لسان العرب،

ابن منظور (المتوفى: 711 هـ)

[فصل الزاي]

صفحة 135 - الجزء 9

  أَطْرافُ الأَديمِ؛ عن ثعلب، وقيل: زَعانِفُ الأَديمِ أَطْرافُه التي تُشَدُّ فيها الأَوْتاد إذا مُدَّ في الدِّباغ، الواحدة زَعْنفةٌ وزِعْنفة.

  والزَّعانِفُ: أَجْنِحةُ السَّمك، والواحد كالواحد، وكلُّ شيء قَصيرٍ زَعْنفةٌ وزِعْنَفة، وزَعانِفُ كلِّ شيء رَديئُه ورُذالُه؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

  طِيري بمِخْراقٍ أَشَمَّ، كأَنه ... سَلِيمُ رِماحٍ لم تَنَلْه الزَّعانِفُ

  أَي لم تَنَلْه النِّساء الزَّعانفُ الخسائِسُ، يقول: لم تنله زعانِفُ النساء أَي لم يتزوّج لَئيمةً قطَّ فتَنالَه، وقيل: إنما سمي رُذالُ الناسِ زَعانِفَ على التشبيه بِزَعانِفِ الثوب والأَديمِ، وليس بقَويّ.

  الأَزهري: إذا رأَيت جماعة ليس أَصلُهم واحداً قلت: إنما هم زَعانِفُ بمنزلة زعانف الأَديم، وهي في نَواحيه حين تُشَدُّ فيه الأَوتادُ إذا مُدَّ في الدِّباغ؛ قوله طِيري أَي اعْلَقي به، والمِخْراقُ الكريم، وسَلِيمُ رماح قد أَصابته الرِّماحُ مثل سليمٍ من العقْرب والحيّة، والزَّعانِفُ: ما تَخَرَّقَ من أَسافِلِ القَمِيصِ، يشبَّه به رُذالُ الناسِ.

  وفي حديث عمرو ابن ميمون: إياكم وهذه الزّعانِيفَ الذين رَغِبوا عن الناسِ وفارقوا الجماعة؛ هي الفرَقُ المُخْتَلِفَةُ وأَصلها أَطْرافُ الأَدِيمِ والأَكارِعُ، وقيل: أَجْنِحَةُ السَّمكِ، والياء في زَعانيف للإِشباعِ وأَكثر ما تجيء في الشِّعر، شَبَّه مَنْ خرج عن الجماعة بها.

  الجوهري: الزِّعْنِفَةُ، بالكسر، القصير، وأَصل الزَّعانِف أَطْرافُ الأَدِيمِ وأَكارِعُه؛ قال أَوْس ابن حجر:

  فما زال يُفْري البِيدَ حتى كأَنَّما ... قَوائمُه، في جانِبَيْه، الزَّعانِفُ

  أَي كأَنَّها مُعَلَّقَة لا تَمَسُّ الأَرضَ من سُرْعَتِه.

  والزَّعانِفُ: الأَحْياء القَليلةُ في الأَحْياء الكثيرة، وقيل: هي القِطَعُ من القبائل تَشِذُّ وتنْفَرِدُ، والواحد من كل ذلك زِعْنِفَةٌ.

  زغف: زَغَفَ في حديثه يَزْغَفُ زَغْفاً: كذَب وزاد.

  ورجُلٌ مِزْغَفٌ: نَهِمٌ رَغِيبٌ.

  والزَّغْفُ والزَّغْفَةُ: الدِّرْعُ المُحْكَمَةُ، وقيل: الواسِعةُ الطوِيلةُ، تُسَكَّن وتحرَّك، وقيل: الدِّرْعُ اللَّينة، والجمع زَغْفٌ على لفظ الواحد؛ قال الشاعر:

  تَحْتِي الأَغَرُّ، وفَوْقَ جِلْدِي نَثْرةٌ ... زَغْفٌ تَرُدُّ السيفَ، وهو مُثَلَّمُ

  قال ابن سيده: وقد تحرك الغين من كل ذلك.

  وأَنكر ابن الأَعرابي تفسير الزغفة بالواسعة من الدُّروع وقال: هي الصغيرة الحَلَقِ، وقال ابن شُميل: هي الدقيقةُ الحسَنةُ السلاسل؛ ومنه قول الربيع بن أَبي الحقيق في الزَّغَفِ:

  رُبَّ عَمٍّ ليَ لو أَبْصَرْته ... حَسَنِ المِشْيَة في الدِّرْعِ الزَّغَفْ

  وقال ابن السكيت في الزَّغَفِ: الدِّرع الواسعة الطويلة، أَظنه من قولهم زَغَفَ لنا فلان، وذلك إذا حدَّثَ فزاد في الحديث وكذَب فيه.

  أَبو مالك: رجل زَغَّافٌ وقد زَغَفَ كلاماً كثيراً إذا كان كثير الكلام.

  أَبو زيد: زَغَفَ لنا مالاً كثيراً أَي غرف لنا مالاً كثيراً.

  والزَّغَفُ: دِقاقُ الحَطبِ، وقال أَبو حنيفة: الزَّغَفُ حطب العَرْفَجِ من أَعالِيه وهو أَخْبَثُه، وكذلك هو من غير العرفج، وقال مرة: الزَّغَفُ