لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الميم]

صفحة 343 - الجزء 8

  ومَلِيعٌ: هَضْبةٌ بعينها؛ قال المَرَّارُ الفَقْعَسِيُّ:

  رأَيتُ، ودُونَها هَضْباتُ سَلْمَى ... حُمُولَ الحَيِّ عالِيةً مَلِيعا

  قال: مَلِيعٌ مَدَى البَصَرِ أَرضٌ مستويةٌ.

  ومَلاعِ: موضع.

  والمَلِيعُ والمَلاعُ: المَفازَةُ التي لا نبات بها.

  ومن أَمثالها قولهم: أَوْدَتْ به عُقابُ مَلاعٍ؛ قال بعضهم: ملاعٌ مضاف، ويقال: مَلاعٌ من نعت العُقابِ أُضِيفَتْ إِلى نَعْتِها، قال أَبو عبيد: يقال ذلك في الواحد والجمع وهو شبيه بقولهم: طارت به العَنْقاءُ، وحَلَّقَتْ به عَنْقاءُ مُغْرِبٍ؛ قال أَبو الهيثم: عُقابُ مَلاعٍ وهو العُقَيِّبُ الذي يصيد الجِرْذانَ يقال له بالفارسية مُوشْ خَوارْ؛ قال: ومن أَمثالهم لأَنْتَ أَخَفُّ يَداً من عُقَيِّبِ مَلاعَ يا فتى، منصوب، قال: وهو عُقابٌ تأْخُذُ العصافيرَ والجِرْذان ولا تأْخذ أَكبر منها.

  والمَيْلَع: السريعُ؛ قال الحسين بن مُطَيْر الأَسدي يصف فرساً:

  مَيْلَعُ التقْريبِ يَعبُوبٌ، إِذا ... بادَرَ الجَوْنةَ، واحْمَرَّ الأُفُقْ

  ابن الأَعرابي: يقال مَلَعَ الفَصِيلُ أُمَّه ومَلق أُمه إِذا رَضَعَها.

  منع: المَنْعُ: أَن تَحُولَ بين الرجل وبين الشيء الذي يريده، وهو خلافُ الإِعْطاءِ، ويقال: هو تحجيرُ الشيء، مَنَعَه يَمْنَعُه مَنْعاً ومَنَّعَه فامْتَنَع منه وتمنَّع.

  ورجل مَنُوعٌ ومانِعٌ ومَنَّاعٌ: ضَنِينٌ مُمْسِكٌ.

  وفي التنزيل: مَنَّاعٍ للخير، وفيه: وإِذا مسَّه الخيْرُ مَنُوعاً.

  ومَنِيعٌ: لا يُخْلَصُ إِليه في قوم مُنَعاءَ، والاسم المَنَعةُ والمَنْعةُ والمِنْعةُ.

  ابن الأَعرابي: رجل مَنُوعٌ يَمْنَع غيره، ورجل مَنِعٌ يمنع نفسه، قال: والمَنِيعُ أَيضاً الممتنِعُ، والمَنُوع الذي منع غيره؛ قال عمرو بن معديكرب:

  بَراني حُبُّ مَنْ لا أَسْتَطِيعُ ... ومَنْ هو للذي أَهْوَى مَنُوعُ

  والمانِعُ: من صفات الله تعالى له معنيان: أَحدهما ما روي عن النبي، ، أَنه قال: اللهم لا مانِعَ لما أَعْطَيْتَ ولا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ، فكان ø يُعْطِي من استحقَّ العطاءَ ويمنع من لم يستحق إِلَّا المنع، ويعطي من يشاء ويمنع من يشاء وهو العادل في جميع ذلك، والمعنى الثاني من تفسير المانع أَنه تبارك وتعالى يمنع أَهل دينه أَي يَحُوطُهم وينصرهم، وقيل: يمنع من يريد من خلقه ما يريد ويعطيه ما يريد، ومن هذا يقال فلان في مَنَعةٍ أَي في قوم يحمونه ويمنعونه، وهذا المعنى في صفة الله بالغ، إِذ لا منعة لمن لم يمنعه الله ولا يمتنع من لم يكن الله له مانعاً.

  وفي الحديث: اللهم مَن مَنَعْتَ مَمْنُوعٌ أَي من حَرَمْتَه فهو مَحْرُومٌ لا يعطيه أَحد غيرك.

  وفي الحديث: أَنه كان ينهي عن عُقُوقِ الأُمَّهات ومَنْعٍ وهات أَي عن مَنْعِ ما عليه إِعطاؤُه وطَلبِ ما ليس له.

  وحكى ابن بري عن النَّجِيرَمِيّ⁣(⁣١): مَنَعةٌ جمع مانِعٍ.

  وفي الحديث: سيَعُوذُ بهذا البيتِ قومٌ ليست لهم مَنْعةٌ أَي قوَّة تمنع من يريدهم بسوء، وقد تفتح النون، وقيل: هي بالفتح جمعُ مانِعٍ مثل كافِرٍ وكُفَرةٍ.

  ومانَعْتُه الشيءَ مُمَانَعةً، ومَنُعَ الشيءُ مَناعةً، فهو


(١) قوله [النجيرمي] حكى ياقوت في مجمعه فتح الجيم وكسرها مع فتح الراء.