لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الجيم]

صفحة 29 - الجزء 9

  الطلعةِ وِعاؤها الذي تكون فيه، والجمع الجُفوفُ، ويروى في جُّبّ، بالباء.

  قال ابن دريد: الجُفُّ نِصْفُ قِرْبة تُقطع من أَسْفلِها فتجعل دَلْواً؛ قال:

  رُّبَّ عَجُوزٍ رأْسُها كالقُفَّه ... تَحْمِلُ جُفّاً معها هِرْشَفّه الهِرْشَفَّةُ

  خِرْقةٌ ينشَّف بها الماء من الأَرض.

  والجُفُّ: شيء من جُلود الإِبل كالإِناء أَو كالدَّلْو يؤخذ فيه ماء السماء يسَعُ نِصْفَ قِرْبة أَو نحوه.

  الليث: الجُفَّةُ ضرب من الدِّلاء يقال هو الذي يكون مع السَّقَّائِينَ يملؤون به المزايدَ.

  القُتَيْبي: الجُفُّ قِرْبة تُقْطع عند يديها ويُنْبَذ فيها.

  والجُفُّ: الشنُّ البالي يقطع من نصفه فيجعل كالدلو، قال: وربما كان الجُفّ من أَصل نخل يُنْقَر.

  قال أَبو عبيد: الجفّ شيء ينقر من جذوع النخَل.

  وفي حديث أَبي سعيد: قيل له النَّبيذُ في الجُفّ، فقال: أَخْبَثُ وأَخْبَثُ؛ الجُفّ: وعاء من جلود لا يُوكأُ أَي لا يُشَدّ، وقيل: هو نصف قربة تقطع من أَسفلها وتتخذ دلواً.

  والجُفُّ: الوطْبُ الخَلَقُ؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

  إبْلُ أَبي الحَبْحابِ إبْلٌ تُعْرَفُ ... يَزِينُها مُجَفَّفٌ مُوَقَّفُ

  إنما عنى بالمُجفَّفِ الضَّرْعَ الذي كالجُفِّ وهو الوطْبُ الخَلَقُ.

  والمُوَقَّفُ: الذي به آثار الصِّرار.

  والجُفُّ: الشيخ الكبير على التشبيه بها؛ عن الهجري.

  وجُفُّ الشيء: شَخْصُه.

  والجُفُّ والجُفَّةُ والجَفَّة، بالفتح: جماعة الناس.

  وفي الحديث عن ابن عباس: لا نَفَلَ في غنِيمةٍ حتى تُقْسَمَ جُفَّةً أَي كلَّها، ويروى: حتى تقسم على جُفَّتِه أَي على جماعة الجيش أَولًا.

  ويقال: دُعِيتُ في جَفَّة الناس، وجاء القوم جَفّةً واحدة.

  الكسائي: الجَفَّةُ والضّفَّة والقِمَّةُ جماعة القوم؛ وأَنشد الجوهري على الجُفّ، بالضم، الجماعة قول النابغة يُخاطِبُ عَمْرو بن هندٍ الملك:

  مَنْ مُبْلِغٌ عَمْرو بنَ هِنْدٍ آيةً ... ومِنَ النَّصيحةٍ كَثْرَةُ الإِنْذارِ:

  لا أَعْرِفَنَّكَ عارِضاً لِرِماحِنا ... في جُفِّ تَغْلِبَ وارِدِي الأَمْرارِ

  يعني جَماعَتَهم.

  قال: وكان أَبو عبيدة يرويه في جُفِّ ثَعْلَبَ، قال: يريد ثَعْلَبَةَ بنَ عَوف بن سعد ابن ذُبْيانَ.

  وقال ابن سيده: الجفّ الجمع الكثير من الناس، واستشهد بقوله: في جفّ ثَعْلَب، قال: ورواه الكوفيون في جوف تغلب، قال: وقال ابن دريد هذا خطأ.

  وفي الحديث: الجَفاء في هذين الجُفَّيْن: رَبيعةَ ومُضَر؛ هو العدد الكثير والجماعة من الناس؛ ومنه قيل لبكر وتميم الجُفّانِ؛ قال حميد بن ثور الهلالي:

  ما فَتِئَتْ مُرَّاقُ أَهلِ المِصْرَيْنْ: ... سَقْطَ عُمانَ، ولُصُوصَ الجُفَّيْنْ

  وقال ابن بري: الرَّجز لحُميد الأَرْقط؛ وقال أَبو ميمون العجلي:

  قُدْنا إلى الشامِ جِيادَ المِصْرَيْنْ: ... مِنْ قَيْس عَيْلانَ وخَيْلِ الجُفَّيْنْ

  وفي حديث عمر، ¥: كيف يَصْلُح أَمرُ بلد جُلُّ أَهلِه هذانِ الجُفّان؟ وفي حديث عثمان، ¥: ما كنتُ لأَدَعَ المسلمين بين جُفَّيْن