذكره.

  والقُنْفُعةُ والفُنْقُعةُ جميعاً: الاست؛


(١) قوله [قلاته] كذا بالأصل، وهو جمع القلت بالفتح: النقرة في الجبل يستنقع فيها الماء، وفي شرح القاموس: صفاته، واحد الصفا بالفتح فيهما.