[فصل الهمزة]
  يجوزُ الأُلَّاف وهو جمع آلِف، والآلاف جمع إلْفٍ.
  وقد ائتَلَفَ القومُ ائتِلافاً وأَلَّفَ اللَّه بينهم تأْليفاً.
  وأَوالِفُ الطير: التي قد أَلِفَتْ مكةَ والحرمَ، شرفهما اللَّه تعالى.
  وأَوالِفُ الحمام: دَواجِنُها التي تأْلَفُ البيوتَ؛ قال العجاج:
  أَوالِفاً مكةَ من وُرْقِ الحِمى
  أَراد الحَمام فلم يستقم له الوزن فقال الحِمى؛ وأَما قول رؤبة:
  تاللَّه لو كنت من الأَلَّافِ
  قال ابن الأَعرابي: أَراد بالأُلَّاف الذين يأْلَفُون الأَمْصارَ، واحدهم آلِفٌ.
  وآلَفَ الرجلُ: تَجِرَ.
  وأَلَّفَ القومُ إلى كذا وتَأَلَّفُوا: استجاروا.
  والأَلِفُ والأَلِيفُ: حرف هجاء؛ قال اللحياني: قال الكسائي الأَلف من حروف المعجم مؤنثة، وكذلك سائر الحروف، هذا كلام العرب وإن ذكَّرت جاز؛ قال سيبوبه: حروف المعجم كلها تذكر وتؤنث كما أَنَّ الإِنسان يذكَّر ويؤنث.
  وقوله ø: أَلم ذلك الكتاب، وأَلمص، وأَلمر؛ قال الزجاج: الذي اخترنا في تفسيرها قول ابن عباس إن أَلم: أَنا اللَّه أَعلم، وأَلمص: أَنا اللَّه أَعلم وأَفْصِلُ، وأَلمر: أَنا اللَّه أَعلم وأرى؛ قال بعض النحويين: موضع هذه الحروف رفع بما بعدها، قال: أَلمص كتاب، فكتاب مرتفع بأَلمص، وكأَنّ معناه أَلمص حروف كتاب أُنزل إليك، قال: وهذا لو كان كما وصف لكان بعد هذه الحروف أَبداً ذكر الكتاب، فقوله: أَلم اللَّه لا إله إلا هو الحيّ القيوم، يدل على أَن الأَمر مرافع لها على قوله، وكذلك: يس والقرآن الحكيم، وقد ذكرنا هذا الفصل مستوفى في صدر الكتاب عند تفسير الحروف المُقَطَّعةِ من كتاب اللَّه ø.
  أنف: الأَنْفُ: المَنْخَرُ معروف، والجمع آنُفُ وآنافٌ وأُنُوفٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
  بِيضُ الوُجُوه كَريمةٌ أَحْسابُهُمْ ... في كلِّ نائِبَةٍ، عِزازُ الآنُفِ
  وقال الأَعشى:
  إذا رَوَّحَ الرَاعي اللِّقاحَ مُعَزِّباً ... وأَمْسَتْ على آنافِها غَبَراتُها
  وقال حسان بن ثابت:
  بِيضُ الوُجُوه، كَرِيمةٌ أَحْسابُهُم ... شُمُّ الأَنُوفِ من الطِّرازِ الأَوَّلِ
  والعرب تسمي الأَنْفَ أَنْفين؛ قال ابن أَحمر:
  يَسُوفُ بأَنْفَيْه النِّقاعَ كأَنه ... عن الرَّوْضِ من فَرْطِ النَّشاطِ، كَعِيمُ
  الجوهري: الأَنْفُ للإِنسان وغيره.
  وفي حديث سَبْقِ الحَدَثِ في الصلاة: فليَأْخُذْ بأَنفِه ويَخْرُجْ؛ قال ابن الأَثير: إنما أَمَره بذلك ليُوهِمَ المُصَلِّين أَن به رُعافاً، قال: وهو نوع من الأَدب في سَتْرِ العَوْرَة وإخْفاء القَبيحِ، والكنايةِ بالأَحْسَن عن الأَقْبح، قال: ولا يدخل في باب الكذب والرياء وإنما هو من باب التَّجَمُّل والحَياء وطلَبِ السلامة من الناس.
  وأَنَفَه يَأْنُفُه ويأْنِفُه أَنْفاً: أَصابَ أَنْفَه.
  ورجل أُنافيٌّ: عَظِيم الأَنْفِ، وعُضادِيٌّ: عظيم العَضُد، وأُذانيٌّ: عظيم الأُذن.