لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الراء]

صفحة 440 - الجزء 1

  فهو بمعنى قوله يَشُوبُ أَي يُدافِعُ مُدافعةً لا يُبالِغُ فيها، ومرة يَكْسَلُ فلا يُدافِعُ بَتَّةً.

  قال أَبو منصور: وقيل في قولهم: هو يَشُوبُ أَي يَخْلِطُ الماءَ باللبن فيُفْسِدُه؛ ويَرُوبُ: يُصْلِحُ، من قول الأَعرابي: رابَ إِذا أَصْلَح؛ قال: والرَّوْبةُ إِصْلاحُ الشأْن والأَمر، ذكرهما غير مهموزين، على قول من يُحَوِّل الهمزةَ واواً.

  ابن الأَعرابي: رابَ إِذا سكن؛ ورابَ: اتَّهَمَ.

  قال أَبو منصور: إِذا كان رابَ بمعنى أَصْلَحَ، فأَصْله مهموز، من رَأَبَ الصَّدْعَ، وقد مضى ذكرها.

  ورَوَّبَ اللبنَ وأَرابه: جَعله رائِباً.

  وقيل: المُرَوَّبُ قبل أَن يُمْخَضَ، والرَّائِبُ بعد المَخْضِ وإِخْراجِ الزبد.

  وقيل: الرَّائبُ يكون ما مُخِضَ، وما لم يُمْخَضْ.

  قال الأَصمعي: الرائبُ الذي قد مُخِضَ وأُخْرِجَتْ زُبْدَتُه.

  والمُروَّبُ الذي لم يُمْخَضْ بعد، وهو في السقاءِ، لم تُؤْخَذْ زُبْدَتُه.

  قال أَبو عبيد: إِذا خَثُرَ اللبن، فهو الرَّائبُ، فلا يزال ذلك اسمَه حتى يُنْزَعَ زُبده، واسمه على حاله، بمنزلة العُشَراءِ من الإِبل، وهي الحامل، ثم تَضَعُ، وهو اسمها؛ وأَنشد الأَصمعي:

  سَقاك أَبو ماعزٍ رَائباً ... ومَنْ لك بالرائِبِ الخاثِرِ؟

  يقول: إِنما سَقاكَ المَمْخُوضَ، ومَن لك بالذي لمْ يُمْخَضْ ولم يُنْزَعْ زُبْدُه؟ وإِذا أَدْرَكَ اللَّبَنُ ليُمْخَضَ، قيل: قد رابَ.

  أَبو زيد: التَّرْويبُ أَن تَعْمِدَ إِلى اللبن إِذا جَعَلْته في السِّقاءِ، فَتُقَلِّبَه ليُدْرِكَه المَخْضُ، ثم تَمْخَضُه ولم يَرُبْ حَسَناً، هذا نص قوله؛ وأَراد بقوله حَسَناً نِعِمّا.

  والمِرْوَبُ: الإِناءُ والسِّقاءُ الذي يُرَوَّبُ فيه اللبنُ.

  وفي التهذيب: إِناءٌ يُرَوَّبُ فيه اللبن.

  قال:

  عُجَيِّزٌ منْ عامر بن جَنْدَبِ ... تُبْغِضُ أَن تَظْلِمَ ما في المِرْوَبِ

  وسِقاءٌ مُرَوَّبٌ: رُوِّبَ فيه اللبَنُ.

  وفي المثل: للعرب أَهْوَنُ مَظْلُومٍ سِقاءٌ مُرَوَّبٌ.

  وأَصله: السِّقاءُ يُلَفُّ حتى يَبْلُغ أَوانَ المَخْضِ، والمَظْلُومُ: الذي يُظْلَم فيُسْقَى أَو يُشْرَب قبل أَن تَخْرُجَ زُبْدَتُه.

  أَبو زيد في باب الرجل الذليل المُسْتَضْعَفِ: أَهْوَنُ مَظْلُومٍ سِقاءٌ مُرَوَّبٌ.

  وظَلَمْتُ السِّقاءَ إِذا سَقَيْتُه قبل إِدْراكِه.

  والرَّوْبَةُ: بَقِيةُ اللبن المُرَوَّب، تُتْرَكُ في المِرْوَبِ حتى إِذا صُبَّ عليه الحَليبُ كان أَسْرَعَ لرَوْبِه.

  والرُّوبةُ والرَّوْبةُ: خَميرةُ اللبن، الفتح عن كراع.

  ورَوْبةُ اللبن: خَمِيرة تُلْقَى فيه من الحامِض ليَرُوبَ.

  وفي المثل: شُبْ شَوْباً لك رُوبَتُه، كما يقال: احْلُبْ حَلَباً لك شَطْرُه.

  غيره: الرَّوْبَةُ خَمِيرُ اللبن الذي فيه زُبْدُه، وإِذا أُخْرِجَ زُبْدُه فهو رَوْبٌ، ويسمى أَيضاً رائباً، بالمعنيين.

  وفي حديث الباقر: أَتَجْعَلُونَ في النَّبِيذِ الدُّرْدِيَّ؟ قيل: وما الدُّرْدِيُّ؟ قال الرُّوبةُ.

  الرُّوبةُ، في الأَصل: خَمِيرةُ اللَّبَنِ، ثم يُسْتَعمَلُ في كل ما أَصْلَحَ شيئاً، وقد تهمز.

  قال ابن الأَعرابي: روي عن أَبي بكر في وَصِيَّتِه لعُمَرَ، ®: عَلَيْكَ بالرَّائِبِ مِن الأُمورِ، وإِيَّاكَ والرَّائِبَ