لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل التاء المثناة]

صفحة 17 - الجزء 9

  تحف: التُّحْفةُ: الطُرْفةُ من الفاكهة وغيرها من الرَّياحين.

  والتُّحْفةُ: ما أَتْحَفْتَ به الرجلَ من البِرِّ واللُّطْف والنَّغَص، وكذلك التُّحَفة، بفتح الحاء، والجمع تُحَفٌ، وقد أَتْحَفَه بها واتَّحَفَه؛ قال ابن هَرْمةَ:

  واسْتَيْقَنَتْ أَنها مُثابِرةٌ ... وأَنَّها بالنَّجاحِ مُتَّحِفَه

  قال صاحب العين: تاؤه مبدلة من واو إلا أَنَّها لازمةٌ لجميع تَصارِيف فعلها إلا في يَتَفَعل.

  يقال: أَتْحَفْتُ الرجل تُحْفةً وهو يَتَوَحَّفُ، وكأَنهم كرهوا لزوم البدل ههنا لاجتماع المِثْلين فردوه إلى الأَصل، فإن كان على ما ذهب إليه فهو من وَحَفَ، وقال الأَزهري: أَصل التُّحْفةِ وُحْفةٌ، وكذلك التُّهَمَةُ أَصلها وُهَمَةٌ، وكذلك التُّخَمةُ، ورجل تُكَلةٌ، والأَصل وُكَلة، وتُقاةٌ أَصلها وُقاةٌ، وتُراثٌ أَصله وُراثٌ.

  وفي الحديث: تُحْفةُ الصائِم الدُّهْنُ والمِجْمَرُ، يعني أَنه يُذْهِب عنه مَشَقَّةَ الصوْمِ وشِدَّتَه.

  وفي حديث أَبي عَمْرةَ في صفة التمر: تُحْفةُ الكَبير وصُمْتةُ الصغير.

  وفي الحديث: تُحْفةُ المؤمنِ الموتُ أَي ما يُصِيبُ المؤْمنَ في الدنيا من الأَذى، وما له عند اللَّه من الخير الذي لا يَصِلُ إليه إلا بالموتِ؛ وأَنشد ابن الأَثير:

  قد قُلْت إذ مَدَحُوا الحياةَ وأَسْرَفُوا: ... في المَوْتِ أَلْفُ فَضِيلةٍ لا تُعْرَفُ

  مِنْها أَمانُ عَذابِه بِلقائِه ... وفِراقُ كلِّ مُعاشِرٍ لا يُنْصِفُ

  ويشبهه الحديث الآخر: الموتُ راحةُ المؤمنِ.

  ترف: الترَفُ: التَّنَعُّمُ، والتُّرْفةُ النَّعْمةُ، والتَّتْريفُ حُسْنُ الغِذاء.

  وصبيٌّ مُتْرَفٌ إذا كان مُنَعَّمَ البدنِ مُدَلَّلاً والمُتْرَفُ: الذي قد أَبْطَرَتْه النعمةُ وسَعة العيْشِ.

  وأَتْرَفَتْه النَّعْمةُ أَي أَطْغَتْه.

  وفي الحديث: أَوْه لفِراخِ محمدٍ من خليفة يُسْتَخْلَفُ عِتْريفٍ مُتْرَفٍ؛ المُتْرَفُ: المُتَنَعِّمُ المُتَوَسِّعُ في مَلاذِّ الدنيا وشَهواتِها.

  وفي الحديث: أَنَّ إبراهيم، عليه الصلاة والسلام، فُرَّ به من جَبَّارٍ مُتْرَفٍ.

  ورجل مُتْرَفٌ ومُتَرَّفٌ: مُوَسَّعٌ عليه.

  وتَرَّفَ الرجلَ وأَتْرَفَه: دَلَّلَه ومَلَّكَه.

  وقوله تعالى: إلا قال مُتْرَفُوها؛ أَي أُولو الترفةِ وأَراد رؤساءَها وقادةَ الشرّ منها.

  والتُّرْفةُ، بالضم: الطعامُ الطيب، وكل طُرْفة تُرْفةٌ، وأَتْرَفَ الرجلَ: أَعطاه شَهْوَتَه؛ هذه عن اللحياني.

  وتَرِفَ النباتُ: تَرَوّى.

  والتُّرْفة، بالضم: الهَنةُ الناتئةُ في وسط الشَّفةِ العليا خِلْقةً وصاحبها أَتْرَفُ.

  والتُّرفة: مِسْقاةٌ يُشْرَبُ بها.

  تفف: التُّفُّ: وسَخُ الأَظْفارِ، وفي المحكم: وسَخ بين الظُّفُرِ والأَنْمُلةٍ، وقيل: هو ما يجتمع تحت الظفر من الوسَخ؛ والأُفُّ: وسخُ الأُذن، والتَّتْفِيفُ من التُّفِّ كالتَّأْفِيف من الأُفِّ.

  وقال أَبو طالب: قولهم أُفٌّ وأُفَّةٌ وتُفٌّ وتُفّةٌ، فالأُفُّ وسخُ الأُذن، والتفّ وسخ الأَظْفار، فكان ذلك يقال عند الشئ يستقذر ثم كثر حتى صاروا يستعملونه عند كل ما يتَأَذَّوْنَ به، وقيل: أُفٌّ له معناه قلَّةٌ له، وتُفٌّ اتباع مأْخوذ من الأَفَفِ، وهو الشيء القليل.

  ابن الأَعرابي: تَفْتَفَ الرجلُ إذا تَقَذَّرَ بعد تَنْظِيفٍ.

  ويقال: أَفَّ يَؤُفُّ ويَئِفُّ إذا