لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الميم]

صفحة 344 - الجزء 8

  مَنِيعٌ: اعتَزَّ وتعسَّر.

  وفلان في عِزٍّ ومَنَعةٍ، بالتحريك وقد يُسكن، يقال: المَنعةُ جمعٌ كما قدَّمنا أَي هو في عِزٍّ ومن يَمْنعه من عشيرتِه، وقد تمنَّع.

  وامرأَة مَنِيعةٌ متمنِّعةٌ: لا تؤاتى على فاحِشةٍ، والفعلُ كالفعل، وقد مَنُعَتْ مَناعةً، وكذلك حصِنٌ مَنِيعٌ، وقد مَنُعَ، بالضم، مَناعةً إِذا لم يُرَمُ.

  وناقة مانِعٌ: مَنَعَتْ لبنها، على النسب؛ قال أُسامةُ الهُذَلي:

  كأَني أُصادِيها على غُبْرِ مانِعٍ ... مُقَلِّصةٍ، قد أَهْجَرَتها فُحُولُها

  ومَناعِ: بمعنى امْنَعْ.

  قال اللحياني: وزعم الكسائي أَن بني أَسد يفتحون مَناعَها ودَراكَها وما كان من هذا الجنس، والكسر أَعرف.

  وقوسٌ مَنْعةٌ: ممتنعةٌ مُتَأَبِّيةٌ شاقَّةٌ؛ قال عمرو بن براء:

  ارْمِ سَلاماً وأَبا الغَرَّافِ ... وعاصماً عن مَنْعَةٍ قَذَّافِ

  والمُتَمنِّعَتانِ: البكْرَةُ والعَناقُ يَتَمَنَّعانِ على السَّنةِ لفَتائِهما وإِنهما يَشْبَعانِ قَبْلَ الجِلَّةِ، وهما المُقاتِلتانِ الزمانَ على أَنفُسِهما.

  ورجل مَنِيعٌ: قويُّ البدن شديدُه.

  وحكى اللحياني: لا مَنْعَ عن ذاك، قال: والتأْويل حقّاً أَنك إِن فعلت ذلك.

  ابن الأَعرابي: المَنْعِيُّ أَكَّالُ المُنُوعِ وهي السَّرطاناتُ، واحدها مَنْعٌ.

  ومانِعٌ ومَنِيعٌ ومُنَيْعٌ وأَمْنَعُ: أَسماءٌ.

  ومَناعِ: هَضْبةٌ في جبل طيِّءٍ.

  والمَناعةُ: اسم بلد؛ قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ:

  أَرَى الدَّهْر لا يَبْقَى على حَدَثانِه ... أُبُودٌ بأَطرافِ المَناعةِ جَلْعَدُ⁣(⁣١)

  قال ابن جني: المَناعةُ تحتمل أَمرين: أَحدهما أَن تكون فَعالةً من مَنَعَ، والآخر أَن تكون مَفْعَلَةً من قولهم جائِعٌ نائِعٌ، وأَصلها مَنْوَعةٌ فجرَت مَجْرى مَقامةٍ وأَصلُها مَقْوَةٌ.

  مهع: في التهذيب خاصّة: المَهَعُ، الميم قبل الهاء: تَلَوُّنُ الوجه من عارِضٍ فادِحٍ، وأَما المَهْيَعُ فهو مَفْعَلٌ من هاعَ يَهِيعُ، والميم ليست بأَصلية.

  موع: ماعَ الفِضّةُ والصُّفْرُ في النار: ذاب.

  ميع: ماعَ والدمُ والسَّرابُ ونحوه يَمِيعُ مَيْعاً: جرى على وجه الأَرض جرْياً منبسطاً في هِينةٍ، وأَماعَه إِماعَةً وإِماعاً؛ قال الأَزهري: وأَنشد الليث:

  كأَنَّه ذُو لِبَدٍ دَلَهْمَسُ ... بساعِدَيْه جَسَدٌ مُوَرَّسُ،

  من الدِّماءِ، مائِعٌ ويُبَّسُ

  والمَيْعُ: مصدر قولك ماعَ السمْنُ يَمِيعُ أَي ذابَ؛ ومنه حديث ابن عمر: أَنه سئل عن فأْرةٍ وقَعَت في سَمْنٍ فقال: إِن كان مائعاً فأَرِقْه، وإِن كان جامِساً فأَلْقِ ما حوْلَه؛ قوله إِن كان مائعاً أَي ذائباً، ومنه سميت المَيْعَةُ لأَنها سائلةٌ، وقال عطاء في تفسير الويل: الوَيْلُ وادٍ في جهنم لو سُيِّرَت فيه الإِبلُ لَما عَت من حَرّه فيه أَي ذابَتْ وسالَتْ، نعوذ بالله من ذلك.

  وفي حديث عبد الله بن مسعود حين سئل عن المُهْلِ: فأَذابَ فِضَّةً فجعلت تَمَيَّعُ وتَمَوَّنُ فقال: هذا من أَشْبه ما أَنتم راؤُون بالمُهْلِ.

  وفي حديث المدينة: لا يريدها أَحد بِكَيْدٍ إِلا انْماعَ كما يَنْماعُ المِلْحُ في الماءِ أَي يَذُوبُ ويجري.

  وفي حديث جرير: ماؤُنا يَمِيعُ وجَنابُنا مَرِيعٌ.

  وماعَ الشيءُ والصُّفْرُ والفِضَّةُ يَمِيعُ وتَمَيَّعَ: ذابَ وسالَ.


(١) قوله [بأطراف المناعة] تقدم في مادة أبد إِنشاده بأطراف المثاعد.